الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايديولوجية الامريكان !

حداد بلال

2013 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من انتهاء الحرب الباردة رسميا في مؤتمر مالطا1989 والاعلان عن زوال الاتحاد السوفياتي،الا المعسكرالغربي الذي يقوده عفريت الامريكان ظل يقظا بتجاه روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي من اجل الحفاظ علي الصدارة الدولية عبر سياستها التطويقية لروسيا التي تمكنت بفظلها من جذب وضم مجموعة من الدول الاشتراكية الي جانب صفها،منها خصوصا الدول البترولية وبالاخص الدول العربية التي سقطت في رعاية الايادي الامريكية المدجلة بالديمقراطية المبنية اساسا علي ايديولوجية مايسمي "بالحرب النفطية وما بعدها" التي يمكن تجسيدها في التدخل الامريكي المشين في الشؤون الداخلية لدول الاوفرو-اسيوية النفطية عبرسيناريوهات ايديولوجية مختلفة بمراحل متباينة.
فاولهما الايديولوجية النفطية المتمثلة في مرحلة البحث عن ينابيع بترولية تشفي غليل امريكا في دول افريقية واسيوية،والتي برزت اثنائها روح امريكا النافحة في التدخل العسكري في هذه الدول باسم الديمقراطية وقتل الديكتاتورية،عندما تدخلت امريكا بهجومها العسكري في العراق2003 لازاحة نظام "صدام حسين"،وبالفعل تم ذلك لكن ليس بدون مقابل علي ما تعيش عليه العراق اليوم بعد نزيف وزف بترولها لتشغيل الماكنات الصناعية الامريكية،وهو نفس الشغل الشاغل في الثورة الليبية حين تدخلت امريكا بنفس الشعار مقابل هدف ضاهري يتمثل في اسقاط نظام القذافي،بعكس ما كان في هدفه الباطن من محاولات الامساك بما تبقي من قطرات بترولية تخرجها من ازمتها الاقتصادية نتيجة نفاهقا ضد الثورة الليبية من اجل ذلك..اما في افغانيستان فكان الشعار مغايرا ومتجسدا في القضاء علي الارهاب لرد الاعتبار لها بعد احداث 11 ديسمبر 2011 من جهة وسلب البترول الافغاني الذي ثبت في اخر عمليات التنقيب عنه،عن وجود كميات هائلت لم تكن متوقع اطلاقا ما زاد شهية امريكا النفطية من جهة اخري.
فاما الحبكة الثانية من الايديولوجية الاستهجانية الامريكية لدول الافرو-اسيوية التي قد نحصرها بالاخص في دول الساحل الافريقي والخليج العربي كونها اكبر مناطق العالم تجمع للبترول،ستخصص لها بذلك امريكا ايديولوجية يعتقد في انها ستكون "مرحلة مابعد البترول"،حسب الخطاب الاخير لاوباما الذي اوقف السنة العرب خاصة منها دول الخليج العربي لان امريكا تعتبر الزبون الاول لها، ما يعني ان الاستراتجية السابقة لاديولوجية " حرب النفط" قد انتهت، وحان الاوان للبحث عن طاقات متجددة تجنبها الازمات الاقتصادية المقبلة،وهذا ما يفسر غياب النفحة الامريكة وتجنبها للتدخل العسكري في كل من مالي وسوريا وترك امر ذلك لدول المجاورة لها مع دعمها لوجستيا،فهذا لن يضرها اكثر من اقحام نفسها عسكريا في هذه الثورات التي قد تنزف منها الكثير وخاصة انها مقبلة علي استعداد لحيطة وحذرمن حرب نووية مع كوريا الشمالية.
فامريكا اليوم ليس كالامس فهي تسيرعلي خطي وساق بثبات اجتنابا لازمات اقتصادية قد تخطفها وذلك من وجهتين تنجيانها اقل الخسائروالاضرار: هما ضمان دفئ اسرائيل بضبط النفس مع الدول العربية و محاولة اضاعت الوقت بعد الاستفادة منه لمحاسبة دول المفاعل النووية كايران و كوريا الشمالية عبر ايديولوجيات جديدة تكسبها الريهان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص