الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة تنتزع قلبين!

محمود مجدي قدري

2013 / 3 / 31
الادب والفن


كان لابد-ولا شئ كان ولاشئ لابد-أن يقول لها ما احتبس في قلبه,طوال أعوام قضاها بجانبها,لا يقوي علي البوح,لطالما أراد أن يعترف لها,لكن الصمت كان يخيم عليه,كأم تحتضن طفلها,فيغيب عن الدنيا,حين تتراءي له عواقب قوله,"زوجتي قلبي مسروق,حبي مأخوذ,فلنفترق قد حينها العشق لنا يعود",تتردد تلك العبارت في نفسه فقط,وهو يتخيل ملامحها تتغير,ووجهها الرقيق والدموع تنساب عليه,ليس الأمر رومانسياً بقدر كونه مأساوياً.

كم تريد أنت مثلاُ أن تقول؟!نعم أنت يا من تقرأ أنا مثلاً
كم أريد أن أقول,وأنت وأنا نعرف ماذا سيحدث لوقلنا,لذلك نبتلع أرواحنا ونشل ألسنتنا,ونكمل صمتنا في خشوع,من يصلي ليختبئ عن الخطر,وبداخلنا ندعو الله ألا يفك عقدة ألسنتنا؛لنبق هكذا نعيش بلا جلبة,نعيش كما نعيش...لا داعي للتشبيه.

لكن بطلنا يتجرأ علي نفسه,هكذا قرر,أن يخوض معركته,ويبوح بدخيلة نفسه,ألا ينكص متراجعاً,مع أو نظرة تسددها لتنفذ إلي أعماقه,صانعة ثقب جديد تتسرب منه الروح,روحه المذبوحة داخله.

اقترب منها وهي جالسة علي السرير,تستعد للنوم,وبدا له من هيئتها أنها تنتظره,ليمتزجا لدقائق جسدين في جسد,يعترف هو بعبقريتها الجنسية,وتؤمن هي بإصراره علي اقتناص اللحظة كصياد محترف,لكن لعينيه الليلة غشاوة,ولشهوته مكان آخر ارتحلت إليه,قميصها الوردي,وفخذيها العاريان,ونهدها الممتلئ,و وجهها.....يعبده,لو كان وثنياً لصنع له صنم,يجثو أمامه,فيمنحه الراحة,والطمأنينة,حين رآها لأول مرة,خُيل إليه أنه اتصل بالله كالعارفين,قرر حينها أن يعود إلي إيمانه,بعد ضياع إلحاد دام لسنوات قليلة,عرف أن الله هو الجميل,ولو لم يكن الخالق جميلاً ما خلق مثلها.أنهار الجنة علي شفتيها تجري,وخدها وهج ملتهب.

حين جلس بجوارها,لفحته نسمة من عطرها,استدارت إليه باسمة,وقالت بهدوء كطبعها:"ماذا بك ساهماً؟ الليلة ليست للشرود"تردد في الإجابة ثم همس خافتاً:" اعدتيني لله,فهل تستطيعي استعادة حبنا؟!ضيعته في زحام الزمن,وسط الوحوش والبشر"
-"حبنا لا يضيع حبنا في قلبنا"
صمم علي إنهاء الأمر الليلة,رغم أنه يعلم كم ستجزع حين يعلمها بضياع قلبه,امسك يدها,فظنت أن الكلام الجميل سيسيل,ووضعها علي قلبه,وقبل أن تلمسه,مد يدها ليتحسس نهدها,ثم ثبت يديه علي قلبها,وتساءل وهو يرمق شهوتها تتأوه في وجهها طلباً لاطفائها:"قلوب الناس تدق",قالت وهي تغالب اعتصار يديه علي صدرها,بصوت بحته النشوة:"أجل...أجل"
-"هل تعلمين قلباً لا يدق"
"الموتي فقط"
جعلها تلامس قلبه-الفارغ-,فاتسعت حدقتيها وقامت وهي تشهق من الدهشة,والخوف,"أنت ميت","أجل ميت أنا منذ زمن,وكلما هممت بإخبارك تراجعت,وعدت إلي نفسي لابتلع لساني,واليوم ها أنا أقول لكِ كما أنا"

بطلنا لم يقوي علي الانتظار,شق صدرها وانتزع منه القلب,وقال يا زمن هكذا حكمت,حبها لي لا بد أن يندثر,لا بد من سبب لأجعلها تهجرني........

أجل كما تقول....ليته ابن الأفعي صمت!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل