الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا عنوان إلاّ أنت

سيماء المزوغي

2013 / 3 / 8
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي


تحية سيّدتي وبعد،
لن يركبوا ظهرك إلاّ إذا كنت منحية، تلعبين دور الضحية؟ تدّعين أنك تحملين ثقل وزنك مئات المرات... ها هي النملة تحمل ثقل وزنها عشرات المرات ولا تشتكي.
تقولين إن أعباء البيت أضنتك وتربية الأطفال شكّلت تجاعيد وجهك والعمل خارج البيت أحنى ظهرك، تقولين إنّ معنّفيك في كل مكان يتربصون بك، ينتظرون قدومك لينقضّوا عليك، على قارعات الطريق، على مكاتب الإدارات، من على منابر الدعاة، على أريكة منزلك، فوق سرير غرفة نومك، بل في رنات الهاتف وعلى صفحات الأنترنات، من الشاشات والإذاعات. وأنت تهربين وتلعبين دور الضحية وتلوّنين العنف وتصنّفينه وتقولين هذا عنف مادي وآخر معنوي، بل ابتكرت ألوانا أخرى للعنف لتقولي هذا عنف سياسي وآخر اقتصادي.
قلت إنّ التاريخ ظلمك أيضا، لم يُسجّل بطولاتك واكتفى بالقليل، قلت إنّ المجتمع الذكوري خنقك وحاصرك بنظراته وقوانينه وكلابه الشرسة الضالة في كل مكان، قلت أنّ أشباح السواد تتربص بك في كل مكان، تنتظر اللحظة المناسبة لتنقض عليك انقضاض طالبان ببنات الأفغان وانقضاض الخميني ببنات الفرس الأحرار.
قلت أنّك مُهدّدة وحقوقك في مرمى سهام الرجعيّة والتخلفّ وزعمت أن ابنتك مثلك ضحيّة مسكينة لا حول لها ولا قوة ولا ناصر ولا قانون ولا حدّاد آخر، قُلت إنّ الرجل لا يفهمك ولا يفهم تضحياتك، بل يُريدك جارية مطيعة خاضعة تهمس إنْ أذن لها الكلام لتقول مطأطئة الرأس: "سمعا وطاعة مولاي".
أنت من مدّت خدّها الأيمن ثم الأيسر لجلاّدها، أنت من ارتعدت خوفا عند أول امتحان مرّت به، أنت من اكتفيت بالفُتات ولم تقاتلي حتى الرمق الأخير عند اقتسام الغنائم، أنسيت أن الرجل هو ابنك؟ أنسيت أنك من ربّيته على الرجولة؟ أقصد رجولتك أنت على حساب أنوثة أخته؟ أوتنكرين أنك علّمته القسوة والخشونة منذ الصغر عندما جاءك باكيا قلت له "لا تبكي، الرجال لا يبكون"؟ ليكبر فيتمرّد عليك وعلى دموعك أنت... سيدتي.
كفاك ضعفا واستسلاما وخنوعا، لا تصدقي أنّك عورة وأنّك ناقصة عقل ودين، حوّلي هذه الأنوثة إلى شراسة لبؤة أو نمرة وافتكي حقوقك وأحلامك.
لقد غرّك مديحهم وتركتهم يتغزلون ويتهافتون على ما تبقى من جسدك الجريح، شربت معهم نخب جسدك الوهن من ويلات الأمومة والعمل والواجب...
أيتها اللبؤة الشرسة هيّا قومي وانهضي واكسري حاجز الخوف وكوني حرّة كأجدادنا وأبائنا وأمهاتنا، لا تنتظري أحدا ليمنّ عليك، خُذي حقّك بل، انتزعيه من فوهة بركان علمك وأدبك وتوقك للتحرر.
اللبوءة سيدتي لا تعنّف ولا يجرُؤ على تركيعها أحد، لا تتركيهم يشبّهونك بالغزالة أو المها، وإن غرّك جمالك وأردت أن تكوني كذلك فكوني غزالة بأنياب لبوءة ومخالب حرّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ