الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا يقيم عزيز عقاوي 20 فبراير بعد سنتين !

ليلى محمود

2013 / 3 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


استضافت جريدة النهج الديمقراطي في عدد فبراير لهذه السنة عزيز عقاوي في حوار تركز أغلبه على حركة 20 فبراير ، بعد مرور سنتين على اندلاع انتفاضة شعبية على المستوى الوطني يوم 20 فبراير ، لتعقد خلالها و بعدها التحالفات السياسية بين العديد من الأطراف مفرزة الشعارات و الأرضيات المؤطرة لها .
لقد انخرط حزب النهج الديمقراطي بحماس في هذا التحالف إلى جانب قوى يسارية أخرى و قوى رجعية ظلامية في مقدمتها جماعة العدل و الإحسان ، و عمل كل المجهود الميداني و السياسي للحفاظ على هذا التحالف و ضمان استمراريته ، داعيا إلى تجاوز نقاش البرامج و الأهداف و التصورات من داخله ، و الإكتفاء بالشعارات العامة و الفضفاضة التي تحتمل التفسير و نقيضه بما يضمن استمرار هذا التحالف .

كان من المفروض أن يقدم عزيز عقاوي بعد مرور سنتين كشف حساب للشعب المغربي و للقوى المناضلة ، حول حصيلة و نتيجة اختيارات الحزب منذ انتفاضة 20 فبراير إلى الآن ، من باب تحمل المسؤولية . لكن عقاوي اختار الهروب إلى الأمام باحثا عن طرف يوجه له اللوم و النقد ، ظانا أن ذلك يعفيه من تحمل المسؤولية في إفشال ثورة الشعب المغربي بفعل المنطلقات و الرهانات الخاطئة التي أطرت سلوك حزب النهج في التعامل مع الحراك الشعبي المغربي .

هكذا قام صاحبنا بمهمة مطاردة الساحرات ، عبر الهجوم على أصحاب المرضيات الطفولية و صقور الثورة و أصحاب المزايدات و الحلقية ... بالنرجسية التي أصبحت معهودة لدى المتحدثين باسم النهج و التشويه و التحريف و حتى الكذب تجاه المخالفين و خصوصا الحركة الماركسية اللينينية . فعلى الرغم من أن أنصار حزب النهج اعتادوا على تبخيس و تقزيم تيارات الحركة الماركسية اللينينية بالمغرب لحد عدهم على رؤوس أصابع يد النهج ، إلا أنهم سرعان ما يكيلون لهم التهم و الهجومات المجانية و يحملونهم وزر فشلات الحركات و التنسيقات التي يكون حزب النهج طرفا فيها ، بل و يكون تخاذله و نهجه البيروقراطي الإنتهازي هو السبب الأساس !

يضع عقاوي المعطيات بشكل مقلوب إلى درجة تناقضه الصارخ ، لا مع حقيقة الأحداث و فقط ، بل مع ما يقر به و يدعيه في نفس الحوار ! فمن جهة يعتبر أن جديد حركة 20 فبراير هو قدرتها على حمل الكثير من الحركات الإحتجاجية إلى النزول سويا إلى شوارع المغرب للتظاهر المشترك ...
إن هذا المعطى الجديد الذي ميز به عقاوي حركة 20 فبراير ، سرعان ما يصبح بعد عدة أسطر هو ذاته ما لم تقدر الحركة على القيام به ، و يسجل عقاوي أسفه على ذلك !!!
و ليس مرد التناقض هاهنا نقصا في التحليل أو قراءة المعطيات بقدر ما كان ضرورة في خطاب ينطلق من ضرورة قلبها بما يتلاءم مع النزعة التبريرية للأخطاء الكارثية ، فالمقصود بالحركات الإحتجاجية التي تنزل سويا لأول مرة مع حركة 20 فبراير قوى اليسار الإصلاحي من جهة و القوى الظلامية الرجعية من جهة أخرى . إنه الإنجاز المفخرة لحزب النهج الديمقراطي الذي كان سيعليه لدرجة الإطار النظري لولا أن هذه القوى التي راهن عليها النهج كانت لها حساباتها الخاصة في الحراك و لم يكن التحالف مع اليسار الإصلاحي إلا جزءا منها و ليس أساسها فانسحبت مشكلة ما أسماه عقاوي بالخيانة التاريخية . و يعكس مصطلح الخيانة التاريخية ، بشكل واضح مدى الرهان التاريخي الذي عقده عقاوي و من خلفه حزب النهج على التحالف التاريخي مع العدل و الإحسان .
فالعدل و الإحسان لم تخن الشعب المغربي خلال انسحابها من حركة 20 فبراير ، بل هي كحركة سياسية تتناقض من خلال توجهها و تصورها و أهدافها مع مطامح الشعب المغربي الكادح في التحرر من نظام الرأسمالية التبعية و بناء البديل الإشتراكي . لدى فالشعب الكادح غير معني بعلاقة الحب و الخيانة مع هذه الجماعة بقدر ما تعني الأطراف التي تحالفت معها و راهنت على دورها التاريخي .

يؤكد عقاوي ما ذهبنا إليه آنفا ، في نفس الحوار حيث يعتبر مشاركة جماعة العدل و الإحسان في التظاهر شرط للإنخراط في معمعان الصراع بالمغرب . بل و بعد فشل رهانه و رهان حزب النهج على العدل و الإحسان التي اتهمها بالخيانة التاريخية يعود ليقدم دروس الثورة للآخرين بدل أن يقدم نقدا ذاتيا لحزبه ، واصفا من رفض صفقة التحالف بمرضى الطفولة اليسارية و الحلقية و كأننا نعيش اليوم زمن انتصار الثورة العدلاوية النهجاوية ، فكان لابد من تقديم النقد لمن خرج عنها ! إنها العنترية النهجاوية التي تأبى أن تنظر إلى الواقع كما هو بل تتعالى عليه بنرجسية تقدم التبرير تلو التبرير لأخطائها و منزلقاتها ، فإذا انفضحت و انكشفت لجأت إلى جلد الآخرين و حملتهم مسؤولية هذه الأخطاء و المنزلقات ، معيدة تقديمها على شكل دروس و تعاليم إنجيلية .

ثم يكمل عقاوي المعزوفة النهجاوية من خلال تبخيس النضالات و الإحتجاجات التي لم تتم تحت جبة الحليف التاريخي ، جماعة العدل و الإحسان . فحيثما " ناضلت " جماعة العدل و الإحسان ثمة معمعان الصراع . في الوقت الذي واجه فيه النظام الإحتجاجات التي تأطرت خارج التحالف التاريخي بالقمع و الحصار و اعتقال المناضلين و سجنهم ، لم يشفع كل ذلك لهذه النضالات لدى عقاوي للإعتراف بها و تقديرها ، لأنها غردت خارج السرب الذي اختاره لها حزب النهج ، سرب الحمائم الخضراء و الحمراء المتآلفة من أجل إسقاط الفساد و الإستبداد ، الشعار الذي لم تجد الأحزاب السياسية الرجعية غضاضة في رفعه و تبنيه في حملاتها الإنتخابية نظرا لعموميته و ضبابيته !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم