الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ولازالت البوابة تعلو...
محمود مجدي قدري
2013 / 4 / 6الادب والفن
ولازالت البوابة تعلو...
جاء من مكانه البعيد باغياً الدخول,راغباً في الراحة بعد سفرعمر طويل,قطعه من شقاء لحسرة,ومن خيبة لصدمة,ليس معه سوي ما في قلبه,عاري الجسد دامي القلب,لحيته تتدلي علي صدره,وشعره تغيب خلفه ملامحه.
كانت البوابة كل ثانية تعلو سنتيمتر,والحارس واقف أمامها كتمثال من حجر,ناظراً للأمام بصورة آلية,ليس بإمكانه الدخول دون هوية,كان يعرف ذلك,ليس له هوية,حذروه كثيراً من المغامرة,من الذهاب للبوابة,من يذهب إما يدخل أو لا يرجع,ولا يدري أحد أين ذهب,لكنه قرر أن يغامر,أن يتذوق طعم الخطر ليشعر بحياته,فحياة دون خطر لا معني لها,كحياتنا نحن الذين لم نخاطر بالذهاب للبوابة,وخفنا من المخاطرة,نحن هنا جالسون بينما هو هناك وحده يغامر عارياً مرهقاً لعل البوابة ترضي,فكما عرف من قصص شعبه أن الماكث خلف البوابة,لا يقبل سوي الرجال الشجعان,من باعوا حياتهم في سبيل الوصول,من نذروا عمرهم في للمرور منها.
قال الحارس بصوت جعل قلبه ينخلع تاركاً مكانه حلم مهزوم"قف يا من تجاسرت علي المجئ إلينا"
قاوم كثيراً كيلا تخونه قدماه,ويسقط علي الأرض واستجمع شجاعته وقال بصوت تكاد تخرج معه روحه:"جئت إلي السيد طالباً اللجوء إليه"
نظر الحارس لعريه وهزاله وانفلتت بسمة سخرية ممزوجة بشفقة من رأي كثيرين مثله:"السيد!!!...كلكم للسيد طالبين أيها الناس...تبدو آتياً من مسيرة طويلة","عمري كله" قال الرجل ظناً منه أن الحارس قد تداخله رحمة متنهداً بحسرة,وناظراً برجاء.
نظر الحارس للقصر المحتجب عالياً خلف السحب:"العمر ثمن رخيص لجوار السيد وخدمته...ماذا كنت تفعل قبل المجئ لنا","كنت أعمل فلاحاً أزرع الأرض وأحصدها,وأنتظر ثماراً لا تأتي أبداً...متي أقابل السيد",ضحك الحارس جعلت دموع الفلاح تحتبس:"السيد لا يقابل أحداً...إذا شئت الدقة...لا سيد هنا سواي..أنا من يسمح بالمرور أو لا يسمح السيد فقط يراقب ويطرد من لا يريده,أما الدخول فهو عملي هنا"
تهاوت أحلام الرجل علي قدميه,و اقترب خطوة واحدة ثم تراجع بعدها:"سيدي ألا يكفي عمري تذكرة للدخول,ألا يكفي شقائي من قبل,جئت طالباً الراحة,وخدمتك أنت والسيد","هل تريد الدخول أم مقابلة السيد؟!
بتقزم الحلم مع كل عقبة تواجهه...الناجح من يعمل علي عدم تلاشيه حتي يستمر في الأمل.
"لو يمكن أن أبقي بجوار البوابة,بجوارك أنت سيدي لخدمتك"
كان السيد يستمع لحديثهما من البداية مختبئاً في حجرة وارء السور,بدون علم الحارس...
قال الحارس لنفسه:"أنا أحتاج خادم,وهذا الرجل يبدو مطيعاً راضياً" ثم سأل الرجل:"من لا يخدم بهمة ليس له سوي السوط...فهل في جسدك متسع للضرب"
لا يمكن الدخول ولا الخروج.قال الرجل للحارس:"سوطك يلهمني لطريقي,فأنا فلاح جاهل ليس لي سوي الضرب والإهانة".
الذل يجعل الذليل في مرحلة ما متباهياً بذله...
صاح السيد بصوت ارتجت له أوصال الحارس والرجل:"ليس لكما من الأمر شيئ.الحارس يفصل والفلاح يصبح هو الحارس"
لم يدخل الفلاح,ولم يرجع...والحارس بقي جوار السور,يتذكر أيامه,ويسترق النظر للفلاح ربما جعله يقابل السيد.....
والبوابة ظلت تعلو حتي حجبت القصر عن أعين الجميع.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هذا ما قالته الممثلة مي سحاب عن سبب عدم لعبها أدواراً رئيسية
.. -مساء العربية- يفتح صندوق أسرار النجم سعيد العويران.. وقصة ح
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية