الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايار والبطالة

جورج حزبون

2013 / 4 / 19
ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي


ايار والبطالة
بالطبع ومنذ اكثر من مائة وخمسون عاما ، بقيت راية الاول من ايار شامخة تطل سنويا لتحي الثابتين على اليقين بانتصار قضية الطبقة العاملة ،تلك الطبقة التي تتعزز طاقتها وعنفوانها باتساع قاعدتها ، وبما ينضم اليها عبر مسيرتها الطويلة من الاطارات المتعلمة، والتقنين والكفاءات ، بعضها مقتنعا وغيرهم مكرها بفعل ازاحته بواسطة صراعات الراسمال والشركات العابرة للقوميات التي تنهي صغار الحرفين والصناعات الصغيرة.
ومع الاتساع الافقي ، والصراعات المستمرة ، تزداد صلابة وقدرة على المواجهة ، وتضطر للانتظام العمودي ، وتبدى عملية الصراع من اجل انهاء الاستغلال والظلم التاريخي ، على طريق تحرير البشرية من ما الحقته بها ظلمات ومظالم تلك الطبقات المستبدة عبر التاريخ ،وفي الوقت عينه فان الطبقات المستبدة ومع تغير مناهجها الضرورية تاريخيا ، واشكال استعبادها للكادحين من العبودية والرق الى انظمة الاستغلال ( الحر ) ، فانها تسعى الى اطالة عمر استغلالها لا غير ،وهي تستخدم البطالة كنمط منهجي ، للتاثير على العمال وكسر شوكتهم تحت الحاح الحاجة الى العمل .
ان تعبير العالم الحر يستخدم للتعمية على العبودية التي تجري في المجتمعات الراسمالية ، فالانسان حر في ان لا يعمل وفق شروط الاستغلال ،لكنه ليس حرا عندما تصل الامور الى حد الجوع ، والبطالة حقا هي اداة مهمة للشركات الفوق قومية ، حيث تساعد على تخفيض الاجور ، وهو ما تم في اوروبا بعد الازمة المالية العالمية الراهنة التي سببتها تلك الشركات ، واستفادة منها فيما بعد ، وبذلك تكون قد صنعت الازمة واستفادت منها .
اذن فالبطالة المرتفعة نتاج احتكار ، والحكومات ادوات في يد الراسمال والشركات الاحتكارية الكبرى ، والعامل مادة لصنع فائض القيمة ، وارتفاع منسوب البطالة يدفع الى تنامي ظواهر اجتماعية سلبية كثيرة ، منها ترويج المخدرات ، وصولا الى انتاج المرتزقة للحروب بالوكالة كما هو جار في المنطقة العربية ، وبالطبع يستخدم الدين كغطاء للمواساة وايضا للفتنة الطائفية والاثنية ، وتفتيت وحدة الشعوب ، وضرب الطبقة العاملة في مكمن قوتها وهي الوحدة ، وبناء عليه فان البطالة حالة اجتماعية ثقافية اخلاقية تحتاج الى مواجهتها من قوى الديمقراطية ، والنظر اليها كاداة للراسمال واعتبار الحكومات التي ترتفع البطالة في بلادها شريكا في المخطط الدنيء الهادف لمنع التطور والتقدم واستمرار الاستغلال وتصدير العنف .
وعلى تخوم الاول من ايار يوم العمال العالمي ، يصبح ملحا اعتبار البطالة المتفاقمة محليا وعالميا احد اشكال كبت الحريات وحتى العبودية ، والتوجه لمناهضتها واجبار الحكومات على تقديم برامج للحد منها ، وعلى النقابات اعتبار الاول من ايار مناسبة ثقافية لازمة البطالة وشرح غاياتها والتوعية بالمخاطر الكامنة خلفها ، والدعوة الى اقامة تعاونيات ولجان للعمل التطوعي ، لتوسيع دائرة الوحدة العمالية والتعاون العمالي المشترك واقامة انشطة عامة لخدمة المجتمع ومنع التبطل الهيكلي ، وفتح حوارات عامة مع كافة القوى الديمقراطية للنظر الى موضوع البطالة كظاهرة لها معطياتها ، ولها انعكاساتها ، والتعامل معها كقضية وطنية وازمة سياسية وليست مجرد حالة افرزتها ظروف قاهرة ، بل ان تلك الظروف مصنوعة ، وهي جزء من عملية الصراع التاريخي بين المتغل والمستغل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران