الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل فشلت 25 يناير
حسين عبد العزيز
2013 / 4 / 4اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
ان من أرخ لثورة 1919 .. يقول أنها صبغت الشعب المصري كله بها بألوانها وأهدافها.. فكان شكل الناس من الملابس والمأكل والسلوك يوحي بالثورة.
- فكانت الثورة داخل الناس في افعالها في تفكيرهم .. ومن هنا كانت ثورة ناجحة .. وإن تصل إلى الهدف المرجو منها وهو طرد الاحتلال .. ومن عاش فترة 1952 يمكنه أن يقول أن الناس كانت كلها ثورية على الجهل والمرض والفقر وعمل الجميع على القضاء على هذا الثالثوث الشيطاني وأصبح الناس في تلك الفترة أكثر ثورية من الذي قاموا بالثورة.
- أما ثورة 25 يناير .. فقد تغير اتجاهها ناحية بعيد عن ثورة فضلت الثورة الطريق .. ولم نجد لها أثرا في الشارع. بين المعاملات بين افراد .. فلا تغير الفرد المصري نحو الأفضل نحو الأحسن حتى يوكب الحدث الجلل.
- لأن نفر عمل جاهداً إلى افشالها لجعلها ثورة دينية (آخر ثورة دينية في التاريخ.. كانت ثورة الرسول الأعظم على أصنام قريش وكفارها.. وعمل ونجح في تغيير العالم برسالته الخالدة).
- فالتاريخ يقول لنا أن أي ثورة في التاريخ .. هي ثورة ثقافية اقتصادية .. من أجل تغير فهم الناس إلى أنفسهم وإلى أوطانهم نحو الأفضل والأحسن – والمأكل والمشرب أي ان الحالة الاقتصادية هي المرجو من أي ثورة تحدث في التاريخ ( ... وقد اتجه بعض الباحثين المحدثين في نشوء العقل البشرية إلى ربط المظاهر العقلية وتطورها بالحياة الاقتصادية ورأوا أن تطور العقل تابع للتطور الاقتصادي وان ما يطرأ على الأزمة من تغير في العادات والأخلاق والحياة العلمية والفنية والفلسفية ليس الا نتيجة طبيعية لما يطرأ عليها من تغير اقتصادي مثال ذلك ان نظام رأس المال الاقتصادي نشأ فيه تقدم المخترعات من سكة حديد وأمثالها وكل ذلك كله أثر في الثقافة لا يقدر.
(ص7 ضحى الإسلام دكتور/ أحمد أمين)
- وكانت الخطأ الثاني الذي وقع فيه مصر .. بعد أن وقعت في الخطأ الأول هو تحويل الثورة إلى حدث ديني... كان الخطأ الثاني هو تحويل الرئيس مرسي إلى رجل دين ليصلي الفجر .. ويخطب الجمعة.. لكي يسهل اللعب في عقول الناس وكان الحديث عن الخلافة هو حديث الشارع وهذا يحيلنا على الفور إلى لحظة وفاة... أشرف خلق الله وتنازع الصحابة على من يتولى إدارة شئون المسلمين فريق يرى أنه أحق.. بتلك المهمة لأنه ناصر الإسلام ورسوله وكان له عوناً عندما حارب الناس الرسول والإسلام.. وكان حاميا للرسول عندما يهاجمه كل الناس.
وفريق يرى أنه من قريش ورسول الإسلام من قريش وهو الذي تحمل كل شيء لنصرة الإسلام ورسول الإسلام ومن ثمة فهو أحق بتولي تلك المسئولية وحدث نقاش وحوار بين الأنصار والمهاجرين ورضى الانصار بما أورده المهاجرين وتركوا السياسة وتفرغوا للدين والدنيا.. ففازوا بالدنيا والآخرة.
بعكس ما حدث مع الفريق الذي تولى إدارة شئون المسلمين – حيث جرت دماء المسلمين انهارا.
وتسفر محنة المسلمين في الفتنة الكبرى عن شيء مهم.. لكن أحدا لم يعلمه وهو أنه تم الفصل بين السلطتين الدينية والسياسية أي لم يعد يجوز لأحد أن يتولى الاثنين معاً وإنما واحد للسياسة – واحد للدين والاثنين يصبان في مصلحة الوطن والمواطن ولا شيء غيرهم.
بمعنى وجدت السياسة من أجل الفرد – وكذلك الدين من أجل الفرد ووجد الفرد من أجل الوطن – أي يجب أن يخدم الثلاث على الوطن (الفرد والسياسة والدين) فأن وجد وطن قوي. وجد مواطن قوي.. وأن وجد مواطن قوي وجد معتقد قوي.
ولأن المعتقد يستمد قوته من معتنقيه. إلا الإسلام لأنه قوي في ذاته ولا يريد خدمة من أي أحد .. فقط اجعله عوناً لك في حياتك.. هنا أي استفيد من الإسلام استفادة كاملة.. فأن حدث ذلك.. وكنت المسلم كما ينبغي أن يكون المسلم... هنا وهنا فقط سوف نجد الإسلام في كل أنحاء العالم.
.. يحدث هذا .. لأنه لا يوجد عائق أمام انتشار الإسلام.
- أما ما يحدث الآن.. فهو أكبر عائق أمام الإسلام وفي تقدمه إلى الأمام .. لأننا لسنا النموذج السليم.. فنحن في آخر طابور التقدم الحياتي بكل جوانبه فنحن لو عملنا على أن نكون أصحاب علم – ومن خلاله نكون في أول الطابور لجرت البشرية كلها ورانا – لكننا أرتكان إلى الحل السهل في ممارسة الاسلام السهل .. الإسلام المريح.. اعني الإسلام النظري.. اسلام العبادات وتركنا اسلام المعاملات جانباً.
- ولم نحاول ان نكون جادين في حياتنا بأن نوجد نتيجة الصلاة في معاملتنا لأن الفعل ان لم يكن ذو نتيجة فهو بلا معنى .. فما يحدث في المجتمع لا يدل على أنه مجتمع اسلامي من أي ناحية لأن الناس تذهب إلى الصلاة لكن أين هي نتيجة الصلاة والناس كلها تصوم لكن لا توجد نتيجة للصوم وكذلك الذكاة والحج انها كارثة أن نفعل الشيء ونقيضه.. فالعمل بالربا تجرى على قدم وساق ولا أحد يهتم أو يغضب .. لكل ما يحدث في المجتمع يحدث من باب التحايل فالكل يتحايل من أجل محصلته هو فقط وان كانت تلك المصلح تتعارض مع الوطن وما يتعارض مع الوطن يتعارض مع الدين.
**الدين والسياسة**
وهذا العنوان يعود بنا إلى معاوية بن ابي سفيان عندما أراد أخذ البيعة لابنه يزيد فخرج عليه رجل وقال له: أبايع وأنا كاره للبيعة فرد عليه معاوية بايع يا رجل فإن الله يقول: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
.. أن تحرش السياسة بالدين شيء خطير للغاية وقد شبه الشيخ الغزالي (أن تسييس الدين أخطر على العقيدة من الالحاد.. بالطبع ان الشيخ الغزالي لم يقل هذا الا بعد تخيل.. ما جرته السياسة على المجتمع عندما تحرشه بالدين في الفتنة الكبرى وما انتجته من دماء)..
وقد انتجت تلك المحنة التي قسمت ظهر المسلمين إلى الآن والتي كانت بسبب الحكم.. فأصبح لدينا خلفه سيدنا علي وفي نفس اللحظة خلفه معاوية بن أبي سفيان ثم الخلافة الأموية في دمشق وخلافة عبد الله بن الزبير في مكة.. وخلافة العباسية في بغداد والأموية في الأندلس والفاطمية في مصر.. وقد نتج عن ذلك أن السلطة السياسة والدين لا يجتمعان على كرسي الحكم .. إلا وتراق الدماء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الاحتلال الإسرائيلي يغلف عدوانه على غزة بأردية توراتية
.. بالأرقام.. كلفة قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي منذ بدء الحر
.. تزوجتا من شخص واحد.. زفاف أشهر توأم ملتصق من جندي أميركي ساب
.. لحظة اقتحام القوات الإسرائيلية بلدة المغيّر شمال شرق رام الل
.. نساء يتعرضن للكمات في الوجه من شخص مجهول أثناء سيرهن في شوار