الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدر العراقي لا يركب إلا على أربعة

كافي علي

2013 / 3 / 12
الادب والفن


فكرة تمزق لحمة النسيج الوطني العراقي حقيقة خلقها التناحر العنيف على السلطة بين الدكتاتوريات الصغرى بعد سقوط الدكتاتورية الكبرى بفضل الاحتلال الامريكي.
المثل العراقي يقول القدر لا يركب إلا على ثلاثة، وكل مشروع سياسي لدولة لا يقف إلا على ثلاث قوى هي: اقتصادية تنفق عليه، إعلامية تروج له، وعسكرية تحميه وترسخ وجوده. إما في حالة المشروع السياسي الدكتاتوري فالقاعدة تجنح نحو الشذوذ وتكون بحاجة إلى قوة رابعة تكون الأكثر تأثيرا في المجتمعات الرجعية هي الرمز او جلاد بطل تتمركز السلطة في يده.
قبل انهيار الدولة الدكتاتورية الكبرى كانت هناك ثلاث قوى لها مشروعها السياسي المتكامل والعامر بشهوة الاستيلاء على السلطة بفعل التنسيق المسبق مع الاحتلال. الدكتاتورية القومية الكردية في اربيل ورمزها مسعود البرزاني ولها اقتصادها وإعلامها وقوتها العسكرية المتمثلة بالبيشمركة. الدكتاتورية القومية الكردية في السليمانية ورمزها جلال طلباني ولها اقتصادها واعلامها وقوتها العسكرية. دكتاتورية المجلس الاعلى الطائفية الشيعية ولها رموزها من ال الحكيم وإعلامها وقوتها العسكرية المتمثلة بفيلق بدر.
إما ما تشكل بعد الانهيار كردة فعل للفوضى التي اعتمدها الاحتلال للسيطرة على الارض فكانت حركات تمردية مسلحة فرضت وجودها على الواقع السياسي بسبب اتباعها إستراتيجة الأرض المحروقة. الدكتاتورية الصدرية الطائفية الشيعية بعد أن تحولت من حركة تمردية تستمد قوتها الاقتصادية والعسكرية من السرقة والقتل وخطف الرهائن من ابناء الشعب العراقي ومطالبة ذويهم بدفع الفدية إلى مشروع سياسي اقتصاده يعتمد على الهبات الممنوحة من أجل الاعتراف بالاحتلال ودخول العملية السياسية. كذلك لها إعلامها البسيط وقوتها العسكرية المتمثلة بجيش المهدي وعودها الأخضر المائل مع الريح الذي استند على الإرث النضالي لوالده وأهله في ترسيخ هيكل دكتاتوريته. الدكتاتورية البعثية العربية التي ترتدي خمار المقاومة الإسلامية واقتصادها يعتمد على الاموال المسروقة والمهربة من خزائن الدولة العراقية قبل الاحتلال. اما قوتها العسكرية فمعظمهم من مقاتلين الجيش العراقي الذين وهبهم السيد بريمر على طبق من ذهب، ولها إعلامها العربي مثل قناة الجزيرة والعربية ورمزها المتخفي عزت الدوري. الدكتاتورية الجهادية الطائفية السنية وهي حاليا تعاني موت سريري بسبب الخلافات والضربات العسكرية ضد تنظيم القاعدة الممول الرئيسي لها اقتصاديا وإعلاميا ومعظم رموزها من أمراء تنظيم القاعدة.
في اخطر واعنف عملية سياسية عرفها التاريخ العراقي الحديث وبقيادة الاحتلال الامريكي استطاعت هذه الدكتاتوريات تمزيق الارض والشعب وفرض وجودها على الواقع العراقي والعالمي مستعينة بكل قواها العسكرية والإعلامية والإقتصادية. لم تتمكن هذه الدكتاتوريات فقط من إقصاء كل فرد أو تجمع وطني يسعى للملمة جراح الشعب وتطبيبها، مثل السيد الحبوبي في كربلاء الذي ظهر في الانتخابات السابقة كحوت يونس ابتلع معظم اصوات الناخبين وغطس في ظلمات المجهول، وإنما إقصاء وتهميش اكثر الاحزاب سطوة على الشارع العراقي في زمن الدكتاتورية الكبرى كالحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة. الحزب الشيوعي رفض العنف العسكري وفضل التواصل مع مشروعه السياسي الأيديولوجي كمعبر إلى السلطة. إما حزب الدعوة فقط اختار السباحة مع التيار وتشكيل دكتاتورية رمزها نوري المالكي استعانت بفيتو الاحتلال في استغلال موارد الدولة الاقتصادية والإعلامية والعسكرية لأجل ترسيخ وجودها وتعزيز صراعها مع باقي الدكتاتوريات
يجب أن تعترف القوى الوطنية الشعبية بحقيقة التمزق البشع للنسيج الوطني، وبالحقد والكراهية التي شوهت النفوس بعد ما مرت به من عنف وخراب، قبل الشروع بالحلول التي تسعف المشروع السياسي للدولة. لقد تحولت لعبة صناعة الدكتاتوريات داخل الدولة العراقية اقليمية دولية للسيطرة على الثروة النفطية وجعل العراق سوقا استهلاكيا كبير ا، وما مشروع جيش المختار وحزب الله والبطاط إلا بذور جديدة لولادة دكتاتوريات جديدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني