الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يحيا العراق ومسرح العراق

يوسف العاني

2013 / 3 / 30
الادب والفن


منذ البداية أقول … إنني مؤمن إيماناً مطلقاً أن مسرحيي العراق المخلصين يبدعون ويتألقون (الظرف الصعب ) أليسوا هم من شعب العراق العظيم ؟ رغم إيماني الراسخ هذا .. كنت في أيام عمان المسرحية وبالذات يوم الجمعة 4 / 4 / 1997م ، قلقاً وما أحسست بضربات قلبي المتعب وصداه الحاد .. مثلما أحسست به في ذلك اليوم !
لا أريد أن أتعرض لظروف وصول فريق مسرحية (في أعالي الحب) تأليف : فلاح شاكر ، وإخراج : د.فاضل خليل ، وتمثيل آسيا كمال وهيثم عبد الرزاق ، ديكور نجم حيدر .. فلذلك حديث آخر .. ولكنني أقول أن هذه المسرحية وبعد أخذ ورد تقرر تقديمها في الساعة التاسعة والنصف مساء الجمعة .. وبعد عرضين مسرحيين : الأول عرض فرقة الطنبورة – مصر وعرض الإستثناء والقاعدة – فلسطين والذي ينتهي عند بداية العرض العراقي .. كان على فريق العمل وعلى كل المتواجدين في المهرجان من المسرحيين أن يتحملوا مسؤولياتهم .. وكان صاحب الشأن والمسؤول الأول د.فاضل خليل مخرج المسرحية الذي يقود العملية (المتحدية) في أن يكون العراق ومسرحه في الصدارة أو لا يكون ! وكنت أنا أكبر الحاضرين سناً .. وأقول تجربة أيضاً .. من أسعد الحاضرين وأشدهم حماسةً في أن نقف أمام كل الصعاب وأن نخلق من الأشياء الصغيرة أشياء كبيرة .. ليس هناك ديكور .. أ.د.نجم حيدر جمع ملابسنا وعلقها ليخلق منها قمقماً يخرج منه الجني .. ! محمود أبو العباس تولى عملية الإنارة .. د.وليد شامل عليه مسؤولية الموسيقى .. مظفر الطيب .. كان عامل المسرح في ترتيب كل أشيائه من الصباح وحتى ساعة العرض ..أنا .. أقول كلمة هنا وكلمة هناك أشجع آسيا وأشجع هيثم بد الرزاق واستمع إلى حواراتهم لأصحح أخطاء قليلة فيها .. أنظر في د.فاضل خليل وينظر إلى عيني .. فيفهمني وأفهمه ..! وأبتسم فيبتسم .. وأدفعه إلى المسرح ليكمل (البروفة) الواحدة التي لم تتم !! وأذهب أنا إلى إدارة المهرجان .. وأجلب أعداداً أخرى من الكراسي أضعها في مقدمة المسرح الدائري فقد كنت مؤمناً بأن عدداً كبيراً سيأتي .. وأقف في القاعة كأي (تشريفاتي) يستقبل الحاضرين .. ويبدأ زحف الناس من العراقيين والعرب والأجانب وخفقات قلبي تتضاعف كلما تضاعف الجمهور .. وتمتلئ القاعة ويجلس الناس في الممرات ويقف آخرون بين الجالسين والتفت خلفي لأجد فاضل ومحمود ووليد في غرفة الإنارة ونتبادل الإبتسامات ويبدأ العرض .
إلى هنا لم تعد لدي مسؤولية إلا أن أتفرج وبجانبي عزيز خيون واقبال نعيم .. وأمامي حشد من المشاهدين .. وينداح الفرح ويتألق هيثم ويوشك المسرح بكل ما فيه من أن يتألق هنا .. ولا يؤدي المطلوب منه هناك .. اكن الحصيلة – رغم ، الظرف الصعب الذي أشرت إليه – كانت ابداعاً وتجليات في حدود الممكن .. وحين أطفأت الأنوار اشتعلت في قلوب مشاعر متقدة تصفيقاً واستحساناً .. وزحف الجميع إلى خشبة المسرح مهنئين ومباركين ومن بين الحشد صرخ أحد الجماهير وقد كان واقفاً خلفي : يعيش العراق ومسرح العراق ! . آنذاك سقطت مني دمعتان باردتان أثلجتا قلبي وصعدت إلى خشبة المسرح !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت اخي يوسف العاني
عبد الحسين طاهر ( 2013 / 3 / 30 - 08:23 )
لقدعرضت المسرحية من جديد وجعلت عيوننا تندي بالدمع ....عاش العراق وعاش مسرح العراق ..وعاش رائد المسرح يوسف العاني

اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع