الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو كان هناك يسار فلسطيني

عُقبة فالح طه

2013 / 3 / 9
القضية الفلسطينية


في الوقت الذي بات مضحكاً محزناً أي حديث عن الوحدة الداخلية الفلسطينية وجسر الهوة بين قطبي السلطة: (قطاع حماس وضفة فتح)، وذلك بسبب طول مدة الحوار بين الفريقين وكثرة اللقاءات القاهرية وتعددها، وكثرة الاعلان عن قرب التوصل إلى وفاق ينهي حالة الانتقسام المؤلمة، ثم ما نلبث أن نفاجأ بناعٍ هنا أو هناك ينعى المصالحة ويقيم عليها مأتما وعويلاً ولكن دون جدوى، ففي مثل هذا الوقت العصيب الذي هو أنسب الأوقات لانبلاج تيار سياسي ثالث قوي ومؤثر على الساحة الفلسطينية يمكنه في حال امتيازه بالتنظيم والتنسيق أن يقلب الأوضاع الفلسطينية الداخلية رأساً على عقب خصوصاً بعد المسرحية التلفزيونية التي كان أبرز أبطالها عزام الأحمد وعبد العزيز الدويك، تلك المسرحية التراميدية (التراجيدية الكوميدية) التي أضحكتنا من شدة المأساة ، فإذا كان الأحمد والدويك رُسل سلام وطلاب وحدة بحق كيف إذاً هم دعاة استمرار الانقسام؟ وإذا كان الأحمد والدويك اللذان يعتبران من قيادات الصف الأول في حزبيهما حيث يترأس الدويك المجلس التشريعي الذي تسيطر حركة حماس على أغلبيته النيابية ، فيما يمثل عزام الأحمد كتلة فتح النيابية في المجلس التشريعي وعضو لجنتها المركزية، فكيف إذاً هو الحال بين عناصر وتشكيلات قاعدتي فتح وحماس الجماهيريتين والتي يتناحر قادتهما على السلطة وعلى أحقية كل منهما بها؟ فحركة حماس ترى أن مشروعيتها مستمدة من انتخابات التشريعي الأخيرة التي اكتسحتها قائمة حركة حماس مطلع عام 2006 فيما ترى حركة فتح أن الشرعية تستمد من أن السلطة الفلسطينية بمجملها هي نتاج مفاوضات قادتها منظمة التحرير الفلسطينية وأن المنظمة - التي لا تنتمي إليها حماس- هي مرجعية السلطة الفلسطينية وأمها الشرعية .
من هنا فإن اليسار الفلسطيني يفتقر إلى القدرة التي تؤهله لتشكيل بديل جدّي وحقيقي لعدة أسباب:
أولا: إن أي تحالف في أي مكان في العالم يحتاج إلى تنازل طرف أو أطراف لأخرى وهذا ما حصل بالفعل على سبيل المثال لا الحصر حين تنازل الرئيس السوري شكري القوتلي للرئيس المصري جمال عبد الناصر عن كرسي الرئاسة تجسيداً لوحدة قطريهما العربيين عام 1958 ، وهذا ما لا يمكن تحقيقه على مستوى أحزاب اليسار الفلسطيني في ظل ادعاء كل قطب منها أنه هو الأحق والأجدر بقيادة اليسار وهو الأصوب وهو الأكثر عددا وعدة و..و.. إلخ.وإن تحالفات اليسار الفلسطيني فشلت على عدة صُعد أبسط حيث فشل اليسارالفلسطيني في الأعوام الأخيرة - مثلاً- في خوض انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت بقائمة واحدة بل بقائمتين، كما أن تحالف الجبهة الديمقراطية وحزب فدا وحزب الشعب في الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2006 كانت تمثل تحالفاً آنياً ولم يكن تحالفاً استراتيجياً.
ثانياً: هناك تباين واضح في البرنامج الذي يتبناه كل فريق من تيارات اليسار الفلسطيني فبينما ترى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن طريق الحرية والتحرر لا يمكن أن تكون إلا من فوهات البنادق والمقاومة المسلحة يرى حزب الشعب الفلسطيني (الشيوعي سابقا) أن النضال السلمي وحده إلى جانب مفاوضات جدية وجادة يمكنها أن تحقق الكثير من الحلم الفلسطيني بالتحرر والاستقلال، في حين ترى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ( صاحبة الحل المرحلي ) مطلع السبعينيات وسيلة للاستقلال والحرية هذا إلى جانب العمل المسلح الذي تتبناه منذ انطلاقتها مطلع العام 1969
ثالثا: ارتهان عدد من فصائل اليسار الفلسطيني (المجهرية) إلى القوى المتنفذة في منظمة التحرير ودورانها في فلكها ، ولولا المخصصات الممنوحة لها من الجهات المتنفذة في المنظمة لانقرض بعض هذه القوى التي ترى في نفسها أنها قوى تحرر يسارية
رابعاً: إن أي قوة سياسية فلسطينية مهما بلغت قوتها لا يمكنها التنصل من الاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال ، لا بل حاول الاحتلال مراراً الترويج أن فتح غير قادرة على تمثيل الفلسطينيين من حيث عدم قدرتها على الاتزام بتعهداتها وخصوصاً ضبط مناطق التماس مع الاحتلال واعتقال "الإرهابيين" فهل يمكن لليسار أن يقوم بهذا الدور في حال سيطر على الساحة الفلسطينية علما أن أطروحاته تناقض ذلك تماما ؟
خامساً: يجب ألا يغيب عن البال أن منطقة الصراع العربي الصهيوني هي من أكثر المناطق حساسية في العالم وذلك لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية لقوى الاستعمار والهيمنة الإمبريالية فهل بحث اليسار الفلسطيني عن حليف استراتيجي لتحصين نفسه اقليميا على الأقل ولتأمين حالة من التوازن في ظل ارتماء البعض الفلسطيني في أحضان طرف لا يمكن نهائياً أن يكون نصيرا لقضيتنا الوطنية.
سادساً: هناك بعض المنظرين اليساريين على الساحة الفلسطينية يرون أن المسافة بين القيادات في القوى اليسارية وقواعدها الجماهيرية بدأت بالتساع حيث بات واضحاً أن الزيعيم أو الزعامة اليسارية في واد وجماهيرها في واد آخر ، وإن أدل شيء على ذلك هو ضعف قدرة الأحزاب اليسارية على حشد عُشر قواعدها الشعبية في مسيرت سبق ودعت لها رغم أن الدعوات للنفير والاستنفار أعلن في قضايا جد حساسة كنصرة الأسرى ومقاومة الاستيطان وغيرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليسار الانتهازي
عتريس المدح ( 2013 / 3 / 10 - 05:12 )
القوى اليسارية على الساحة الفلسطينية تعيش قياداتها في أبراج عاجية، مستمتعة بالرشاوى والامتيازات التي ترميها لها بقايا م.ت.ف والسلطة، فهي دكانين سياسية تمارس انتهازية ساهمت في مزيد من الضعف والتفكك للساحة الفلسطينية ، لان مواقفها منافقة للسلطة ولقيادة م.ت.ف فلا تعولوا عليها كثيرا، فالقيادات اليسارية لعبت على وتر الايديولوجيا ولعبت على المواقف الطفولية لتحسين كمية ونوعية الفتات الذي ترميه لها القيادة الفتحاوية وقيادة م.ت.ف هذه القيادة بما فيها حشف أعطت غمازا إلى اليسار قولا و انحرفت إلى اليمين فعلا وممارسة وهم بانتهازيتهم لا يقلون جرما عن اليمبن الديني ، أما اليمين االفتحاوي فكان هو الاصدق مع نفسه طيلة الوقت حيث كان يعبر عن مصالحه الطبقية الغير ثورية، ولن يخلص الشعب الفلسطيني من هؤلاء الطفليين جميعا الذي يعيشون على قفا قضيته سوى أن يكون هنالك ثورة في الثورة ثورة من الكوادر المخلصة في فتح ودكانين اليسار عبر انتفاضات حزبية وتنظيمية لازاحة القيادات التي استمرأت الطفيلية


2 - لو كان هناك يسار
روضة منير ( 2013 / 3 / 10 - 09:46 )
اليسار الفلسطيني نخبوي و قد يصل لمرحلة من الطبقية و النفعية لا تجعله قريب من الشارع الفلسطيني الذي هو تابع و خاضع لتأثير الاسلاميين، و الفاسدين من الليبراليين السابقين ، ناهيك عن العملاء للديكتاتوريين من الرؤساء العرب السابقين و الحاليين.. الغريب انه نحن الفلسطينين لا نكتفي بالبحث عن مبررات لنكون خاضعين,, فوق استعمار الصهيونية يوجد لدينا من يزين نفسه أمام المرآة قبل أن يخرج لمواجهة المسئولين حتى يقولون عنه مناضل فلسطيني يساري- باختصار لو كان هناك يسار فلسطيني لما كان هناك يسار في فلسطين.. وأأيساااراااه!

اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو