الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة البطالة صاروخ صاعد

حاتم أحمد الخطيب

2013 / 4 / 19
ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي


طوبي للطبقة العاملة في عيدها الأول من آيار ... في ظل تغول الرأسمالية والعولمة ضد سبل عيشهم .

إن مشكلة البطالة في العالم تعد من المشكلات المتصاعدة والمعقدة وذات التأثير الفعال والخطير والمحوري علي كل المجتمعات الانسانية ، والبطالة من حيث كونها مشكلة اقتصادية واجتماعية ونفسية وأمنية وسياسية ، وتداخل البطالة بكل هذه الأبعاد يجلي الصورة المفزعة والمخيفة للتأثير والنتائج التي ممكن أن تنفجر وتحدث عند زيادة رقعة هذه المشكلة واتساعها في كل الاتجاهات .
ولضرورة إيضاح مصطلح البطالة نستند إلي تعريف منظمة العمل الدولية والذي ينص على أن ( العاطل عن العمــل هو ذلك الفرد الذي يكون فوق سن معينة بلا عمل و هو قادر على العمل و راغب فيه ويبحث عنه عند مستوى أجر سائد لكنه لا يجده )
وتصاعد مشكلة البطالة في الوطن العربي بشكل مطرد ومتسارع حيث وصلت نسبة العاطلين عن العمل إلي 16% في مطلع العام 2013م وبزيادة 2% عن العام 2010م ، وهذا مؤشر واضح إلي إن ظاهرة البطالة في الوطن العربي في طريقها إلي التفاقم والزيادة ويبلغ عدد العاطلين عن العمل حوالي 25 مليون من إجمالي 120 مليون عامل ويضاف إليهم 3.4 مليون عامل سنوياً في ضوء حقيقة إن المجتمعات العربية فتية اي نسبة الشباب دون 25 عاماً حوالي 60% من مجموع السكان .
والبطالة من أهم التحديات التي تواجه الدول العربية في ظل هشاشة وضعف برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وغياب التخطيط الاستراتيجي المبني علي الرؤية العلمية والواقع المأزوم والمستند إلي توفر الارادة الشاملة للتغيير والنهوض والانطلاق بثورة حقيقية في جميع المجالات والاتجاهات . وبداية المواجهة تستلزم قراءة الواقع وتقييمه ونقده والوقوف علي الحقيقة الكاملة للأوضاع بتفاصيلها الدقيقة والمحبطة والمخجلة أحياناً ، وتزداد صعوبة الحلول الممكنة لمواجهة غول البطالة في ظل عالم عربي يفتقر إلي المناخات الحاضنة للتغيير والاصلاح والديمقراطية في أجواء أنظمة استبدادية قمعية فاسدة مخرجاتها رجال الأعمال والمال وتوحش طبقة البرجوازية العفنة والتي تسيطر وتملك كل شيء مقابل الشعوب التي تفتقر للحد الأدني للعيش الكريم .
وما ارتفاع نسب معدلات البطالة في دول الخليج النفطية بين سكانها إلي دليلاً قاطعاً علي غياب برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإهدار فاضح وواضح لإمكانيات ومقدرات العرب إذا علمنا النسبة الكبيرة جداً للعاملين الأجانب في هذه الدول والقادرة من منطلق إمكانياتها النفطية والمالية من تشغيل أبنائها واستيعاب كل العمال العرب العاطلين في كل المجالات ، ولكن التبعية للغرب وعدم توفر الارادة والانتماء الحقيقي للأمة العربية يجعل هذا الحل خيالي ومثالي .
وفي النهاية وبرغم الصورة السوداوية والقاتمة عن واقع البطالة في الوطن العربي ، يبقي دوماً الأمل موجوداً ومعلقاً في إرادة وعزيمة الطبقة العاملة صاحبة المصلحة الأولي في التغيير الشامل لكل الأوضاع بداية من القضاء علي الأنظمة الفاسدة وإسقاطها وليس انتهاء بالسيطرة علي الموارد والامكانيات الكبيرة والكثيرة والغير مستغلة تحت راية مباديء الاشتراكية في العدل والمساواة والحرية ، وإن سيادة وسيطرة الطبقة العاملة لهو الضامن الرئيس لإحداث التنمية بكل أشكالها في الوطن العربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة