الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرصد العربي يدق ناقوس الخطر

المرصد العربي للتطرف والإرهاب

2013 / 4 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لم يتردد المرصد العربي للتطرف والإرهاب من الوقوف مع ثورة الشعب السوري في بدايتها مثلما وقفنا مع شعب مصر وتونس وليبيا .. لكن ما أن وضعت رموز المعارضة السورية بيضها في سلة أنظمة ظلامية قمعية (ومن فوقها ممولة وداعمة للإرهاب) حتى بتنا على قناعة بأن ثورة شعب سوريا ستفضي إلى نظام حكم جديد يقدم للسوريين أي شيئ ماعدا الحرية والعدل والكرامة.

بعض السوريين تمتعوا ببصيرة نافذة .. فقرأوا المشهد وفهموا القصة وتراجعوا عن الثورة .. بعضهم الآخر أصر على إكمالها مهما كانت النتائج .. لكن مع أنخفاض عدد السوريين المؤيدين للثورة بدأت قوى الظلام ترسل عشرات الألوف من "المجاهدين" مع السلاح لرفد المقاتلين السوريين بما يُمكّنهم من قهر قوات الجيش العربي السوري .. ووصل الأمر بهذه القوى الظلامية إلى أن تدفع لهؤلاء "المجاهدين" أموال طائلة وصلت إلى مليون دولار أمريكي للفرد (حسب جنسية المقاتل) إضافة إلى إغرائهم بنكاح "المجاهدات" وإرسال العاهرات لهم ... كل هذا من أجل حرية شعب سوريا رغم أن حرية شعوبهم (أي الأنظمة الظلامية) بأيديهم ولا يقدموها لها !! وهو الأمر الذي يثبت بشكل قطعي أن المسألة في سوريا كانت ومازالت أكبر من مجرد ثورة شعب .. وفيما يلي نورد مايدعم هذا القول بقوة ..

بالتزامن مع استمرار الأزمة في سوريا أخذت نتائج ثورات شعب تونس ومصر وليبيا تتبلور .. وبعد مخاض قصير تمت في هذه الدول ولادة أكثر الأنظمة تشوهاً على مر التاريخ وانتهت الثورات إلى كوابيس فظيعة لن تتخلص منها شعوبنا بسهولة.

بلاشك لم تندلع الثورات لتأتي بهذه الأنظمة .. الثورات أطلقتها الطبقة المثقفة بعد أن وعت حقوقها وخرجت لتطالب بها، لكن (بغض النظر عن التدخلات الخارجية في دعم ظهور هذه الأنظمة) فإن الكلمة الفصل في صناديق الإنتخاب لم تكن لهذه الطبقة التي قامت بالثورة ..

نحن عندما ننظر إلى بعض الدول كـ تونس ومصر وسوريا والعراق ونعتبرها دول متحضرة وفيها النسبة الأكبر من المتعلمين مقارنة ببقية الدول العربية، فإننا نعتقد أنه فيما لو أتيح لهذه الشعوب أن تختار من يحكمها بحرية فإنها ستأتي بأنظمة حكم ديمقراطية .. وستنتخب كادر قيادي واعي ومدرك ومثقف يضع الرجل المناسب في المكان المناسب .. لكن للأسف هذا الكلام نظري جداً .. لأننا لو تحدثنا مثلاً عن 5 مليون مثقف في القاهرة و5 مليون مثقف في الإسكندرية وفتحنا صناديق انتخاب بين نظام ديمقراطي حقيقي وآخر ظلامي، فإن الغلبة ستكون لـ الثمانين مليون مواطن الغير مثقفين والذين تستطيع قوى الظلام استمالتهم بسهولة بشعاراتها الدينية ووعودها الجوفاء.

أيها السوري .. نعم لك حقوق نؤيدك فيها بقوة .. لكن حتى لو اعتبرت نفسك مثقف وأنك سترفض جبهة النصرة والقاعدة والإخوان في المستقبل فإن المشكلة أساساً ليس بك أنت .. المشكلة هي أنه يوجد في سوريا مقابل المثقف الواحد عشرة مواطنين غير مثقفين، وهؤلاء للأسف سيصوتون لمن يعيدهم إلى حظيرة العبوديهم وأنت ونحن وجميع المثقفين العرب معهم (وهذا هو الذي حصل في بقية دول الثورات) .. ناهيك عن وجود دول متمكنة مالياً لن ترضى بأقل من تسليم سوريا لقوى ظلامية تتفوق عليها بنشر الجهل والبطش بالشعوب .. ولو تعلم .. فإن لها في هذا فؤائد عظيمة !!

ما أثر ما سيحدث في سوريا على بقية الدول؟

البعض يعتقد أن مايحدث في دولة ما هو شأن داخلي لا يعنيه .. بعض العرب وخاصة في مصر يقولون .. "واحنا مالنا ومال سوريا؟؟" ..

عزيزنا العربي .. نعم .. الأمر يُفترَض أنه شأن داخلي ... لكنه لم يكن كذلك لا في تونس ولا في مصر ولا في ليبيا .. دول ظلامية تدخلت وموّلت بما يخدم المخطط المرسوم للمنطقة والذي أفضى إلى ظهور هذه الأنظمة التي تجلس الآن تلعنها وتلعن ذاك اليوم الذي خرجت فيه للثورة.

القارئ الجيد للأحداث يعلم تماماً أن مايحدث في سوريا ستنعكس نتائجه عليه مباشرة حتى لو كان من سكان الصعيد .. إذا أفضت في سوريا لهذه القوى الظلامية فانتظر الأسوء من هذا الظلامي الذي يحكمك اليوم !! في تونس وفي مصر وفي ليبيا وحتى في لبنان انتظروا ما هو أسوء بكثير .. سوريا هي الماتش الأخير قبل أن تتحول بلادنا إلى أتون حارق تعج فيها قوى المتأسلمين وعصابات المعروف والمنكر فلا نعود نسمع فيها إلا صوت سياط الجلادين وصرخات المعذبين وأصداء الأنين وكل هذا بإسم الدين !!

نحن نرى أنه من واجبنا التحذير بأن الجميع .. مسلمين ومسيحيين .. سنة وشيعة .. سوريين ومصريين وأردنيين وعراقيين ولبنانيين وفلسطينيين وكويتيين .. الجميع معنيين مباشرة بما يحدث في سوريا .. ونؤكد بأن من لايرى في الهجوم على سوريا هجوماً لدين الإرهاب الوهابي على الأمة العربية وعلى كافة الأديان والمذاهب فيها فهو غارق في جهله.

أيتها الشعوب العربية .. يا أهلنا ..

نرجوا أن لا تستسلموا لقوى الإرهاب المتصحّر .. أن لا تستسلموا لأحفاد ابن عبد الوهاب .. أن لا تستسلموا لأعداء الحياة .. أن لا تستسلموا لدين الهدم والتكفير والتهجير .. نرجوا أن لا تستسلموا لدين القحط المعرفي والجفاف الفكري .. نرجوا أن لا تستسلموا لدين إبليس الوهابي الذي تزاوج مع الإمبريالية فأنجبت منه الإخوان المسلمين وبقية الضالين من القتلة والإرهابيين والفاجرين !!

حبذا لو تدافعوا عن أنفسكم .. عن بناتكم .. عن أولادكم .. عن مستقبل أحفادكم ..

تستطيعون هجر فضائيات الإرهاب .. فضائيات القتل والفتنة والتكفير ..
تستطيعون هجر منابر إعلام مخربوا العقول ودعاة الجهل ..
تستطيعون هجر شيوخ الكذب والدجل والفتنة ..

كل هذا سهل عليكم فعله ..

إن للإعلام دور كبير في نهضة الأوطان وبناء الإنسان وتقدم الشعوب وتعزيز الإنتماء ونشر الثقافة ... إلخ مما للإعلام من أثر في حياة الناس .. ولكن دعونا نرى أثر الإعلام العربي .. وعلى الأخص الخليجي .. في حياة شعوبنا ..

15 عاماً من الفضائيات والبرامج والمذيعين والمذيعات والمحاضرين والمحاضرات .. والنتيجة أوطان ممزقة ومواطن تائه وفقر مدقع وأمة تعيش عالة على غيرها من الأمم .. ألم يحن الوقت كي نقرر جميعاً أنهم كاذبون .. متآمرون .. أنهم يدسون السم في العسل ؟!! ألم يحن الوقت كي تسألوا أنفسكم عن سر إنفاق مليارات الدولارات على فضائيات لا تكفي عائداتها لتغطية تكاليف كوافير المذيعات وسشوار شعر المذيعين ؟!!

15 عاماً من شيوخ الفضائيات .. من الصراخ والعويل والنعيق والفتاوى والمحاضرات .. فيما الأخلاق العامة في تراجع .. والمبادئ في تقهقر .. والمثل العليا في ضمور .. والإنسان في ضياع .. والفتن في لهيب ... الغش هو المنتشر والكذب هو الرائج والمراء هو السائد .. ألم يحن الوقت كي نقرر جميعاً أن أغلب هؤلاء الشيوخ دجالون .. ضالون .. مضللون ؟؟ ألم يحن الوقت كي نقرر أنه لايوجد بين هؤلاء الشيوخ من يصلح أن نتخذه قدوة حسنة ؟!!! هل سمع أحدكم من هؤلاء الشيوخ فتوى واحدة فقط لها علاقة بالعدالة أو الحرية أو حقوق الإنسان أو الإنتاج أو الإبداع أو الإختراع أو العمل ؟!!!

ما أجمل أن ينطلق كل أمرء من نفسه ... ما أجمل أن يعمل المثقف منكم على تثقيف أخيه الغير مثقف ..

حبذا لو نثبت جميعاً أننا شعب حي يرفض الهيمنة كما كان أجدادنا .. ليتنا نثبت أن لدينا إرادة الحياة .. إرادة العلم والنور .. إرادة المحبة والإخاء على الأرض .. ليتنا نقف جميعاً يداً واحدة ونقول لا للظلاميين الكاذبين ....

هل نسينا أن أجدادنا قهروا أعتى الغزاة؟ أم أننا تُهنا عن الغزاة هذه المرة بعدما اختبئوا خلف قناع الإسلام ؟؟!!

المرصد العربي للتطرف والإرهاب
arabobservatory.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا