الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة لن تزول

عادل علي عبيد

2013 / 3 / 16
الادب والفن


(1)
على أطلال الذكرى
ومشارف الحرف الأول
ما برحت التطلعات ترصد لحظات الفرج
الأقلام التي برتها الأحداث
شاهد على تجدد الخيبة
الهزائم التي راحت تتلوى بين أزقة الوهم
الأجساد التي مهدت لدروب المقابر
كانت تصطدم برسائل الحب
السهام التي رماها الزمن
نفدت نحو قلب بريء
اخترقت أسوار الحقائق
لا تثق سيدي ببرك المياه السائحة
تلك التي تخلف خرائط آمالها الواهمة
شخوصنا الذاوية ساحت خلف ظلها
الوصايا المترنحة في باحة ذاكرتنا المحجوبة
تمزق ستار الوهم
ملأنا الأقلام بالدم المداد
أوهمنا سفن الفاتحين
وخرائط القراصنة وهي ترنو إلى جزيرة الكنز المفقودة
جال في خاطر الزمن أن الذكريات الخؤون
لا تصلح لتاريخ يهادن

(2)
لم تجف شلالات حقدك يا دادا
أمطارك التي راحت تعيد أغنية النثيث
شرر يّقبل لهيب الحمم
وأنت تنصب موائدك الفاخرة في حضرة سادة الموت
كنت ارقب بقايا طيفك
يروح ويجيء قلقا كعادته
يبتسم حد عبوس الذئب
مرتديا ثوبه الحريري المطرز ببقايا تنهدات
ثوبك الملتمع حد انعكاس الحقيقة
ذلك الذي تستحي منه خيوط الشمس
فتأبى المثول
و تحجب بريق الرؤيا
تسرع مغتربة صوب تخوم التورية
وأنت تعض أصابعك المرتجفة
يدك المتقرحة المتقلصة المبسوطة المنكمشة
تلك التي لا تصل حد ملامسة الشفاه
تمتد مغلولة بأنامل آثمة
تمسح على أديم الخطيئة
غيومك التي تأبى الصعود تقبل غرة القباب
متألقة تسبح باستحياء .. صاعدة كالدخان الملتوي
نسمع هسيسها ونحسبه كلام عاشقين
يا دادا : ثمة شواهد في الدار
البئر القديمة ..والنخلة التي تتربع الحوش
السدرة التي تنفض معاناتها بعد كل عصف
الكلب الهرم المنزوي وهو يشهد حقيقة الموقف
مديتك التي راحت تحد نفسها
تحجب بريقها ..
وتلتف على محيطها كلسان أفعى
تمر على رقابنا غير آبهة بالمكان الذي عرف بنا
نحن القرابين أكباش الزمن الجديد
تصرخ حدتها حد الزعيق المدمى
تضج بإعلانها وهي تهوي فينا
قبورنا التي رحنا نحلم بها
تنزوي خلف دربك الطويل
أقدامك الجامحة التي راحت تدوس ما تبقى من يابس الغصن
شيوخنا الذين يرصدون الموت يرتمون على مساطب الانتظار
على أمل وصول القادم البعيد
اليمامات التي حلت على قارعة العشق المنزوي
تأنف الظل الثقيل
حريق الشمس والأفق المتجدد بالأفول
صوت يتكرر : هيا حثوا التراب
وانسخوا بقايا الوجوه
الدموع التي توارت خلف القباب الخشبية القديمة
راحت ترصد بنصف نظرة سطوة موت أبنائها
الأطفال الذين تجمهروا خلف الشبابيك الصدئة
يرصدون ما تتركه أقدام آبائهم وهي تجانب التراب
الغبار الذي حجب الصورة
أفصح عن صورة لن تزول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا