الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول حوار كتابنا مع زيارة اوباما :

خالد عبد القادر احمد

2013 / 3 / 24
القضية الفلسطينية


لا تنطوي هذه الكتابة عل اي محاولة استعلاء على ذكاء كتابنا ومحللينا الذين تناولوا بالنقد زيارة رئيس الولايات لمتحدة الامريكية للمنطقة, فهم قد التقطوا انحيازه السياسي الكبير للكيان الصهيوني بصورة جلية وواضحة, ودعوا القيادة الفلسطينية الى فض الامل باحتمالية الضغط الامريكي على الكيان الصهيوني لتمرير الحقوق الوطنية الفلسطينية الى فضاء التحرر والاستقلال والسيادة,
لكنني في هذه الكتابة احاول ان اسلط الضوء على مستوى من التطرف, تجاوز موضوعية التحليل السياسي ساد رؤاهم فضخموا حجم الانحياز الامريكي للكيان الصهيوني, الى درجة ان قدروا ان القيادة الامريكية جعلت مصلحة الكيان الصهيوني في مقدمة الاولويات على مصالح الولايات المتحدة نفسها, وهذا تقدير غير دقيق, فالولايات المتحدة الامريكية حتى في انحيازها الجلي للكيان الصهيوني تبرهن انها تتمسك بولاء وعزة قومية مميزة باولوية المصالح الامريكية على مصالح اي دولة اخرى في العالم ومنها الكيان الصهيوني, خاصة في ظل شرط عدم وجود البديل عنه,
ان مبدأ التفوق الامريكي في الصراع العالمي هو المبدا الموجه للسياسات الامريكية, وقد جرى تجسيد هذا المبدأ بمباديء ثانوية اخرى, وضعها رؤساء امريكا لتشكل اجراءات عملية تصارعية تضمن استمرار تفوق الولايات المتحدة عالميا, مثال على ذلك ( مبدأ كارتر الشهير ), والذي انشات الولايات المتحدة بموجبه قوة التدخل السريع والذي يجيز للولايات المتحدة سرعة التدخل العسكري في اي منطقة من العالم, حفاظا على مصالحها,
من المباديء الموجهة للسياسة الامريكية ايضا قرائتها للعلاقة الخاصة بالكيان الصهيوني وهو مبدأ يعتبر هذا الكيان اضخم ( حاملة طائرات امريكية ) موقعها في منطقة الشرق الاوسط, لكن هذه الرؤية يستكملها رؤية سياسية امريكية ثابتة تعترف بالكيان الصهيوني وتضمن استمراريته وتفوقه, لكنها ترفض توسعه وتحوله الى مركز قوة منازع للنفوذ الامريكي في المنطقة, فهل من المتوقع ان لا تنحاز الولايات المتحدة الى الكيان الصهيوني بغض النظر اكانت االادارة السياسية فيها ديموقراطية او جمهورية,
إن خطر رؤية الانحياز الامريكي للكيان الصهيوني, دون رؤية التزامه بحل الصراع على اساس مقولة حل الدولتين, انما يغيب عن بصيرة المناورة الوطنية الفلسطينية رؤية هامش الصراع بين الطرفين, الامر الذي يسقط هذا العامل من حسابات المناورة الفلسطينية, ويهدر ما يقدمه الخلاف الامريكي الصهيوني من امكانيات للمناورة الوطنية الفلسطينية
نعم لقد تكلم اوباما فراينا انحيازه للكيان الصهيوني كما يدعونا لذلك الاستاذ جواد البشيتي, ولكن هل علينا رؤية انحيازه هذا فقط ؟ ام علينا امتلاك رؤية شاملة منها اصرار اوباما على قيام الدولة الفلسطينية ( المستقلة واضحة الحدود ) وتمسكه بهذا الموقف والنهج ( حتى من منطلق الحرص على مصلحة الكيان الصهيوني, وتحصينه بنقاء يهوديته ),
ان ما لم يدعونا الاستاذ جواد البشيتي لقراءته هو ( مجمل الخطابات ) بين الاطراف الامريكية والصهيونية الفلسطينية, وما انطوت عليه من خلافات متبادلة, ترشح الصراع للتفاقم اكان تحت مظلة النشاط العسكري او النشاط الديبلوماسي, حيث يلجأ كل طرف الى المقدرات التي تفاقم تاثير قوته وتضعف قوة الخصم, والسؤال الواجب طرحه وهذه الحال هو ما هي مقدرات القوة الفلسطينية وكيف علينا تظهير فعاليتها في اليات الصراع السياسي العالمي والاقليمي؟
ان الولايات المتحدة الامريكية منذ زيارة كيري للمنطقة سعت الى اعادة نظم اصطفاف قواعد وادوات وقوى نفوذها السياسي في المنطقة, بعد ان نجح اصطفاف مقاومة النفوذ الامريكي بخلق حالة عدم استقرار فيه, فقد نجح حلف شنغهاي ( روسيا الصين ) وايران, والكيان الصهيوني, وتناقضات الانظمة في تصعيد الفوضى السياسية في المنطقة, وفي تحويل الازمة السورية الى مستنقع للنفوذ السياسي الغربي, ولو اضفنا صورة عدم الاستقرار في تونس وليبيا ومصر واليمن والبحرين, والخلاف التركي الصهيوني, لعلمنا كم لحق بالنفوذ السياسي الامريكي من ضرر خلال الفترة السابقة, وكم اضعف من قدرتها على الضغط على الكيان الصهيوني, ولعلمنا ان هم السياسة الامريكية كان هو معالجة هذا الخلل, والذي يبدو انها نجحت به الى حد ما
فها هي مؤشرات العودة لمسار التفاوض تلوح في الافق, وها هي العلاقات الصهيونية التركية تعود ال حالتها الطبيعية بعد ان تخلت تركيا عن شرط فك الحصار على قطاع غزة, بل هي تعلن على لسان اوغلو وزير خارجيتها ان الاعتذار الصهيوني يثبت اتساع النفوذ التركي في المنطقة؟
ما اود ان اشير اليه هنا, هو ان تحرير الحقوق القومية الفلسطينية, طالما لم ترشده رؤية وطنية استقلالية سيادية, فانه في كل الاحول لن يكون خارج ظل مصالح مراكز القوى العالمية اكانت الولايات المتحدة وحلف الاطلسي او روسيا وحلف شنغهاي, وان هذه المراكز ستدفع ثمن وضريبة حماية مصالحها الخاصة من فاتورة الحقوق الوطنية الفلسطينية,
ان ما يجب ان نقرأه اذن هو هذا الخلل في منطقنا الايديولوجي السياسي والذي يتحول الى منهجية اضعف ما فيها هو محتواها الوطني, ولو حاورنا الخطاب الفصائلي الفلسطيني كمقدمة لعملية مراجعة ونقد ذات لوجدنا اننا اعداء انفسنا ووطننا قبل ان يكون اوباما وبوتين اعداءا لنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح