الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلسلة المدينة الجامعية

غادة هيكل

2013 / 4 / 24
كتابات ساخرة


يقولون بالمثل الغريب اعمى ولو كان بصير /هكذا اجدنى مع أولى خطواتى بالمدينة الجامعية كما كنت بالمرة الاولى التى تطا رجلى الجامعة / فكل مشغول بحاله وكاننا نحمل فى أعناقنا حمل ثقيل لا يدع لاى منا معاونة غيره واقصد هنا بالمعاونة الرسمية فلا يوجد ارشادات للمستجدين فى كيفية الحصول على اوراق اثبات انضمامهم للمكان ولا مواعيد ثابتة بعد المحاضرات لعمل الكارنيهات ولا وعندما تسوقك الاقدار إلى احدى المشرفات فهى جريمة عظمى تعاقبين عليها ان امكن المفروض أن تسالأى من هم أقدم منك ومروا بهذا العذاب من قبل فالمشرفة ليست الوالدة تهدد وتعلم وترشد / اذن ليس أمامى سوى طالبات الحجرة المقابلة اصحاب الاخبرة فى المكان ولكن كيف نبدا التعارف هذه مشكلة أخرى فلم أتعود على الغرباء فى مرحلة حياتى فكل من حولى هم اقارب مروا معى بكل المراحل الاولية اذن فليعيننى الله فهم بشر وليسوا من آكلى لحوم البشر واحدث نفسى بمن ابدا تلك السمراء الطويلة الهادئة التى يشع التقى والهدوء والبسمة لا تفارق شفتيها
أم تلك القصيرة نوعا الجميلة الطلة ذات العيون العسلية ولكنها حادة الطبع يظهر لى ذلك من صوتها الرخيم الذى يعلو فى بعض الاوقات على كل لابد من المجازفة وتلك حكاية سنعود لها



**********
عندما تكونى وحيدة فى عالم جديد عليك وتحاولين الاندماج فيه ثم تفاجئين بسرب من المنتناقضات فعليك ان تستعملى الحيلة احيانا والصبر فى كل الاحوال حتى تتعرفى على الغاية من وراء الاحداث أو الأفعال والا تندفعى وراء العاطفة فهى دائما تأتى لك بالمشاكل المتعاقبة التى تفوق قدرات تحملك / لذلك وفى المدينة الجامعية التى هى مجتمع نسائى صغير ويضم مختلف قطاعات الشعب وان كان أغلبهم من المحافظات ومن القرى والمراكز الصغيرة التى تبعد عن العاصمة مركز العلم ومقر الجامعات كثيرا / وقد صادفت فى سكنى من كل المحافظات المصرية من الصعيد حتى الاسكندرية عروس البحر / ولكل مطقة فى بلدنا الجميل عادات كثيرة وطباع مختلفة / تنبئ عن كيفية معيشة هذه المناطق ومدى تطلعهم إلى العالم الخارجى وكيف يتواصلون مع ما يستجد من تكنولوجيا حديثة /فمثلا نجد أن الصعيد نفسه ينقسم إلى مناطق أكثر تحضرا والتصاقا بالمدنية عن مناطق اخرى / فمن يأتون من داخل الصعيد ( الجوانى) أى القرى الداخلية والنجوع نجدهم كما قال أحد أساتذتى (بعبلهم) وقال هذه العبارة لزميلة من احدى قرى الشرقية عندما كانت تتأخر عن ميعاد المحاضرة بسبب المواصلات وتقف بالباب وترفض ان تخرج وتصر على حضور المحاضرة وأنه ليس ذنبها كانت تعلو الضحكة وجه الدكتور ويقول لها حتدخلى المحاضرة بشرط ( تخليكى كدة بعبلك ) أى بفطرة اهل الريف الجميلة التى تضفى عليهم جمالا خاصا *************
فى المدينة أنت وحيدة تماما مهما عرفت من صديقات هكذا تعلمت فى حجرتى فصويحابتى هم من كانوا معى فى المرحلة السابقة ولذلك تمسكت بكونهم معى فى السكن حتى لا تفارقنى الألفة التى اعتدت عليها ولكن كما فى المثل هل عرفت فلان / نعم عرفته / هل عاشرته / لا / اذن فانت لا تعرفه / وثبت لى هذا الكلام بالدليل القاطع / فمن عرفتهن بالدراسة غير من عاشرتهن بالسكن فكان لابد من الاصطدام بالحقيقة وبالطباع المختلفة وكان لابد من حلين اما الانفصال واما التوحد وبطبعى لا احب التوحد فكان الانفصال / وقد حالفنى الحظ فجارتى فى السكن أتى عليهن توأم فى السنة الاولى ولم يأ لفا المكان وأرادا الانفصال فعرضت عليهن تبادل الاماكن / وكانت هذه هى بداية العام بعد شهر كامل من القلق والوحدة والا ختلاف والتشاجر مع زميلاتى / ولن انسى أنى حاولت مساعدة زميلة لى بالجامعة فى المبيت فى حجرتنا فكانت الطامة الكبرى وارادت احدى زميلاتى بتبليغ المشرفة وهددتنى فكانت القشة التى قصمت ظهر البعير فانتقلت إلى حجرة جارتى الجميلتين وكانت سنة حافلة بالحكايا والاحداث والأسرار .
***************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه