الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أى شرعية يتحدثون!!

شريف الغرينى

2013 / 3 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لا يوجد فى ثقافة العالم الديمقراطى الحر شىء أسمه الشرعية المطلقة حتى ولو كانت بالإقتراع ، إلا فى انتخابات البابوات ..فمن المعروف أن البابا يصل لمقعده عبر ألية ديمقراطية المرة الواحدة ،وفى نفس الوقت لا توجد ألية محددة لخلعه، وذلك لأسباب دينية تخص العقيدة المسيحية ذاتها ، فالبابا وفقا للمعتقد الكنسى المسيحى هو اختيار الرب، حتى وإن أتى عبر إلإنتخابات ، وهو بالنسبة لهم فيما بعد : ظل الرب ، وبالتالى لا يجوز لأحد أن يخلع هذا الظل، لأنه ليس منظورا لظل الرب ان يرتكب تلك الخطيئة التى تستوجب خلعه وهو المؤيد من الله، و بالطبع يصبح الأمر عبثيا لو تم تطبيق هذه الفكرة على الرؤساء؛ إذ لا يجب السماح لهم أن يجلسوا على مقاعدهم مدى الحياة أو حتى إنتهاء مدة رئاستهم بمجرد إختيار الشعب لهم بدعوى الشرعية مهماكان أداؤهم سيئا، إذا ما وضعنا فى الحسبان أنه لا توجد موانع دينية لإسقاط الرئيس أوالإنقلاب عليه إذا أساء أو فشل ، ولكن لأن المسألة تتعلق بالامن القومى ولأن الموضوع يجب أن يمر بصورة هادئة حفاظا على مصالح الأوطان ؛حددت الديمقراطيات العريقة أليات و وسائل مدنية قانونية للخروج على الحاكم وتسمى فى الغالب سحب الثقة أو العزل تماما كما حدث فى ولاية كايفورنيا ، حيث تم انتخاب أرنولد شوارزنيجر فى انتخابات العزل لحاكم الولاية المنتخب الشرعى: جراى ديفيس و هذا يعنى أن الديمقراطيات الحقيقية تتفهم فكرة اسقاط الحاكم المنتخب الشرعى وتحدد لذلك وسائل سهلة وقانونية بعيدة عن العنف والتوتر الذى يهدد الأمن والسلم وما يستتبع ذلك من أزمات اقتصادية وإجتماعية ، وطبعا وكما هو معلوم للجميع لا توجد لدينا حتى الان أى ألية هادئة لخلع الرئيس الذى يتعجب من أنتشار العنف ضده وضد جماعته ولا يعرف أن توافر إرادة اسقاط الرئيس مع غياب هذه الألية هو السبب الرئيسى للعنف فى البلاد، ومن الجدير بالشرح طالما سنتحدث عن الشرعية أن نوضح المعنى الواسع لها؛ فالشرعية لها عدة مساند ، فشرعية الصندوق ليست أم الشرعيات ، وعلى سبيل المثال تأتى شرعية الثورة والتحرك الشعبى لتعطى قائد هذه الثورة شرعية الحكم، والنصر يعطى لمن يعبر ببلاده من الهزيمة إلى النصر شرعية مثلها ،والنجاح فى إنقاذ الوطن واقتصاده يعطى للناجح شرعية أخرى وهكذا ؛ اذاً، الأساس فى الشرعيه هو النتائج و الأنجاز ، وهذا النوع من الشرعية يعد الأدوم والأقوى من شرعيةالإقتراع لأنها شرعية سبقها الإنجازبالفعل وبالتالى تجد من يتفهمها فى الشارع ، أما شرعية الصندوق فهى شرعية تنتظر الإنجاز، وبالتالى لا يعنى الوصول إلى الحكم أن نغفل الأسباب الحقيقة التى اختار الناس من أجلها مرشحهم ، فلا شرعية للفشل ولا شرعية للهزيمة ولا شرعية للخيانة ولا شرعية للكذب والتضليل ولا شرعية لإعلاء مصلحة الطائفة أو الجماعة أو الحزب أو العرق الذى ينحدر منه سيادة الرئيس المنتخب على مصلحة الوطن العليا ، حتى و إن كان يسبقها إنتخابات حرة ، لذلك أنصح من يتحدثون عن الشرعية، أن يعرفوا أن الصندوق ليس ضمانا لأى رئيس إذا لم يتبع إختياره، أداءً متميزا أو نتائجاً ملموسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي