الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والسودان أمال وطموحات

عبدالله الدمياطى

2013 / 4 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


منذ انتصار ثورة 25 يناير لم تخف القوى السياسية المصرية أهمية استعادة الدور المصري الذي كان في عهد نظام المخلوع يخدم مصالح أمريكا وحلفاؤها، وعقب انتخاب الدكتور محمد مرسي عبر مرسي بعد انتخابه عن معالم وملامح الدور المصري وإحداثياته وحدوده ومفاهيمه في استعادة دور مصر الريادي في المنطقة بل والعالم، ولقد كان السودان نقطة ارتكاز حقيقية لدور وتأثير مصر في العالمين العربي والإفريقي لما يمثله التفاهم والتنسيق بين القاهرة والخرطوم من عامل أساسي وحاسم يدعم هذا الدور ويكسبه خصائص النجاح خاصة مع تشكل محاور جديدة في الجوار الإفريقي تمثل تحديا إستراتيجيا لمصر والسودان معا، تلعب إسرائيل دورا كبيرا فيه لعلاقاتها القوية مع دولة جنوب السودان واستخدامها لهذه الدولة الجديدة لتنفيذ مخططاتها لمحاصرة مصر والسودان معا وتهدِّد الأمن القومي والمائي المصري، وهي خطة قديمة ومعروفة عبر عنها القادة الإسرائيليون من عهد ديفيد بن غوريون عند قيام دولة المحتل الصهيوني 1948م
لقد واجهت مصر في عهد الرئيس مرسي، ضغوطا داخليةً ومؤامرات خارجية عنيفة استهدفت توجهات ثورة يناير،هذه المؤامرات أرادت تأزم الأوضاع في مصر وصناعة مواجهات وصدامات عنيفة تمهد لإفشال الثورة المصرية وسلطة الرئيس مرسي ومن ثم سقوط الحكم الشرعي المنتخب ويساعد الإعلام المحلى والغربي لتكثيف الحملة على الرئيس مرسي حملة شرسة عنيفة هذه الإحداث شغلت القيادة المصرية وجعلتها تنظر للبعيد قبل القريب، حتى إنها اتهمت من الأوساط السودانية بتجاهل السودان الأقرب موقعا والمرتبط مصيرا وتاريخا، وقد حدث في السودان ما حدث، من انفصال دولة الجنوب واستمرار الحروب في دارفور وجنوب كردفان وغيرها من الحروب ،والتهديدات الدولية ضدها، ولربما كان الغياب المصري عن التفاعلات القوية والناشطة في السودان يجد التفهم من القيادة بحذر بالغ، لكنه لم يغب عن الأحاسيس في جنوب الوادي أن مصر لو كانت حاضرة بكل قوة تأثيرها ومكانتها السياسية لتغيرت بعض المعطيات، والرئيس مرسي يعلم ذلك ويدقق في العوامل والأسباب ويتحين الفرصة المناسبة لتلتفت مصر إلى السودان حتى يتم إدراك ما يمكن إدراكه، وكان هذا السياق مهمًا للغاية في هذه الزيارة التي تأخرت كثيرا لكن أُعد لها بعناية لتخرج بما يحقق المقصد والهدف
لقد حان الوقت لمصر لتقوية وتعزيز اعتمادها على نفسها والابتعاد عن المساعدات الخارجية، والاتجاه نحو الاكتفاء ذاتيا وتحسين أداء الاقتصاد المصري وتوفير كل الاحتياجات الضرورية من الإنتاج الزراعي والصناعي، وذلك يمكن أن يتم إذا اتجهت جنوبا وسارت على دروب التكامل والتعاون مع السودان وإيجاد صيغة تكاملية للموارد والقدرات والإمكانيات ولا يمكن أن ينهض مشروع نهضة مصر بالاعتماد على ما وراء البحار وكنوز وادي النيل في باطن الأرض وظاهرها موجودة وشاخصة وشعب وادي النيل لديه الرغبة والمصلحة الحقيقية في تحقيق تطلعاته وآماله في البقاء مكتفيا وقويا ومتعاونا
إذا كانت هذه هي بعض السياقات التي جعلت الزيارة تأخذ هذه الأهمية فإن ما خرجت به يمثل خطوة كبيرة للأمام ستدفع بعلاقة البلدين وتوطد أواصر الأخوة والتعاون المثمر والتكامل إلى آفاق كبيرة وتجعل الصعب سهلا وربما المستحيل ممكنا ان شاء الله ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة