الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرّابطة العربيّة الأكاديمية للفلسفة

ياسين عاشور
كاتب

(Yassine Achour)

2013 / 3 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مَنْ مِنَ المتابعين للشأن الفلسفي الغربي لم يقرأ عن مدرسة فرنكفورت النقديّة الاجتماعيّة ؟ أو لم يسمع عن حلقة ڤيينا للأبحاث الوضعيّة المنطقيّة ؟ أو لم يدرس عن الحركة الوجوديّة-العبثيّة الفرنسيّة ؟ كانت تلك من أبرز المدارس أو الحلقات الفلسفيّة التي ألقت بظلالها الفكريّة على القرن العشرين و سجّلت مراجعاتها النقديّة مرحلة هامّة من تاريخ الإنسان الحديث و المعاصر خاصّة بعد انتكاسة البشريّة نحو البربريّة و سقوطها في الحرب الكونيّة الكبرى : حرب الكلّ على الكلّ .
كان تركيب الواقع و تعقيده أحد أهمّ أسباب نشوء مثل تلك التيّارات النقديّة , ففي كلّ لحظة تاريخيّة خطيرة تصبح الحاجة إلى زعزعة الثوابت و تفكيك المسلّمات ملحّة , من أجل استيعاب ما حدث و استئنافه بشكل أفضل .
ضمن هذا السّياق , و في هذه اللحظة التاريخيّة الرّاهنة -لحظة الانتفاضات العربيّة - ظهرت حلقة نقديّة فلسفيّة عربيّة طريفة و مميّزة تحت مسمّى " الرّابطة العربيّة الأكاديمية للفلسفة " . و هي تُعدّ أولى الشبكات البحثية التي انبثقت عن الواقع الافتراضي ، وهي الأولى كذلك في جمعها لفلاسفة ومتفلسفة العالم العربي من المغرب إلى العراق مرورا بالجزائر وتونس وسوريا وغيرها من الدول العربية. ويمكن توصيفها بأنها مجموعة أكاديمية تمتهن الفلسفة وتعمل على تحويل الخطاب الفلسفي إلى خطاب تحرير وعقلنة لمجتمعاتنا التي لاتزال تقبع تحت مطارق الجهل والإقالة لما هو عقلاني. كما أن الرابطة هي جماعة مرتبطة إيتيقيا ومعرفيا لأغراض دعم القول الفلسفي. والمساهمة في النشر والتأليف.
تأسست الرابطة في حزيران 2011 وانضم لهيئتها العامة قرابة 360 عضو وفي هيئتها الإدارية ما يشكل مجلس إداري افتراضي يقارب 20 مفكرا عربيا وهيئة استشارية من كبار فلاسفة العالم العربي.
يرأس تحرير وتنسيق الأعمال والأمانة العامة لها كل من : الدكتور علي عبود المحمداوي ( مفكّر و أكاديمي عراقي ) والدكتور اسماعيل مهنانة ( مفكّر و أكاديمي جزائري ) .
و ممّا جاء في بين الرّابطة : « في عصرنا هذا، عصر التواصل والمنابر الافتراضية العابرة للأوطان، عصر الشبكات البحثية العالمية، لم تعد أجيال الفيسبوك بحاجة إلى مؤسسات ومكاتب وطوابير لكي تبدع مفاهيمها الفلسفية، على الأثير تجدون لافتة صغيرة، ومن غير وجهة محددة: "الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة"، فثمة نحاول زرع المفهوم وتخصيبه، لينضمّ إلينا من كانت تهمّه زراعة المفهوم، ومن كان متورّطا في فعل الكتابة، وكلّ من أُتّهم بذنب التفكير، أو ضُبط متلبّسا بالتساؤل... فلا توجه لنا إلا الحرية، ولا رهان للفلسفة هنا إلا التحرر..
وفي هذا العصر العربي بالذات، عصر الحراك والتغيرات الكبرى، والمنعطفات التاريخية الحاسمة، أيعقل أن يكمل التاريخ دورة ما في غياب الفلسفة؟ أيعقل ألاّ يرافق الفكر الصيرورة؟!
ونريد لمشروعنا أن يشكل مراجعة فلسفية لمنجزات الحداثة الفلسفية المؤجّلة، نريده قطيعة تنظيرية مع المطارحات الأيديولوجية، واستئنافا للقول الفلسفي في روحه الأكاديمية، ونحن نعي انه يجب أن لايخلو من هموم نضالية، أو أن يفرغ من هواجس القضية الفلسفية اليوم (قضية التحرر)، فلتكن الحرية ماهية الفكر السؤول، ولتكن الفلسفة رهانا تحرريا. »
قال المفكّر الجزائري د.محمّد شوقي الزّين « تحاول "الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة" شقّ طريقها في إرساء أدوات التفكير الفلسفي وإنجاز هذا التفكير في مؤلفات جماعية، ويبذل أصحابها الكثير من الجهد والكدّ في الاضطلاع بهذه المهمّة النقدية والنظرية. إنها في طريقها نحو سدّ الحاجة بالنسبة للمراجع التي يمكن أن يعتمد عليها الطلبة والباحثون والأساتذة في مختلف الميادين الخاصة بفلسفة اللغة والتاريخ والدين والسياسة وشخصيات هابرماس وإدوارد سعيد وعبد الرحمن بدوي ونيتشه وهايدغر، إلخ.هذا العمل الجميل هو عمل جليل، من ورائه الجدّ والكدّ، وممارسة نوعية في التعوّد على أدوات الكتابة الفلسفية وأساليب البحث والتحليل. »
أنجزت الرّابطة إلى حدّ الآن مجموعة هامّة من المؤلّفات و مشاريع الاستكتاب الجماعي , و من آخر الأعمال التي ستصدر قريبًا نذكر " موسوعة الأبحاث الفلسفيّة للرّابطة العربيّة الأكاديميّة للفلسفة " , و ستصدر هذه الموسوعة في مجلّديْن , الأوّل مخصّص للفلسفة الغربيّة و الثاني للفلسفة العربيّة . إشراف و تنسيق د.علي عبود المحمداوي و تقديم الفيلسوف اللبناني د.علي حرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب إسرائيل وإيران... مع من ستقف الدول العربية؟ | ببساطة مع


.. توضيحات من الرئيس الإيراني من الهجوم على إسرائيل




.. مجلس النواب الأمريكي يصوت على مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرا


.. حماس توافق على نزع سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود




.. -مقامرة- رفح الكبرى.. أميركا عاجزة عن ردع نتنياهو| #الظهيرة