الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة بين التشدد والتحرش

شريف الغرينى

2013 / 3 / 2
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي


الحقيقة أن كل شىء بات مهدداً بسبب التيارات المتشددة التى اصبحت تمتلك القرار فى العديد من الدول العربية الرئيسية فى المنطقة ولعلنا قد نجبر على أن نوافق على انتهاكات كثيرة لحقوق الأنسان بسبب مانتوقعه من مد سياسى للتيارات المتشددة لكن أكثر ما يجب أن نحرص عليه و أن ندافع عنه هو (المرأة) لأنها كما هو متوقع لها ستصبح الهدف الأكثر تعرضاً لتلك التهديدات لما لها من خصوصية فى عقول أولئك الرجال القادمين من جهنم والعائدين لها قريبا بإذن الله ، إنهم أصحاب الأفكار السوداوية و الظلاميون كسالى العقل والضمير المتنطعون الذين يرونها متاعاً منقولاً له روح وجسد وليس له حقوق بل ويرون أنها ربما تكون أقل أهمية من الدابة لو كانوا فلاحين وأقل أهمية من سيارتهم التى يفاخرون بها أقرانهم لو كانوامن سكان المدينة، ولكنهم حتما يقرون من مدخل نفعي براجماتى ضرورة اللجوء إليها لتجلب لهم المتعة المنتهية بالولدان ، وإن تسأل أولئك ليقولن أن ديننا يحترم المرأة ويسوقون لك من الآيات المحكمات والمتشابهات ما يؤكد ذلك بعد أن يحكوا لك من الأثر حكايات توضح عظمة الدين ورقة قلب متبعيه مع النساء من الطبقات المتعاقبة ، والحقيقة أن كل هذا حقيقى لا ريبة فيه ولكنه مع ذلك يذوب أمام الجاهلية التى مازلت شعوبنا ترزح تحت نير سلطانها الذى بات يستمد شرعيته من التفسير السطحى للدين ؛ فنحن عندما عندما تنظر في حقيقة ما بداخل عقول ونفوس أولئك المتشدقين بالنصوص المقدسة نجدهم يقولون عن المرأة ما لايفعلون وإذا خلوا إلى أنفسهم يتصرفون معها بفوقية وينظرون لها نظرة دونية ، والحقيقة أن ذلك كان مثار تفكيرى وبحثى لفترة من الوقت حتى خلصت إلى أن الأمر بسيط و يرجع لأسباب عدة منها : أولاً جهل الرجل والمرأة ،فالجهل هو عدو المرأة الأول ويعكس ذلك استمرار ثقافة العرف الصحراوى البدوي الداع لوأد البنات و إن كان ذلك بدرجة أقل قليلا من أيام ما قبل الرسالة النبوية ويقابله من جانب المرأة صمت غير عليم فى مقابل كل دعاوى الحجب والمنع ومنهن فئة مؤمنة أن ذلك القهر والتهميش جانب مما فرضه الله عليهن. *ثانيا : البصيرة الغائبة عند قرأءة النص المقدس ، فالعقول المدنسة الفاسدة لا تعي ولا تفهم ومن علامات الفساد والدنس أن البعض لا يلجأ لهذا النص إلا ليثبت ما يتوافق مع رؤيته ومن العلامات الواضحة على فساد منطقهم أنهم يؤمنون بالنص أكثر من إيمانهم بخالق النص حيث يؤمنون أن العدل اسم من اسماء الله ثم يدعون على الله الظلم بتكبير وتفخييم ذواتهم وانفسهم على حساب المرأة ويستمرئون تحقيرها لمجرد انها امرأة احتماءً بأمر الله العادل و دون أن يسألوا أنفسهم : كيف يخلق الله المرأة ثم يزدريها وهل يفعل العادل ذلك بمن خلق ؟
لقد تلت المرأة آدم فى الخلق واقتطعت من ضلعه لا لشىء إلا لأن الرجل غير مؤهل لتحمل مشاق الحمل والولادة و لقد اختص الله المرأة بذلك تشريفاً بأن وضع بداخل كل واحدة مصنع حياة وجعل من حجورهن وصدورهن مهداً لتلك الحيوات التى تمشى على الأرض فى حين اقتصر دور الرجل فى هذه العملية المهمة جداً على الحماية الخارجية و حمل نصف سجل الحياة ليشترك معها لتوريث صفات و ألوان تلك الحياة القادمة .. إن رفع شأن المرأة يقع على مسئولية كل المتنورين سواءً كانوا رجالاً او نساءً وأحمّل الرجال بصفة خاصة لا سيما الذين عرفوا منهم قيمتها و كما أحمل المسئولية لكل مشرع وكل رجل قضاء فهى أولى بالرعاية من اليوم وحتى تحصل على كامل حقها و أعنى هنا حقها في التعليم والمساواة فى الحقوق وتكريم طبيعتها كما كرمها الله بالتنازل لها عن بعض واجباتها .. ولم لا؟ فقد فضلها الله وجعلها تحمل أسرار خلقه !! إن رفع وإعلاء شأن المرأة لهو علامة جلية على مدى تحضر أو تخلف الشعوب فالمرأة فى الدول المتحضرة دائماً فى المقدمة وفى الدول البدائية دائما مقهورة تعامل بما لايليق بها ، لذلك وجب اعتبار رفع شأن المرأة قضية قومية وعلينا أن نتوقف عن ربط الشرف الأسرى بجسد المرأة وعلينا أن نعيد تعريف معنى الشرف وتصحيحه فى عقول المهووسين به فالشرف لا تسقطه زلة جسد ولكن تسقطه زلة لسان حتى أنه لا يستقيم بعدها أبداً ، على المرأة أن تقاوم ما سيمارس ضدها مما تنتويه التيارات المتشددة وعلى المستنيرين دعمها فى رفض هذا التسلط الغبى الذى يعبث بالقيم و يعيد ترتيبها وفقاً لأعراف بدائية بنيت على فكرة وأد البنات فى الماضى واليوم أعيد إنتاجها على فكرة العفة المتطرفة المتمثلة فى النقاب دون أن يدركوا الجانب الروحى من العفة المتمثل فى طهارة الروح والنفس واللسان ، والنظر فقط إلى الجانب الحسى من المرأة وهو ما يعد اختزال لمعنى العفة واعتبارها القيمة الأعلى فى سلم القيم وهو ما يخالف الحقيقة لأن الحضارة و العلم والقدرة على المنافسة والعدالة و المساواة بين الرجل والمرأة أمور لا تتنافى ولا تتناطح مع العفة بمفهومها العام.
يجب التوقف عن اعتبار المرأة جسداً فحسب وعورة وأن يعاقب كل من يتسبب فى تخلفها العلمى والاجتماعى لذلك أرى ابتداءً أن المرأة لا تحتاج لمجلس قومى واحد ليدافع عنها بل تحتاج لمجلس فى كل حى بل فى كل شارع وخاصة الشوارع والأحياء الفقيرة والعشوائيات
من أجل حياة أفضل،لا من أجل المرأة يجب أن نتحد جميعا لمحاربة أى اعتداء متوقع عليها سواء كان ذلك تحرشا صريحا أو مستتراً أو عدوانا على مكانتها أو تغولا على حقوقها ، فالمرأة إن لم تكن الحياة كلها فهى على الأقل مانحة لتلك الحياة روحها، لذلك يجب الإسراع فى فتح المجال لها لتنافس على كافةالمستويات، كما يجب تذليل العقبات الاجتماعية أمامها حتى تصبح قوية دون أن تبتذل ، إذ لا يحق لأحد أن يحجبها عن الحياة أو يسلبها حقها بأى داع أو وازع خاصة أن الدراسات أثبتت أن المرأة حينما تتعلم تتفوق وحينما تمنحها الثقة تصونها وحينما تتولى أمراً تتقنه ، فمن العيب إذا ومن الخسة محاربة المرأة بتفسير خاطىءللنصوص فالله لم لم يظلمها بل وصفها بالبقعة الوحيدة على الأرض التى تحمل صبغ الجنة وطيبها وملمسها كزوجة ، أو أرضها التى نسجد عليها و تحت قدميها كأم ، ولا تنسوا أن الحكماء والعظماء من الرجال أحسنوا للمرأة ووضعوها بحق حيث تستحق وأن أشباه الرجال وحدهم كانوا هم الأكثر تسلطاً والأشد عداءً لها لذلك لا يجب أن ننسى دور المؤسسات الدينية والتربوية فى الحض وتدريب النشء على احترام المرأة فى كل صورها لا فى صورة الأم فقط، كما يجب الربط العمدى بين التحضر والطريقة التى نعامل بها المرأة ، أخيراً يجب أن تمنح المرأة ودورها فى الحياة مساحات أكبر فى حملات التنوير القومية ويجب التوعية بأهمية مساهمتها مع إبراز النجاحات النسائية واختيار قائدات الرأى والتركيز عليهن ليكن منهن المثل العليا للناشئات فى كل المجالات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال