الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين لها يوم ارض وليس لها يوم وطني

خالد عبد القادر احمد

2013 / 3 / 31
القضية الفلسطينية


من الواضح ان هناك ايديولوجيا وطنية فلسطينية استاتيكية, مرسلة قوامها الفكري غير قابل للارتداد والمراجعة, يتمحور حول ولاية فلسطين العروبية الاسلامية, ولا ينازع هذه القناعة انفراد فلسطين دون غيرها بالمعاناة, الى حد مواجهة مصير حده الادنى فقدان الوطن وحده الاعلى فقدان استقلال الهوية, ليتحول الفلسطينيون بذلك الى شعب غجري يتلطى على ما تسمح له به هوامش قوانين المجتمعات الاخرى من فرص معيشية مهدورة الكرامة تحت مظلة ضياع حقوقه السياسية السيادية وستقلال مواطنته,
لم نسميه اليوم الوطني الفلسطيني, بل اسميناه يوم الارض, وليس ذلك غريبا فالصيغة الوطنية تعكس وحدة التوجه القومي اما الصيغة الثانية فتعكس ملكية نطاق الانتاج الاقتصادي, وحيث اننا مواطنون عرب لا مواطنون فلسطينيون, ولاننا نقضي وقتنا بالمفاخرة بين الانتساب لهذا او ذك من اصول النسب التي تعود لشيه الجزيرة والحجاز, عوض ان نفاخر باصلنا الفلسطيني, يكون منطقيا وإن خاطئا ان نتشبث بالارض لا بالوطن,
متى يكون لفلسطين يوم وطني, لا اعلم, ففلسطين كما يبدو ليست باهمية الرمز السياسي او الادبي او الرمز الجنسي, زيبدو ان محاولة تسمية يوم وطني لفلسطين سقطت بمستنقع الايديولوجيا العرقية العروبية الاسلامية فسمي يوم الارض, اننا مجتمع حريص على ما اورثه فينا الاستعمار العروبي الاسلامي, واحرص ما نحرص عليه فينا هو القول فلسطين ارض عربية وفلسطين ارض وقف ديني, غير انها لن تكون ابدا وطن قومي, لذلك ستبقى فلسطين فاتورة الاطراف الاقليمية والدولية
الصهاينة يعتبروا فلسطين وطنا قوميا, ولهم يوم وطني, وهو على استعداد للتصارع مع مراكز القوة العالمية ومحاور الفوة الاقليمية للتحرر من نفوذها والحفاظ على استقلال وسيادة دولة اسرائيل, اما نحن فنحارب الصهاينة والعالم لنؤكد على الطابع الثقافي العربي الاسلامي, فما اهزل مثل هذه الوطنية التي تخون واقع الاستقلال الموضوعي للهوية الفلسطينية ووطنيتها
ان تباين الوان قوس قزح لا ينفي وحدة قوسها ومركزية منطلقه, وكذلك القوس السياسي الفلسطيني المنكر لاستقلالية وجودنا القومي وغي القادر على تحرير سياديته الوطنية في دولة قومية مستقلة ذات سيادة, المهمل لشعبه وكقدرة نضالية, لكنه لا يهمله كسوق استثمار اقتصادي سياسي يعيد يؤمن رفاهية المستثمرين المرد والملتحين واليسارين واليمينين, المتاجرين بالشعار الوطني وبالنص المقدس
ان وقوف كامل القوس السياسي الفلسطيني خارج قناعة ورؤية الاستقلال الموضوعي القومي الفلسطيني, كما استنبته تاريخيا مسار التطور الحضاري الفلسطيني الخاص, يضعهم جميعا خارج البنية الفكرية للوطنية الفلسطينية الحقة, وإن ابقاهم مناضلين في سبيل الارض لا الوطن, وشتان بين النضالين,
ان النخبة الفكرية الفلسطينية التي ترفض مراجعة البنية الفكرية التي رباها عليها الاحتلال الاجنبي, هي اول من يعارض الولاء الديني لانها تقيده بالولاء العرقي, ولانها تعارض قول الله عز وجل, ولقد كرمنا بني ادم, واعمق معانيها ان الله ملك بني ادم قابلية التحضر, وهي الخاصية الوحيدة التي لا مجال لمشاركة الحيوان له فيها, في حين يشاركه باقي السمات البيولوجية والوظيفية
ان قابلية التحضر الانساني لا تتعلق بالقدرة على تحديث وسائل الانتاج والمعيشة وافرع الامن ونقل الخبرة فحسب بل ايضا الاقرار بالتناسخ التاريخي لاشكال الاجتماع السياسي الاقتصادي للانسانية, وارتقاء الانسانية ثقافيا الى مستوى الاخذ بحداثة التشكيل السياسي الاقتصادي الاجتماعي والاستجابة لمتطلباته, وهو بالضبط ما يرفض الاستجابة له نخبتنا ويرفضون تبعا لذلك قراءة مسار تطورنا الحضاري التاريخي علميا, ويرخون رؤسهم على صدر مقولة العروبة والاسلام, فهنيئا لكم بهذا النوم المريح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة