الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأم

بهار رضا
(Bahar Reza)

2013 / 3 / 23
الادب والفن


الأم

تغيبتْ عنا منذ مدة ليست بطويلة أُم زوجة أخي بعد معاناة طويلة وطويلة جداً مع المرض. كنا نتمنى وضع حد لعذابها،والرحيل بأسرع وقت لترقد بسلام، وذلك بسبب معاناتها الشديدة التي كنا نحس بها ونتألم لها.
لقد تأثرت زوجة أخي كثيراً بكل تأكيد، رغم أننا كنا نحاول التخفيف عنها، ولكن حزنها كان أعمق من أن يتلاشى بكلام حنون. سكت الجميع عندما بدأت "لارا"، صغيرة أخي، بتوجيه الحديث لأمها: ماما، ما بالكِ حزينة؟ يجب أن تفرحي لأنك، بوفاة والدتك، قد أصبحت بالغة! فلطالما كانت والدتك كانت على قيد الحياة كنت ستظلين طفلتها، أتفهمين ما أقول؟ طفلة! وأنت اليوم إمراة. فيجب أن تحتفلي بدلاً من الزعل .حاولتُ أن أشرح للصغيرة أن هذا هو الإحساس بأننا لم نعد أولاد أًمهاتنا وبأننا فقدنا الحب المطلق، الحب الذي لا تشوبه الأنانية والمنفعة والمقابل، والحضن الذي يستطيع دفع أكبر الهموم عنا رغم ضعفه فيزيائياً، وبأننا فجأةً، وليس تدريجياً، خرجنا من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المسؤولية، وهذا الإحساس ذاته هو الذي يجعلنا حزينين. فحين يفقد الإنسان أمه فلابد أن يدركه الشعور بالوحدة وبأنَّ العالم قد خلى من الملاذ، مهما تقدمَ به السن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير