الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سهرنا في الريح مع الملُقّنين

نصيف الناصري

2013 / 4 / 17
الادب والفن


نوم النحلة ...




تناظر آسر في إخلادنا الى النوم بمطامع الحبّ ، وفي تشوّقنا الى
اللائق في ما تركه حفظة الايروس العشّاق ، والحبّ اتحاد ورغبة
في الموت . تحفزّ دائم للفعل وما يضمر نفسه بين نسيم قرنفل العالم .
كلّ ارتكاسة للأغراض التي لا تستند الى الخير ، تدمّر نفسها بنفسها
وتصعب عليها المواءمة مع المثل العليا لروعة المحبوب . حياتنا الآن
صورة وتنقصها المرجعية الرشيدة للإلهام والمخفي في كُلِّية الوجود ،
وفي تبرّمنا لطاعة المراهم والتقوى ، نضيّع السرّ الثمين للغرام في
الرغبة . تنثر العاشقة بذور جمال طائل في الأفياء العالية للغدران ،
وتختم موتها بعيش طويل مع ما يزدري عدم إنصافه في تحمّله للفقدان ،
والعاشق في اشراكه لنفسه في نوم النحلة المرصَّعة بنقط النجوم ، يجود
بالنفس لشهد العسل ، ويقنع بنصيبه في بلايا المجد والجمال .




سهرنا في الريح مع المُلقّنين ...





المتّعضون في نومهم بكنف الزلزال ، لا ميتة مُفسدة تتربّص بهم ،
ويستحيل عليهم أن يغوصوا في امتحان الترقية . يخفون المُسمّى
ويفصلون المرايا عن الطبيعة ، وكلّما آنسوا رذائل لا تجمعها معهم
عداوة ، يعكّرون عدالة الغيوم فوق الآبار . الانسان في لمسه لفيض
ديمومته ، يتصدّع ويشيخ في اللحظة التي يُُبطىء فيها تنفسه للأشجار
النجمية في الفردوس . حماسة جمعية نعاقر فيها النبضة المرتابة
للحضور في الأشياء ، وكلّ ما يلتفّ على بادرة تلهينا عن الكدح في
البراري النائية ، نبذّره في صلاتنا بلا تحفّظ . هياج تنفرط فيه الحلقة
المتراصّة لترنّحنا في الفراغ ، وانشطار كُلّي عن الإشارة المشدودة
الى العلو . شعوب كثيرة وثّقنا معها ذنوبنا في تعدّينا على نداوة الإبر
في العالم ، لكن سهرنا في الريح مع المُلقّنين ، حالَ بيننا وبين انفجار
النعمة على أرضنا المنحنية على الهاوية .




يقتصدون في صلاتهم الى آلهتهم ...




يجرّون قبائلهم الى الغزو وينفذون في خيلاء صوب أرض الكنوز .
تحالفات كثيرة يجردونها من خيوطها وفنونها في حيّلهم المريبة للتعدّي
على خصومهم . أجدادنا الذين كانوا يقتصدون في صلاتهم الى آلهتهم ،
ويتقدّمون من دون مشورة لتسوية حياتهم مع الشرّ ، افترشوا حشائش
موتهم على ضفاف العصور ، وفي خاتم كلّ واحد منهم ، فص جنازة .
تعليلات غير ذات أهمية ، يلزمون أنفسهم بها ويتلاعبون بالكلام في
تشديدهم لنقائصهم . الناس في العصر الذي تفصلنا عنه مداخن مضاءة
بندى الربيع ، يسخرون من أجدادنا في ابرازهم لجروحهم الطويلة في
تألّماتهم القائظة . أجناس كثيرة أضاعت الطريق وأحرقت مراكبها في
حجارة الإعصار ، واللص يقص على سامعيه بعودته من المنفى ،
أحجية باطلة لا يصدّقها جندي الحامية الضليع في حراسته لبؤسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و