الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العُقاب ... معركة ذهبت بحضارة

أسد خياط

2013 / 4 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كانت العنصرية والتعصب سمات المتحاربين المسيحيين والمسلمين وكانت أيضاً سمة لكتاب تاريخ الأندلس.

ولكن التحارب والعنصرية والتعصب لم تكن هي السائدة في الأندلس، بل كان العيش المشترك والسلم والدعة، وهذا ما وفر الأرضية لهذه الحضارة العظيمة.

لم تكن الحضارة الاندلسية متقدمة على جزيرة العرب وبلادهم وبلاد الأمازيغ (البربر) فقط بل كانت رائدة على المستوى الانساني عامة. وقد لعبت عوامل كثيرة لإرتقاء هذه النهضة والحضارة. أهمها: أن السوريون والعرب والأمازيع، أضافوا غناً على غنى فقد بنوا مع المسيحيين واليهود على إرث حضاري فينيقي – قرطاجي – روماني – بيزنطي أقدم إضافة إلى إرث أهل البلاد.

وتساكن المسيحيون واليهود والمسلمون الإسبان العرب والسوريون والبربر، المدينة الواحدة وتجاوروا في المنازل، وتبادلوا المنافع، واحتفلوا بأعيادهم جميعاً في عيد الميلاد والفصح وغيرها من أعياد المسيحيين مثلما احتفلوا بأعياد المسلمين ومنها الفطر والأضحى، وتبادلوا الزيارات، وتزاوجوا، وأصبح هناك أجيالاً من هذه الزيجات منه المسيحي ومنه المسلم. (الاندلسيين)

كانت العربية لغة الدولة الرسمية، إلاّ أن العامة من كل هذه الأطياف كانت تتكلم اللطنية، وهي خليط من اللاتينية والقشتالية والعربية والآرامية وبها كلمات أمازيغية وعبرية، ولم يكن هناك من لا يعرف هذه اللغة، فهي لغة التواصل اليومي. ويكتب بها الشعر، وتغنى بها الأغاني، وأصبح هناك جنس أندلسي.

وعبرت الحضارة الاندلسية عن نفسها بروائع الهندسة في البناء والري في التجارة والصناعة والعلوم في الآداب والفنون، لتقف الحضارة الأندلسية على أعلى درجات السلم الحضاري الإنساني، ولم يكن هناك من يتفوق عليها على الأرض في زمنها وفرها الأمن والسلم الأهلي والتعددية الثقافية. ولكن لا سلم ولا تعددية مع العنصرية والتعصب ولا ارتقاء ونهضة بل دمار وانحطاط غزا المرابطون الأندلس وتصدى لهم الاندلسيون جميعاً بكل ما يملكون، إلاّ أنهم خضعوا أخيراً للقوة وتم ضم الاندلس إلى دولة المرابطين، وبدأت حقبة من الحروب والتعصب وسوء الفهم، بين الشمال الإسباني والأندلس مسيحية، وكان الخليفة ذو شعر أحمر فأمه مسيحية ولكنه قسا على اليهود والمسيحيين وهرب عشرات الآلاف من المسيحيين واليهود من الأندلس بعد تعرضهم للطرد وسوء المعاملة. (وأخبر الكثيرين على الاسلام وتم حرق الكتب المخالفة للشريعة). وأخذت عروش الممالك المسيحية في الشمال تهتز مع قرع طبول الحرب كل هذا قاد لمعركة العقاب، فجيشت الجيوش لتدور أكبر معركة في التاريخ الإنساني إلى ذلك الحين والتي عليها أن تكون المعركة الفاصلة بين (الإسلام والمسيحية). تختلف المصادر في تقدير عدد المحاربين المشاركين من كلا الجانبين تقدر بعض المصادر الإسلامية جيوش المسلمين بثلاثمئة ألف ويقدرها مصدر آخر بنصف مليون بل ويبالغ ثالث بقوله كانوا ستمئة ألف أما المصادر الإسبانية فتتحدث عن ستين ألف – مئة ألف – مئة وخمسين ألف. ولكن التقديرات العقلانية ترشح أن يكون كل من الجيشين اشترك بنحو مئة ألف محارب.

تعود ضخامة هذين الجيشين إلى دعوة البابا لحرب صليبية على الكفار المسلمين وتغفر ذنوب كل مشارك في هذه الحرب.

وبالمقابل دعى محمد الناصر إلى الجهاد المقدس ووعد المشاركين بالجنة إن قتلوا أو بالغنائم إن فازوا. فلبى نداءة عشرات الألوف من المجاهدين، أتوا من كل أنحاء امبراطورية تمتد من النيجر جنوباً وليبيا شرقاً إلى الاندلس غرباً. أمازيغ وأفارقة وعرب. رماة بالقوس، وفرسان ومشاة وعبيد محاربين وعلى الجانب الآخر كان يقود جيش المسيحيين الملك ألفونس الثامن ملك كاستيليا (قشتالة) يرافقه ملك أراغون بيتر الثاني (بعد أن توقفت الحرب بين ممالك الشمال الخمسة بعد التهديد الإسلامي لهم جميعاً) وانضم إلى ألفونسو رهبان كالاترافا وسانتياغو، على شاكلة فرسان الهيكل رهبان محاربين، ولكن الأكثر تعصباً ممن التحقوا بالجيش المسيحي كانوا فرسان المقاطعات الفرنسيين ورئيسهم أسقف ناربون أرنولد أموري والكثير منهم حاربوا في فلسطين، وقد قام هؤلاء الرهبان بملاحقة فرقة الكتارا وهم مسيحيون كفرهم البابا وأمر بقتلهم في كل أوروبا، وعندما كان أموري يحتل مدينة يسكنها الكتارا كان يصيح برهبانه "اقتلوا الجميع إن الله يعرف جماعته" ، وهذا باضبط ما يقول به فقه التمترس الاسلامي قتل الجميع على الطرف الآخر والله يأخذ جماعته إلى الفردوس ويرسل الأعداء إلى الجحيم. وعندما وصل هؤلاء الفرنسيين إلى مدن يقطنها يهود بدأوا بذبحهم ونهبهم، فوقف لهم الفرسان القشتاليين ومنعوهم من ذلك لأن الملك ألفونسو كان قد أمنهم ولا يسمح بمذابح في دولته.

وقعت معركة العُقاب، على الحدود بين هضبة لامنشا الجافة الموحشة، وبين الاندلس الخصبة الخضراء الغنية بالماء والكلأ. وكان الحد الفاصل سلسلة جبال سييرا مورينا الصخرية الطويلة بارتفاع من مئة إلى ثلاثمئة متر. وكان على ألفونسو وجيشه قطع مئات من الكيلومترات في أرض موحشة وشبه معادية إذ كان هناك الكثير من القلاع والحصون التي يحتلها المسلمون والذين كانوا يهاجمون مؤخرة جيوشه.

كان الفرنسيون في مقدمة جيش ألفونسو، وفي يوم الأحد في الرابع والعشرين من حزيران العام 1212 هاجموا أحد حصون المسلمين، دون انتظار وصول الجيش واستطاعوا بسرعة الاستيلاء عليه. ويقول شاهد عيان بأنهم قطعوا أوصال المدافعين عن الحصن واستولوا على ما فيه.

ولكن هؤلاء الفرنسيين بدأوا يتململون، فالكثيرين منهم مرضوا جراء المياه الملوثة، ولكن ألفونسو رغبهم بالبقاء.

في الثالث من تموز هاجم الفرنسيون حصناً آخر للمسلمين، ولكن ألفونسو تبعهم ومنعهم من فتح الحصن عنوة بل فضل التفاوض على تسليمه مع ضمان سلامة إنسحاب حاميته، وقد وافق قائد الحصن على ذلك. أثار هذا غضب الفرنسيين الذين منعوا من قتل اليهود ثم من قتل المسلمين الكفار. وانسحبوا من جيش ألفونسو عائدين. وقدرت المصادر عددهم بنحو ألف فارس ونحو ستين ألف من العامة المشاة.

ولكن يبدو أن الحظ كان حليف ألقونسو، حيث التحق به بنفس اليوم ملك نافارا سانشو السابع، الذي وضع مشاكله مع ملكي كاستيليا وأراجون وراء ظهره في سبيل محاربة المسلمين.

لم يكن جيش نافارا الذي يقوده الملك سانشو يزيد عن بضعة مئات من الفرسان، ولكن الأثر النفسي كان كبيراً بين المحاربين المسيحيين. بعد أن تدنت معنوياتهم بانسحاب الفرنسيين . وصلت أخبار انسحاب الفرنسيين من جيش ألفونسو إلى أسماع الخليفة محمد الناصر، وكان يعرف موقع وحجم قوات ألفونسو، وتوقع أن يهاجمه ألفونسو إن كانت تلك نيته من ممر دي سيفيلاويرو الممر الوحيد الذي يخترق سييرا مورينا ويصل هضبة لامنشا مع الأندلس، وهكذا أمر بإرسال عدة آلاف من النبالة والفرسان إلى الممر لاحتلاله ومنع ألفونسو من العبور، بينما عسكر هو بجيشه على السفوح الجنوبية لجبال سييرا مورينا، ونصب خيمته الحمراء على هضبة خلف جيشه وأحاطها بالسلاسل الحديدة بل يقال بأن العبيد المكلفين بالدفاع عنه كانوا مقيدين بالسلاسل أي النصر أو الموت.

وقسَّم الناصر جيشه إلى خمس فرق زناته والبربر. الموحدين العرب الأندلسيين وأخيراً المجاهدين المتطوعة وكان هؤلاء على مستوى الرهبان الفرسان تطرفاً ولكنهم الأقل خبرة بالقتال والأقل تسليحاً. وبما أن المتطرفين كانوا وعلى مدى التاريخ يشكلون خطراً على الحاكم ويسببون المشاكل ووجع الرأس. فقد وضعهم الخليفة في الصف الأمامي ربما لنيته التخلص منهم.

كان الناصر قاسياً مستبداً بخيلاً شديداً في تحصيل الضرائب لإطعام وخدمة جيش عرمرم. وتجلت قسوته غير المفهومة بإعدام عدد من قادة جيشه الاندلسيين بما فيهم اعدام قائد حصن كالاترافار (حصن رباح) وهو أبو الحجاج يوسف من قادس الذي انسحب مع جنوده بدون قتال وكان الرجل محبوباً في الاندلس وبدأ الاندلسيون بالتذمر. وزاد الطين بلة عدم دفع رواتب الجيش التي كانت تستحق كل أربعة أشهر.

كان الناصر يتحرك في أرضه ولم يقطع مسافات طويلة لملاقاة عدوه وكان على ماء وطعام كثير للإنسان والحيوان، ينتظر جيش ألفونسو المنهك. كانت خطة الناصر إما دفع ألفونسو إلى الهجوم من الممر الوحيد حيث سيتعرض لهزيمة مؤكدة أو أن تنفذ المياه والمؤن القليلة فيرحل ألفونسو، وهنا يقوم الناصر بملاحقة جيش جائع وظمآن لا يستطيع الصمود في هذه الأرض الحارقة الحرارة سوى بضع يوم.

وصلت جيوش الثلاثة ملوك إلى جبال سييرا مورينا وعسكرت بالقرب من الممر المؤدي إلى الاندلس وبالتالي جيش الناصر. كان الممر بطول أربعة كيلومترات وكانت الشمس لا تصله إلاّ قليلاً لضيقه فعرضه لا يتعدى بضعة عشرات الأمتار. وكانت تنمو على جانبي هذه السلسلة الجبلية بعضاً من أشجار الفلين وشجيرات شوكية على أرض محصبة. وصلوا صباح الإثنين 16 تموز والشمس تلقي بأشعتها التي تزداد مع كل ساعة بأشعتها على دروع الفرسان وقفازاتهم الحديدية وسيوفهم ورماحهم.

ثلاثة ملوك وعشرات الأساقفة والنبلاء وعشرات آلاف الفرسان والمشاة من الفلاحين والمغامرين يرفعون رايات ملونة صلبان وصور القديسين وصور ذئاب ونسور. وارتاعوا عندما وجدوا أن الممر قد تم احتلاله. وبدأ قادة ألفونسو يتهامسون بأنه قادهم إلى وضع لا أمل فيه بالنصر. خاصة وأن ألفونسو بالذات كان قد كتب للبابا أن بإستطاعة ألف فارس منع أكبر جيوش العالم من اجتياز ممر دي سيفيلاويرو، خاصة إذا كانوا نبالة. ومع شح المياه والكلأ بدأ الجميع يتساءلون وماذا بعد.

وفي هذا الوقت وصلت الأنباء إلى ألفونسو بأن ملك ليون هاجم كاستيليا مما دفعه لمفاتحة الملكين الآخرين بنيته العودة للدفاع عن بلاده، ولكنهما رفضا الأمر رفضاً قاطعاً، وطالباه بالبقاء لمحاربة المسلمين.

يبدو أن ألفونسو كان على علم باحتلال المسلمين للممر، مما حداه لإرسال كشافة من بعض الفرسان للاستطلاع. وقد يكون هؤلاء قد بحثوا مع فلاحين ورعاة من المنطقة بسرية شديدة كيفية عبور السلسلة الجبلية من مكان أو ممر آخر غير ممر دي سيفيلاويرو.

ولكن المصادر الاسبانية تقدم الرواية التالية، وكما كتب بها ألفونسو وغيره من الشهود برسائل إلى البابا، وهي رواية تشبه الاسطورة.

بعد حلول الظلام ، وكان الملك في خيمته ومستشاره إلى جانبه ظهر رجل في الظلام الدامس أمام خيمة الملك وطلب مقابلته لا أحد يعرفه ولا أحد ذكر اسمه. قال بأنه راعي ماعز ويعرف ممراً سرياً يقود إلى الجهة الأخرى، ولا أحد يعرف هذا الممر سواه.

لم يكن أمام ألفونسو أي خيار سوى تصديقه، فأرسل ألفونسو أحد قواده مع ثلة من الجنود، ومع خيوط الضوء الأولى استطلعوا الممر وعادوا ليخبروا الملك بأنه حقيقة هناك ممر وبدون أية حراسة. عندما بحثوا عن الراعي كان قد اختفى ولم يعرف عنه بعد هذا أي شيء. وفي ساعات قليلة في أول النهار، اختفى ألفونسو ورجاله وخيله من الهضبة التي كان يعسكر فيها، اعتقد الناصر بأنهم استسلموا للأمر الواقع وانسحبوا.

وبشكل فجائي مثل اختفائهم خرجوا من الممر بكامل عدتهم وعتادهم وكأنهم شياطين، وعندما استوعب المسلمين ما يجري، كان الأمر قد تأخر كثيراً لفعل أي شيء، وبسرعة احتل الاسبان الكثير من مواقع المسلمين وكان أحدها مائدة الملوك (ميزا دل راي)

حاول الناصر إيقاف زحف الاسبان فأمر أن تكون فرقة المتطوعين المجاهدين في الصف الأول، وكان يليهم كما أمر الناصر، فرقة المرابطين من الفرسان ثم النبالة وحملة السيوف وأخيراً حرسه . هجم الاسبان بثلاثة صفوف من الفرسان يليهم المشاة ثم صف آخر من الفرسان يتوسطه الملك ألفونسو الثامن وعن يمينه الملك سانشو السابع وعن يساره الملك بيتر الثاني.

أخذ الناصر يصدر أوامره واقفاً أمام خيمته. والضجيج يصم الآذان قرع الأسلحة أوامر وطبول وصلوات يا قديسة مريم ... الله أكبر ... وكانت حرارة الشمس الساطعة على الخوذ والدروع المعدنية لا تطاق، والغبار ورائحة العرق والدم وأبوال الحيوانات تملأ الجو.

كان الفرسان الاسبان ينحدرون بسرعة والأرض ترتجف من وقع حوافر الخيل.

سقط المجاهدون المسلمون بالدقائق الأولى بسبب صفوفهم الكثيفة وسلاحهم الخفيف وعدم خبرتهم بالقتال.

ربما كان هذا ما يقصده الخليفة ليتخلص منهم . هؤلاء الذين كانوا يفرضون عليه الشريعة بحذافيرها ويراقبون تصرفاته وتصرفات قادته وجنوده ويضييقون عليهم الخناق.

لقد وضعهم الناصر في الصف الأولي ليضحي بهم وليتلقوا الضربة الأولى عوضاً عن جيشه النظامي وفرسانه. وبعد أن انتهى الاسبان من قتل المجاهدين . هجموا على فرسان الخليفة الناصر ومشاته عرب وبربر وأفارقة وأندلسيين.

فوصلت إليهم صفوف الفرسان الاسبان المجنزين والمصفحين المدعومة من المشاة بسرعة ودارت المعركة لعدة ساعات. وزج ألفونسو بكل القوات في هذه المعركة دون أن يترك أي احتياط. إما النصر أو الهزيمة.

بدأت صفوف الناصر بالتراجع وبدأ الفرسان بالانسحاب من أرض المعركة ثم أصبحت الهزيمة بلا ضوابط وتحولت إلى فوضى عارمة ثم إلى هروب غير منظم. ولكن في هذه الأرض الوعرة، لم يكن الهروب أمراً سهلاً، فالخيالة كانوا يتبغون المنهزمين ويقتلونهم.

تقول المصادر العربية أن الخليفة الناصر بقي لآخر لحظة وأن فرسانه وحرسه أجبروه على ترك أرض المعركة.

ولكن مصادر أخرى تقول أن الخليفة الناصر ترك جيشه للأقدار وأمتطى جواده يحرسه عدد من قادته، وظل يعدو ويعدو إلى اشبيليا ومنها إلى الساحل ثم انتقل إلى المغرب ولم تطأ قدماه أرض الأندلس أبداً بعد ذلك أما جيشه فقتل مقتله عظيمة إذ أن الاسبان تبعوا الفارين منه ولم يبقوا على أحد استطاعوا اللحاق به. واستولى الاسبان على معسكر الخليفة على هضبة لاس نافاس دو تولوز كما يسميها الاسبان. وهكذا سيكون اسم المعركة في التاريخ الاسباني كان ذلك يوم الاثنين 6 حزيران العام 1212.

كانت غنائم الاسبان تفوق الوصف، وكان أهمها لديهم راية الخليفة محمد الناصر المريرية والمطرز عليها بالذهب والفضة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

ويلخص ابن الدباغ الاشبيلي نتائج هذه المعركة على الاندلسيين قائلاً:
وقائلة أراك تطيل فكراً كأنك قد وقفت لدى الحساب
فقلت لها أفكر في غِقاب غدا سبباً لمعركة العُقاب
فما في أرض أندلس مقام وقد دخل البلا من كل باب

يحتفل الاسبان في 20 تموز/يوليو من كل عام بهذا النصر، ويحملون راية السلطان محمد الناصر.

يومين لم يرسل ألفونسو جنوده لجمع الحطب من أجل الطبخ فالقسي والنبال والرماح كانت أكثر من كافية. هكذا جاء في رسالة ألفونسو إلى البابا ويقول فيها: بأنه يأسف لأنه لم يسقط من جيشه عدد كافي من الشهداء حيث لم يتعدى عددهم الثلاثين. ويقول بأنه قتل 150 ألف من الأعداء والباقي هربوا والكثيرين منهم إلى أفريقيا بعد هذه المعركة.

النتائج: تحارب الموحدين حتى الهلاك وانتهت دولتهم إلى فوضى.

وبعد معركة العقاب لم يعد هناك جيش أندلسي يستطيع الوقوف في وجه جيوش الاسبان، الذين بدأوا أولاً بفرض الجزية على إمارات الاندلس ثم أخذوا يستولون عليها وكان الرابح الأكبر كاستيليا (قشتالة) التي استولت على إمارات هامة مثل قرطبة 1236 – مورسيا 1243 – اشبيليا 1248 وفي جيل واحد تم احتلال الاندلس غرناطة فقط بقيت تحت حماية كاستيليا وتدفع لها الجزية إلى أن تم احتلالها العام 1492.

عامل الاسبان المسلمين بقسوة شديدة وأجبروهم على التنصير أو التهجير وثوراتهم قمعت بالحديد والنار. وخسر الاندلسيون وطنهم إلى الأبد وخسر الاسبان أكثر المجتمعات الانسانية ثقافة وحضارة كان من الممكن أن تصبح اسبانيا التعددية الرقم الأول في التقدم ليس في أوروبا فقط بل في العالم ولكن العنصرية والتعصب الذي جوبه به سكان الاندلس المسلمين وأدى إلى هجرتهم، انعكس على اسبانيا تخلفاً وانحطاطاً لا تزال تعاني منه حتى اليوم.

لقد فقدت الانسانية بهذه الخسارة الحصان الذي كان يقود عربة الحضارة الانسانية، لن تستطيع الثيران والحمير القيام بنفس الدور إلاّ جزئياً.

مهر الربيع العربي يحتاج إلى عناية وتربية علنّا نراه الحصان الذي تحتاجه الانسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في