الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزواج و الاشباع Marriage Satisfaction

سونيا ابراهيم

2013 / 3 / 13
العلاقات الجنسية والاسرية


هل يستطيع الرجل في ظل كل هذه الضغوطات التي يتعرض لها في مجتمع شرقي متزمت أن يمنح المرأة كل ما لديه ليشعرها بالسعادة- إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الرجل العربي قد تربي على فكر معين باستطاعته أن يترك زوجه و أبنائه، و يتزوج من امرأة ثانية، أو حتى بامكانه التخلي في أي لحظة عن مشروع العائلة من أجل تحقيق حلم تأجل بسبب ظروف اختارها أم كانت خارج اختياره؟

يجب على الرجل الذي يضعه المجتمع في منصل المسئول و الجاني الوحيد أن يتروى قليلاً و ينظر للموضوع بعدالة أكثر من ذلك، و إن كنا نستطيع التخمين مسبقاً على أن الأمر سيكون مخجلاً بالنسبة له، ما هو الشئ الوحيد الذي يجعل زوجته تُقدّر كل ما يقرر أن يقوم به ؟ ما هو الشئ الوحيد الذي يجعلها ترغم نفسها على أن تتجاوب مع كل خيبات أمله و أفكاره؟ ما أراه جيداً هو أن الزواج الذي يجمع بين شخصين – مهما كانت ظروفهما متشابهة – يضع الشخصين في معادلة للمساومة طيلة الوقت، و كأن على الزوجة العربية أن تر كل شئ من خلال الملعب الذي سيقرر زوجها اذا كان سيرمى كرته داخل الملعب، أم أنه سيفشل في إسقاط الكرة في مرماه، و هذا الأمر لا ينحصر على تعدد العلاقات الجنسية، و العاطفية التي قد يصبح الرجل و المرأة راغبين في اللجوء إليها هروباً متأخراً من سوء العلاقة الزوجية. للأسف؛ من خلال تجارب كثيرة قد فشل العديد من الأزواج و الزوجات الناجحين، و الناجحات في الاستمرار بالزواج بعد عدد معين من السنين دون حصول رغبة بالانفصال أو الطلاق. يكتمل الحب ، و تستوي العلاقة ثم يصبح الأمر سيان. و كأن الشخصين المتزوجين كلما أرادوا أن يكملوا العلاقة الزوجية بينهما للحصول على الرضا و السعادة، أصبح الأمر أكثر خطورة و انفتاحاً على الحياة، و ربما قد يصل الأمر لحالة من عدم الإهتمام، أو الرغبة بالهروب للذكريات، و من هنا تنبع الحاجة للوصول لنوع آخر من الحياة التي تُبنى على علاقات لا دخل لها بالأشخاص المعنيين بالعلاقة.
****
علاقة الزواج الناجحة تحتاج زوجين مشحونين بالطاقة المعنوية، و الفكرية، و العاطفية طيلة الوقت، و في ظل ظروف الحياة الصعبة، التي تعاني فيها معظم فئات المجتمعات العربية، يتأكد لدى جميع الأطراف المعنيين أنهم واقعين في مأزق لا مجال للنجاة منه دون أضرار كبيرة على المدى البعيد ..
****
"الزوجات و الأزواج الذين يحاولون إعادة بناء العلاقة بعد حصول خيانة بين إحدى الطرفين" :

دائما العائدون هم من يذلوننا سواء خاضعين، أو سعيدين في كلا الحالتين العائدين إلينا هم من يحددون كل شئ. إما أن يكون اعتذارهم مجدي، و إما إلحاق الضرر بالطرف المقابل فلا عودة بعدها. يصعب علي أن أفكر بالطريقة، التي يختارها البعض بالعودة؛ بسبب ادراكهم أن جزء من الحب يمكن اعادة البناء عليه، و كأن الشروط المسبوقة لأي حب لحفظ احترام الطرفين قابلة للتمديد حتى بعد تجاوزها، أو الاستهتار بها ..
****
في واقع الأمر قد نجد أنه لسوء حظ المرأة العربية، و لقلة الحقوق التي تحظى بها مجتمعياً أو حتى شرائعياً حسب القانون، تقبل الناسء العودة من جديد، و قليلات هن اللواتي يفتحن صدورهن لأصدقائهن، و يحاولن التعلم من التجربة بعدم العودة لإرتكاب نفس الأخطاء مجدداً.

قد يبدو الأمر أكثر سهولة في بعض الدول الأجنبية، التي يوجد فيها Couple Therapy حيث يتصارح الزوج من الرجل و المرأة، قبل حدوث الانفصال بينهما، أو حتى في محاولة منهما لتصليح مسار بعض الأمور العالقة بينهما. في الدول العربية، يحدث أن يستخدم بعضهم الأساليب الشرعية، و هي محاولة الاصلاح، و أن يأتوا بأطراف من عائلة الزوج و الزوجة، للتفريق بينهما باحسان، أو حتى محاولة الصلح للمرة الأخيرة، و هذه مشكلة بحد ذاتها، فنحن في الدول العربية دائما نحاول أن نعصر البثور حتى يخرج صديدها، ثم نترك بعدها بقعة لا يزول أثرها، بل الأسوأ من ذلك أننا نحول البثور إلى جروح آثارها مستديمة على الوجه..

يظل الزواج في الدول العربية، في ظل قوانين و عادات متزمتة تنحاز إلى الرجل، حالة لإشباع الأشخاص غير المعنيين في الزواج، من عائلة الطرفين، و يبرز ذلك جلياً في حال رغبة الجميع بالتدخل بحياة الشخصين، و تقرير اختيارات مستقبلهما، و طريقة تنشئة الأطفال في حال غياب اهتمام مسئوليين، و مسئولات الدولة عن تمثيل الدور النيابي لخدمة المواطنين، و المواطنات دون استغلال متطلبات أفراد الشعب للوصول لمناصبهم السياسية، والاجتماعية، التي تهبهم مصالح اقتصادية على حساب حياة الأفراد الاجتماعية، و صحتهم النفسية مما يؤثر على الأجيال القادمة تربوياً، و مجتمعياً، و حتى عقائدياً في ظل اجحاف التشريعات، و القوانين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي


.. بالقمع والضرب.. إيران تفرض -الحجاب- على النساء وتعتقل المخال




.. ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت


.. انهيار امرأة إيرانية خارج محطة مترو -تجريش- في طهران بعد اعت




.. صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام