الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الاستثمار

عادل علي عبيد

2013 / 3 / 19
الادارة و الاقتصاد


(قد قيل إن المستحيل تلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي)

أستطيع القول : إن أسمى درجات الجهاد هو جهاد النفس .. وان أرقى الأمم ، وانجح الحضارات ، وابلغ الرسالات تلك التي بدأت بالإنسان قبل غيره من الموجودات . واعتقد أن الحكمة المشهورة تنص على بناء البشر قبل الحجر .. ذلك ما تتفق عليه كبرى الأدبيات الأنثربولوجية والسيسيولوجية .. ولقد تحددت بعض أدبيات (ماركوز) في أن الإنسان هو الغاية الاجتماعية العليا .. إن لم نقل انه غاية الغايات ، وأسمى الموجودات . ذلك انه خير من يرسم سبل وتوجهات الحضارة البشرية ، وهو أنجع كائن يتأثر وينتصر لأخيه خدمة للصالح العام ...واعتقد أننا جميعا لابد أن نشير أن من دواعي عدم اجتياز الأدبيات الأخلاقية الأساسية الإشارة إلى أننا نطمح لبناء إنساننا قبل الشروع في التثقيف والتصدير لتفعيل استثماراتنا . وصدق قول الشاعر (هنا) :
وما حاجتي بالمال ابغي وفوره إذا لم أفر عرضي فما وفر الوفر
قد يبدو للقارئ الكريم أن مدخلي هذا متشائما ، ولكن لي وغيري ممن يلتمس ويطمح إلى ذلك الإشراق البعيد الذي نأى يوما عن طموحاتنا ، أن يكون قريبا ، لاسيما ونحن ضمن المرحلة ( الألفية) للبناء . وأقول (الألفية) لأننا طالما سمعنا بالبناء الذي لا اعلم لماذا يأتي بعده الهدم .. وهل أن الهدم أمسى راصدا لسلسلة البناء الطويلة التي عكف عليها العراقيون .. إن لم اقل إننا كأمة ( ميسونية) لطالما تنتظر ذلك المشوب المبهم المعتم الذي يختلط مع الصفاء الذي ننشد .
المهم سادتي أننا حيال مرحلة يجب أن نبدأ فيها بإصابة المفصل المرحلي الذي ينتظرنا ، فضلا عن احتواء كل التمزقات والتشرذمات والانتكاسات والمتراكمات القهرية التي حلت بنا ، والتي كنا مكملا لمفرداتها .. وبعكسه ، فينطبق علينا القول المأثور : (عرفت شيئا وغابت عنك أشياء) .. وما دمنا بصدد التثقيف لمرحلة الاستثمار والتي لا أقول إنها مرحلة بعيدة مستحيلة ، بل طبيعية ينتظرها الشعب العراقي بشغف كبير وهو يتطلع لأن يكون ( على الأقل) ضمن مواصفات وحياة ابسط وأيسر دول المنطقة ، لاسيما وبلدنا يمتلك مقومات هذه المرحلة وبقوة .. فعليه يجب أن نبدأ أولا بأمور قد تبدو صغيرة ، لكنها كبيرة بما تحمل في أبعادها ومسبباتها السلبية ( وقد أكثر من استشهادات الشعر ولكن ما ذنبي وأنا في مدينة شاعرة حدّ الشعر .. لذا قال الشاعر يوما ):
قد يؤلم الجرح الصغير كبيره حتى تظل له الدماء تصبب
فإشارات ووقفات يجب أن نحبس النفس أمامها ، ونرصدها وندرسها بتمعن وتمحص ، وهي لا تغيب عن خلد اللبيب الحاذق مثل : نظافة المدينة ، وبناء المؤسسات التي ترصد فعالية الإنسان ، وتفعل دور المؤسسات مثل : منظومة الطفل والمرأة والشباب وغيرها.. واعتقد أن الدول توكل هذه الأمور إلى المؤسسات الجامعية والأكاديمية ، لاسيما مراكز البحث والدراسة ، ومراصد المسح والاستبيان ، والتي دائما ما تعتمد كأساس في عطف الرؤى السياسية ، او التي تكون ضمن دائرة الاستشارة والبيان بالنسبة إلى الدول المتقدمة ... ولعلي هنا احصر دور جامعة البصرة ، إذ اعترف كغيري أن هذه المؤسسة الكبيرة لطالما كانت عونا ومرجعا لتقديم أرقى الدراسات والبحوث التي تضطلع بدور الإنسان لاسيما في البصرة ، التي كانت يوما إشارة المؤرخين والكتاب والعلماء .
ويبقى أن نشير إلى أن مركزا دراسية أخرى في البصرة يقع عليها دور يتناسب وتطلعات وادوار جامعة البصرة ، وبعكسه فتكون هذه المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية ضمن دائرة الكمالية المستهلكة دون الرسالية العاملة الباقية .
إذن لكي نبدأ بخطى واثقات ثابتات لبناء مدينتنا وتفعيل دورها الاستثماري ، لابد أن نستعين بخبرة ومكانة هذه المراكز والجهات العاملة ، لعلمنا أنها تمتلك دورا راجحا في تفعيل الخبرات والقدرات ، وان لها من الملاكات العلمية ما يعين ويعزز أهدافها وينعش تطلعاتها .. والله من وراء القصد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19-4-2024 بالصاغة


.. تطور كبير فى أسعار الذهب بالسوق المصرية




.. صندوق النقد يحذر... أزمة الشرق الأوسط تربك الاقتصاد في المنط


.. صندوق النقد الدولي: تحرير سعر الصرف عزز تدفق رؤوس الأموال لل




.. عقوبات أميركية على شخصيات بارزة وشركات إنتاج الطائرات المسيّ