الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ... الفوضي أم المخاض

حاتم أحمد الخطيب

2013 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مصر الفوضي أم المخاض

كلنا ... بلا استثناء هللنا وطبلنا ورقصنا علي أنغام الثورة المصرية ... وحلمنا علي مدي الأفق ... عندما اندلعت المظاهرات وانفجر الغضب المصري الشعبي في مواجهة طاغية العصر مبارك وأزلامه ... واستبشرنا بعودة مصر العروبة لقيادة الوطن العربي الكبير ووضعه علي خارطة العالم المتكبر من جديد . صحيح إن زيارات سامي عنان رئيس الأركان إلي واشنطن أفزعتنا وزرعت الهواجس والشكوك .. وصحيح إيضا توجسنا من تأخر مشاركة الاخوان المسلمين بهذه الثورة وتشككهم من انتصارها وسحقها لنظام مبارك ... وصحيح إيضا إن الثورة أو الانتفاضة أو الهبة المصرية جاءت مغايرة لخبرتنا ولمعرفتنا بتجارب ثورات الشعوب من حيث الاعداد والمقدمات ووجود الأحزاب الثورية والقيادة الشعبية وتوفر العامل الموضوعي والذاتي ومن حيث دخول رجل الغرب وأمريكا محمد البرادعي علي الخط وكذلك دويلة قطر والمكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة والأهم والمهم من حيث مباركة وتأييد أمريكا عدوة الشعوب لما يجري في مصر والتخلي الفوري والدرامايتكي عن عمليها المخلص مبارك لأكثر من ثلاثة عقود ... وواضح إننا لم نستفد من صورة وتجربة تونس القريبة التي أشعل ثورتها جسد الشهيد (محمد البوعزيزي) وقادتها النقابات العمالية واليساريين ثم بقدرة قادر قطف ثمارها الاسلاميين القادميين من الغرب ... من عهر المرزوقي في شوارع باريس إلي نفاق الغنوشي ... ومن الاغتصاب إلي جهاد النكاح
غريبة وعجيبة هذه الثورات ... ولكن نسبة تفاؤلنا ظلت عالية والمعنويات كبيرة مع صور سقوط النظام وأركانه أمام قوة الجماهير الثائرة المنادية بالحرية .. ولم تنل منا صور السحل والقتل في ميدان التحرير ومحيطه بعد الانتصار وقلنا هذا المخاض العسير ما قبل الولادة .. أثمان النصر والحرية دائماً عالية وكبيرة .. وأفقنا وليتنا لم نفق علي رأي السيدة ملكة الطرب (أم كلثوم) علي أزمات وأزمات لا تنتهي وفوضي تعم كل أنحاء البلاد بطريقة متدرجة ومتسلسلة ومخططة في دائرة إنتاج لا تكل ولا تمل عن إخراج مسلسل فوضي خلاقة واضطراب وضجيج في كل شيء بلا استثناء في مشاهد متناسقة للاعبين جدد من الغوغائية والهمجية والرعاع بأثواب متعددة الألوان والأشكال
وبرز رجال الله وخرجوا من كهوفهم ومن كل فج وتصدر الاخوان المسلمين المشهد ومعهم كل الحركات والخرفات الاسلامية وكما عهدناهم وخبرناهم ناروا ونافقوا ومارسوا (البراجماتية) يأنجع طريقة وأسلوب مع أذيال النظام تارة ومع المعارضة المتفرقة والهزيلة تارة أخري ... ولم ينتبه الشعب المصري أنهم خيار الأمريكان للشرق الأوسط الجديد ولفوضاه الخلاقة التي تهدف إلي استنزاف طاقات ومقدرات الشعوب وزرع الفتنة والريبة والشك في نفوس أبنائه ولصنع الشرخ والصدع بين مكونات المجتمع ولنقش اليأس والاحباط والهزيمة في النفوس ولتشكيكه في المستقبل وليسهل تنفيذ كل المخططات والمؤمرات في تفتيت البلاد وتقسيمها وإفقرها لعشرات السنوات القادمة وإشغالها في صراعات ومنكافات داخلية تبعدها عن دورها القومي العربي والاقليمي ... ومروراً بلعبة الانتخابات المصرية التي أنتجت الممثل الكومبارس (مرسي) وليس انتهاءً بأحداث الأزهر والكنيسة المرقصية وما بينهما .. من أحداث مفبركة ومصطنعة تصب في خانة خلق الفوضي وإدراتها وصولاً إلي الهيمنة والاستحواذ وأداء الدور المرسوم لهم في هذه المرحلة المضطربة ويبقي افتعال الأزمات والمشكلات واختلاقها من قبل الاخوان المسلمين في مصر بتوجيه وإدارة من قبل صانعي الفوضي الخلاقة لتحقيق الأهداف المحددة أعلاه . ومع انقشاع الضباب ظهرت الصورة الجلية للترابط والتكامل بين دوائر المخطط في الوطن العربي لنشر الفوضي الخلاقة بالشرق الأوسط الجديد وبتنفيذ وتطبيق الاخوان المسلمين لهذا النموذج واستعدادهم الكامل لقيادة المرحلة والتي هدفها النهائي والاساسي تقسيم الدول العربية إلي دويلات وكنتونات وإقامة وتكريس الدولة اليهودية في فلسطين وإغلاق ملف القضية الفلسطينية إلي الأبد بالاستقرار والعيش في الوطن البديل شبه جزيرة سيناء كملاذ لكل الفلسطينين ، ولاحظوا النفي المتكرر للعديد من أقطاب الاخوان المسلمين وحتي نائب رئيس حركة حماس (ابو مرزوق) لهذا السيناريو ونفي النفي تأكيد علي الوجود لهذا المخطط الخطير . ومع كل هذا الواقع المتأزم والسواداوي يبقي الرهان دائماً وابداً قوياً علي الشعب المصري صاحب التاريخ والحضارة في إفشال كل المؤمرات والمخططات وقلب الطاولة علي رأس الجميع ... وهذا الشعب العظيم قادراً في كل لحظة أن يجعل هذه المرحلة مرحلة مخاض وولادة مصر الحديثة والقوية وعندما تتوحد قواه المناضلة الوطنية في ثورة شعبية حقيقية واضحة المعالم والأهداف سيسقط المشروع الفوضوي التدميري ... حماك الله يا مصر العروبة ... ولا خيار أمامك سوي النهوض وأسقاط رجالات أمريكا واسرائيل ... وأنت قادرة علي ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار