الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعريب المواد العلمية ؟ ضرورة ؟

حاتم بن رجيبة

2013 / 3 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


تعريب المواد العلمية ؟ ضرورة ؟



السؤال الأول كما في مناقشة أي ظاهرة هو ماهي الأهداف من تدريس العلوم بلغة أجنبية وليس باللغة الأم ( العربية عندنا )؟

حسب موسوعة ويكيبيديا( بالألمانية ) ودراسات علمية ألمانية و سويسرية في هذا الغرض فإن الهدف الرئيسي من التعليم ،، المزدوج ،، أي تدريس مواد بلغة أجنبية هو:

- أن يحذق المتعلمون اللغة الأجنبية !! هذا سيؤهلهم للتواصل الثقافي والعلمي مع أفراد الحضارة المقابلة ( في حال تونس فرنسا بالأساس ) أو الحضارات الأخرى ( في حال التدريس باللغة الأنجليزية ).

- الدراسات أثبتت وجود آثار جانبية حسنة كارتفاع القدرات الإبتكارية للمتعلمين ، ارتفاع المرونة وسرعة التكيف ، توسع الآفاق كما إزالة العوائق اللغوية بين طلاب الثقافتين .



إذا الهدف الرئيسي ليس تحصيل أحسن وأنجع للعلوم المنشودة بل هو بالأساس حذق اللغة الأجنبية !! إذا كان هذا هو الهدف فإن تدريس العلوم الطبيعية والإنسانية بلغة أجنبية ( وخاصة بالإنجليزية ) ضروري ولا يحتوي إلا على محاسن تقريباً ( نقاط النقد سأعرضها ) .

أما إذا كان الهدف الإلمام الأفضل بالمواد المدرسة ( العلوم الطبيعية والرياضيات في تونس ) فإن التعليم المزدوج مضر بالمتعلمين ولا يخدم هذه الغاية بتاتاً !!

الواضح ، حسب رأيي ، هو أن تدريس المواد العلمية بالفرنسية مسلط من فرنسا لأن ذلك لا يخدم إلا مصالحها الإقتصادية . ذلك أن النخب ستضطر للتواصل المكثف معها وهذا سيضمن لها احتكار السوق التونسية مثلاً !! لعبة مشروعة لفرنسا فهي تسعى للمحافظة على مصالحها وقذرة من السياسيين التونسيين وخاصة ،، الزعيم ،، بورقيبة الذي انطلت عليه الحيلة كما تسربت هذه ،، السذاجة ،، إن لم أقل البلاهة إلى جل النخب الحالية !! أما إن كان الهدف فعلاً تحسين التواصل مع الحضارات والثقافات الأخرى فإن تدريس العلوم ( التجريبية كما الإنسانية ) باللغة الإنجليزية يصبح قراراً صائباً .



لا بد أن أشير إلى نقاط النقد التالية :



-من الثابت ( نتائج دراسات علمية ) أن نتائج التلاميذ ذوي المستوى المتوسط والضعيف ، في حال تلقيهم للمواد العلمية بلغة أجنبية ، ستتدهور. فلا يستطيع هؤلاء مجاراة الدرس إلا من كان يحذق اللغة الأجنبية جيداً . هذا سيؤدي ( كما حصل في تونس ) إلى إقصاء الأغلبية من حذق المواد المدرسة باللغة الأجنبية وإلى إنتاج مجتمع نخبوي .

- تراجع حذق اللغة الأم لصالح اللغة الأجنبية : هذا مانلاحظه فعلاً عند النخب التونسية فالكثير لا يحذقون لغتهم الأم رغم مستواهم التعليمي العالي .

- المدرسون يميلون إلى التدريس العمودي ذلك أنه في جل الحالات المدرس هو الوحيد الذي يتقن جيداً اللغة الأجنبية . فلا مكان للتعليم الأفقي الأكثر نجاعة . فيستحيل مثلاً العمل الجماعي ، التقييم المتبادل ... لأن المتعلمين سيتحدثون باللغة الأم أو يحجمون على الكلام .

- ميل المتعلمين إلى السلبية و إحجامهم عن التعبير والمشاركة في الدرس لعدم قدرتهم على الإفصاح الدقيق والمعمق عن أفكارهم . هذا يولد أيضاً شعوراً بالحماقة ، عدم الرضا عن الذات والحمق .. كل هذه المشاعر هي عوائق كارثية على التعلم وفهم المادة .

- عدم قدرة المدرس على التعمق في المادة المدرسة ( باللغة الأجنبية ) لعدم قدرة المتعلمين على استعاب الوصف الدقيق والمعمق . هو يلتجئ إلى لغة سهلة ، سطحية غير قادرة على الإيفاء بشروط التدريس الجيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م