الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيحه في بيت فريال(18)

جاسم البغدادي

2013 / 4 / 6
الادب والفن


(18)
شارع الشرف الرضي في الكاظميه يعج بالحركه ..الناس تزدحم في كل مكان ..اضواء المحلات تزهو بالوانها المبهره ..اصوات الباعه تسد منافذ السمع مثلما عرباتهم تسد منافذ الحركه ..يصطفون وسط الشارع بانتظام متلوي من بدايته لنهايته ..الليل يكسي الشارع بالنشاط قبل خمول الحركه التي تأتي في ساعه متأخره ..انا وفريال نسير وسط الخلائق ..كلانا يمسك بكف الاخر بقوه ..جمع من الناس يدفعها جانبا ..اجذبها لي باصرار ..تتملص من بينهم بصعوبه ..تضرب بيدها على تنورتها لتمسح ذرات الغبار التي علقت بها حين احتكت باحدى العربات الجواله ..نتجه صوب مرقد الامام موسى الكاظم عليه السلام الذي يقع نهايه الشارع ..فريال تجذبني فجأه ناحيه احد بائعي (اللوزينه) تشتري منه عده قطع ..اخرج محفظتي لأنقده ثمنها ..تمانعني بقوه , واصرّ على الدفع... تستسلم لاصراري بعد ان تمط شفتيها باستياء وعتب ..نكمل سيرنا وهي تردد في اذني عبارت (الرجعيه ) والتخلف والنظره الدونيه للمرأه ..وعدم معملاتها كأي صديق اخر من اصدقائي ..اخبرها انها بالنسبه لي ليست كأي انسان آخر مهما كانت صفته ..تنشرح وتطلب مني ان احلف على ذلك ..احلف لها ..يزداد ضحكنا ..اننا سعداء كأجمل ما تكون السعاده ..نصل قرب المرقد المذهـّب ..يبهرنا بشموخه وقدسيته ...اشعر بالاجلال والرهبه ونحن نسير قريب منه .. اعتصر خوفا حين اذكر موقف الدين مما نحن فيه الان ..اضغط على كف فريال كأني استنجد بها او اخشى فقدانها ..اتمسك بها جيده ..احني رأسي خجلا ونحن نمر من جانب الباب الكبير المزخرف بخطوط ذهبيه تتلامع مع الضياء الممتزج بها ..فريال تتحدث عن اشياء اخرى (انظر لهذه البدله ..الله ما احلاها )...(سأشتري لك هذه المداليه للذكرى ..شرط ان لا تدفع انت ) ..احاول جذبها بعيدا عن المرقد ..اشعر بالحنق على نفسي ..الاهانه لهذا الموقف ... اريد الابتعاد ...اشعر وكأن الامام يراقبنا ..مرقده الشاهق يتطلع لنا من دون كل الناس ..احساس بالخزي يؤلمني ..الح على فريال لمغادره المكان ..تسألني عن السبب فلا اجيب ..تستجيب لي بعد تمرد وعناد ..نتجه لموقف السيارات ونصعد في سياره اجره نحو بيت فريال ...
الظلام يغشي منطقه المحيط تماما ..بعض الاعمده تحمل مصابيح متوهجه لكنها قليله ..نسير وسط الشارع صامتين ..فريال تهمس لي انها تخاف السير في الظلمه لوحدها ..ترتعب مع كل خطوه ..اسألها ان كانت الان خائفه ..فتجيب لا ما دامت معي ....قطرات من المطر بدأت تتساقط علينا ..نسرع في المشي ..نصل للبيت ..فريال تقرع الجرس ..قلت لها :
-فريال سأذهب الان
قالت بفزع
-الى اين ؟
-اني اعرف بيت احد اقربائي ..قريبا من هنا , في حي الزهراء
- لا تكذب
-لا لم اكذب , ابدا ..اني اقول الصدق
كنت كاذبا بالفعل ..فلا يوجد لي اقرباء في منطقه الكاظميه كلها ..قالت بالحاح :
- اني اعرف انك تكذب , وتريدني اصدقك ؟
-هل تريديني اقسم
-جميل ..قالوا للحرامي احلف قال اتاك الفرج
-انا لا حرامي ولا كذاب انا..
-حسنا حسنا لندخل الان ثم امضي على راحتك
- ولكن ....
قاطعتني وهي تصيح بعصبيه وتشير بيده للأعلى :
-الا ترى المطر ؟ أانت مجنون ؟؟ هذا الجنون بعينه
احنيت رأسي مبتسما وأنا استسلم لصياحها اللذيذ ..ومدت يدها لتقرع الجرس من جديد الا ان الباب فتح وظهرت من خلاله ام نضال وهي تتلفع بعبائتها ..وتقول
-اتيتم ؟
فقالت فريال :
- نعم نعم وصلنا
ومضت ام نضال هاربه للداخل من قطرات المطر التي بدأت تتكاثر ..التفت لي فريال وقالت بنبره لم تهدأ بعد من عصبيتها :
- الا تدخل ..ام يعجبك الوقوف تحت المطر ؟
قلت باصرار:
-ادخلي انت وسأتبعك
زمت شفتيها وهي تمرق من الباب وسرت خلفها وانا احني رأسي خجلا .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد