الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعاونيات الشباب

محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي

2013 / 3 / 6
المجتمع المدني


تعاونيات الشباب
يواجه العالم أزمة عمالة الشباب بصورة لم يسبق لها مثيل، وتشير البيانات الرسمية الى ارتفاع معدل البطالة الى أكثر من 9.9% فى بعض الدول، هذا مع عدم وجود نظام إعانة للعاطلين عن العمل الأمر الذى يؤدى الى تزايد الاتجاه الى العنف والجريمة. وتتميز البطالة فى بلدان العالم الثالث بأنها تجمع أنواع البطالة المختلفة وترتفع نسبة البطالة بين الشباب كما ترتفع هذه النسبة بين المتعلمين الأمر الذى يعنى إهدار أهم عناصر الانتاج فى المجتمع. والشباب أكثر عرضة للبطالة من البالغين في جميع أنحاء العالم، وأن أكثر من 75 مليون شباب يبحثون عن عمل، وعلي حسب تحذيرات منظمة العمل الدولية بأن الشباب يواجهون مزيجا خطرا من ارتفاع معدلات البطالة والخمول وزيادة العمل الهش في البلدان المتقدمة، فضلا عن استمرار ارتفاع الفقر وضيق فرص العمل في العالم النامي. وهناك 207 مليون من سكان العالم عاطل عن العمل في عام 2010 وما يقرب من 40 في المائة - ما بين 15 و 24 سنة من العمر - حوالي 75 مليون شاب، مما يزيد من تفاقم هذه الصورة القاتمة البطالة من قبل عدد كبير من الشباب المشاركين في نوعية رديئة والأعمال ذات الأجر المتدني، وغالبا في الاقتصاد غير الرسمي. الكثير من الشباب من الفقراء، وأن حوالي 228 مليون عامل الشباب الفقراء في العالم، يعيشون على أقل من ما يعادل 2 دولار أمريكي في اليوم الواحد. هذا الواقع جعل ممثلي الدول في منظمة العمل الدولية الأعضاء ال 185 الذين حضروا مؤتمر العمل الدولي في 2012 يونيو يقدمون دعوة قوية وملحة للتحرك لمواجهة هذه الأزمة بالنركز على الشباب تحت شعار "بناء عالم أفضل: الشراكة مع الشباب".
وفي هذا الأطار يتحرك برنامج منظمة العمل الدولية بشأن عمالة الشباب بالعمل من خلال شبكة عالمية من الفرق الفنية في مقرها في جنيف وفي أكثر من 60 مكتبا حول العالم. ويوفر المساعدة للبلدان النامية في التدخلات متسقة ومنسقة بشأن عمالة الشباب. هذا النهج المتكامل يجمع بين سياسات الاقتصاد الكلي والتدابير المستهدفة التي تعالج العرض والطلب على اليد العاملة، فضلا عن كمية ونوعية العمالة. وفي هذا الأطار يركز المدير العام لمنظمة العمل الدولية في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للشباب في بيان 12 أغسطس 2012، الشراكة مع الشباب للعمل على تعزيز وظائف لائقة لجميع أمر أساسي لبناء عالم أفضل. يقول "ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية وقوية فإن المجتمع الدولي يواجه الإرث المخيف للجيل ضائع ". وتركز منظمة العمل الدولية علي الجمع بين هذه الاستجابات الفعالة التي تتطلب الإرادة السياسية القوية والإبداع والالتزام.
وتؤكد منظمة العمل الدولية مطلوب إجراءات عاجلة ومحددة الأهداف لتصل إلى 75 مليون شاب شخص في العالم الذين هم خارج العمل تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في الاقتصاد غير المنظم والذين يعيشون في فقر مدقع.
وفي نفس السياق تؤكد وثائق منظمة العمل الدولية علي ضرورة تحرير التعاونيات من سيطرة الحكومات ومسايرة المتغيرات العالمية السريعة المتلاحقة للتأكيد علي دورها الجديد في البلدان الصناعية وفي البلدان الشيوعية السابقة و للبلدان النامية ،خصوصا في مواجهة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الجارية كالبطالة والتنمية الاجتماعية. وتري المنظمة أن التعاونيات في البلدان الشيوعية السابقة كانت جزءا لا يتجزأ من النظام السياسي ولكنها استطاعت استيعاب التغير الذي حصل وتحولت من تعاونيات شيوعية إلى تعاونيات حقيقية يمكن الاعتماد عليها في التغيير مما يعزز دورها على حد سواء في البلدان النامية والبلدان التي تمر بمرحلة انتقال وقيام العاملون فيهما بترسيخ النموذج التعاوني القائم على الملكية والإدارة المشتركتين من خلال حماية الوظائف الموجودة وتوليد وظائف جديدة خاصة للشباب في عصر يشهد استمرار تخفيض عدد العمال نتيجة العمولة والتغير التكنولوجي. ففى عام 2002 أقر مؤتمر العمل الدولي التوصية رقم 193 التي تذكر بأنه ينبغي تعزيز التعاونيات باعتبارها أحد أعمدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والوطنية والدولية كما ذكرت بشكل خاص بأدوار التعاونيات في الاستجابة لتلبية احتياجات أعضائها واحتياجات المجتمع بما في ذلك ذوى الاحتياجات الخاصة بغية تحقيق مشاركتها الاقتصادية واندماجها الاجتماعي. كما أثبتت الخبرة العملية على المستويين المحلي والدولي قدرة التعاونيات الإنتاجية على توفير فرص العمل اللائق لكافة فئات المجتمع، خاصة الشباب.
هذا الأتجاه العالمي لمنظمة العمل الدولية ، وفي اطار العديد من المنظمات العالمية الاخري مثل منظمة الاغذية العالمية (الفاو)، وفي ظل قيادة العالم عبر الحلف التعاوني الدولي لحل قضايا الشباب والمرأة والحرفيين وغيرهم عبر التعاونيات، يتوجب علي القيادة السياسية في اي دولة الالتفات الي التعاونيات واهميتها المتنامية. فقط نذكر هنا بما كررناه سابقا ، عن أهمية التأهيل والتوعية والتدريب وبناء القدرات تحت الشعار التعاوني العالمي"أعدو التعاونيين قبل أنشاء التعاونيات" : فنقول: "ليس هناك معنى لمحاولة إنشاء جمعية تعاونية، ما لم يكن من الممكن دفع أعضائها إلى العمل بطريقة إيجابية، سليمة وصحيحة، ألا من خلال الإقتناع بالفكرة التعاونية والحوجة اليها، وبالمساهمة في رأس المال والإدارة. إن الشروع في إقامة وتأسيس جمعية تعاونية عملية بطيئة، و يحتاج الأعضاء إلى وقت أطول للتعود على فكرة المشاركة ولكن لا داعي للعجلة، فكثير من البرامج الطموحة جداً والتي نفذت بأسرع مما يجب أساءت لإسم التعاونيات في كثير من الأحيان".
محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
خبير ومستشار/ التعاونيات والتمويل الأصغر وبناء القدرات









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيتو أمريكي ضد منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم الم


.. هاجمه كلب بوليسي.. اعتقال فلسطيني في الضفة الغربية




.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال


.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال




.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان