الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سويداء الوطن.. لكل أبناء الوطن

أسامة أبوديكار

2013 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


سويداء الوطن.. لكل أبناء الوطن
أسامة أبوديكار
لم يعرف السوريون بلادهم، على مدار تاريخهم المعاصر، إلا وطناً واحداً موحداً، فلا المناطقية أو الطائفية أو العرقية، كانت مصطلحاً سورياً في يوم من الأيام، في الوقت الذي دأب الكثيرون من الجوار الإقليمي على تقسيمات ما قبل وطنية، وما قبل قومية، من أعراق وأديان ومذاهب وقبائل.
وأكثر ما تميّزت به الشام تاريخياً، هو أنها بلد الغريب، فالغريب في سوريا، "ابن بلد" و"صاحب بيت".. بلادنا لم تنصب خيمةً لعراقي حين فاقت أعداد نازحيهم المليوني نازح هارب من الموت.. ولم نستقبل لبنانياً هارباً من جحيم الحرب الأهلية إلا في منازلنا، أما الفلسطيني فكان له صدر البيت دائماً..
ربما ينتابنا اليوم، الكثير من الأسف، وأهلنا يعيشون محنة اللجوء والنزوح.. نُصبت لنا الخيام في الصحارى وعلى الحدود، عانينا برد الشتاء وأمراضه، وعانينا حر الصيف وأوبئته.. تعرضنا لشتى أنواع الإذلال وامتهان كرامتنا الإنسانية، مات الكثيرون من أطفالنا داخل مخيمات لا تُشبع ولا تروي، تعرضت فتياتنا للتجارة والإغواء الرخيص، من خلال تقدّم "عرسان" الخليج والأردن من صغيراتنا!!.
وكم تمنينا لو قُتلنا تحت سقوف منازلنا المدمرة، قبل أن نسمع حشوداً من "الأشقاء" الأردنيين يهتفون: الشعب يريد طرد السوريين!! والحال ليس أفضل عند "الأشقاء" في لبنان وليبيا وبعض دول الخليج، والأكيد أن أحوالنا عند الأتراك أكثر سوءاً.. وأكثر مدعاة للحزن والأسف.
لا نريد هنا أن نبحث في الأسباب التي أدت إلى وجود مليون لاجىء سوري في دول الجوار، وأربعة ملايين نازح داخل سوريا، تركوا مدنهم وقراهم، هرباً من جحيم القصف والقتل العشوائي، بعد أن دُمرت أحلامهم بالأمن والأمان، والطموح بوطن حر كريم.. معظمهم فقد أهلاً وأبناءً وأقارب وأصدقاء.. يحملون ألامهم مع القليل من الأمتعة الخفيفة، ويبحثون داخل بلاد "الغريب" عن زاوية يستندون إليها.. وهم أهل البلد!!.
إننا إزاء كارثة وطنية، بكل ما للكلمة من معنى، ملايين السوريين يعانون من محنة اللجوء والنزوح، مع كل ما يرافق هذه المحنة من آلام.
ولا أعتقد أن هناك من يشكك بأن جبل العرب، كان على الدوام الحضن الحصين للغريب قبل القريب، وأن مكارم الأخلاق، والخصال الحميدة، عُرفت في الجبل وأهله، وربما كان أكثرها حضوراً، إكرام الضيف، والفزعة، والنخوة، والدم الحامي، إزاء من يطرق بابنا.
ولقد قدّمت السويداء ما بوسعها، في مجال أعمال الإغاثة واستقبال النازحين، وتوفير جميع الخدمات اللازمة لأهلنا من مختلف المناطق.. وهو واجب لا تطلب من خلاله ثمناً ولا صيتاً.
لكن تفاقم الأوضاع داخل البلاد، واستشراء العنف والتدمير، وتسارع حركة النزوح، والتخوف من ارتفاع أعداد النازحين إلى أرقام تفوق أي توقع، يدعو إلى مضاعفة الجهود في مجالات عدة.
وعلى اعتبار أنه لا شيء ينبئ باقتراب انتهاء هذا الجحيم، فإننا ندعو إلى إقامة مشروع إنساني جامع لكل أبناء الوطن، ضمن الفضاء الوطني السوري ، بعيداً عن أي انحياز أو تحزب، إلا للبلد، والوطن، والأهل.
ونرى مسؤولية أبناء الجبل في هذا المشروع كبيرة، حيث إن المحافظة مازالت آمنة نسبياً، ولم يلحقها من الدمار ما لحق بباقي المحافظات، فهي مؤهلة للقيام بهذه الجهود، ونرى في ذلك استمراراً لدور أهل الجبل الوطني الجامع، الذي يرفض الوضع المزري للاجئين السوريين خارج الوطن، كما يرفض أن يكون السلاح وسيلة للتخاطب بين الإخوة، ويؤكد على قدسية التراب السوري وحرمة الدم السوري، وأن لا فرق بين السوريين.. ونرجو الله ألاّ يكون عمر المحنة طويلاً، وأن تنعم البلاد بدولة مدنية واحدة موحدة لجميع السوريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد هجوم إيران على إسرائيل..مقاطع فيديو مزيفة تحصد ملايين ال


.. إسرائيل تتوعد بالردّ على هجوم إيران وطهران تحذّر




.. هل تستطيع إسرائيل استهداف منشآت إيران النووية؟


.. هل تجر #إسرائيل#أميركا إلى #حرب_نووية؟ الخبير العسكري إلياس




.. المستشار | تفاصيل قرار الحج للسوريين بموسم 2024