الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدم العراقي : بين أجهزة كشف المتفجرات وكشف كرات الغولف

عبد الرزاق السويراوي

2013 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أنّ إصرار بعض المسؤولين من الساسة وغيرهم , أصبح ملحّاً ويقترب من الضرورات بالنسبة لهم ,على ذبح العراقيين , بسيف الفساد المالي والإداري , الذي باتتْ ملفّاته تطفو على سطح سفينة السرّاق وبشكل يومي تقريباً . ولعلّ قضية أجهزة كشف المتفجّرات الفاشلة , ليستْ آخرها , فهي رغم تناول الصحافة المطرد لها وبإستمرار ورغم الإنتقادات الشعبية اللاّذعة التي ترد في أحاديث الناس اليومية, لم ْ يُتّخذُ أيّ إجراء يتناسب مع أهمّيتها رغم كونها لصيقة , بأمن وحياة شعب بأكمله , هو الشعب العراقي . جيم ماكورميك , تاجر بريطاني أدانته مؤخراً , هيئة المحلّفين البريطانيين , وأعتبرتْه محتالاً ومزوّراً !!!, لبيعه أجهزةً لكشف المتفجّرات المزيّفة للعراق وبكلفة تجاوزتْ 91 مليون دولار , في حين لا يتجاوز سعرها الحقيقي 137 ألف دولار . صحيفة الغارديان كشفتْ عن أنّ سعر الجهاز الواحد من هذه الأجهزة , لا يتجاوز 23 دولار فقط !! وقد بلغ المُباع منها من قبل هذا المجرم ماكورميك للعراق , 6 آلاف قطعة بحسب ما أوردت صحيفة الغارديان . المفارقة الكبرى والمؤلمة في هذه الصفقة / الجريمة , أنّ هذه الأجهزة , مُصمّمة أساساً , للعثور على " كرات الغولف " وليس لكشف المتفجّرات , لكن مرضى النفوس من بعض المسؤولين العراقيين الذين ماتتْ ضمائرهم , تواطؤوا مع المجرم ماكورميك , عن طريق دفع الرشاوى لهم , ليمرّروا هذه الصفقة , وليدفع ثمنها العراقيون دون سواهم . في الواقع , أنّ أوجه الضرر في هذه الصفقة / الجريمة , متعددة , فهي بالإضافة الى كلفتها الباهضة والتي سلبتْ من العراقيين مالاً بات في رصيد حساب القتلة وجيوبهم , فإنّها , وهو الأهم على الإطلاق , ما أنفكّتْ ويلاتها وآثارها المدمّرة , تفتك بالعراقيين يومياً تقريباً. والمفارقة الكبرى والمؤلمة , أنّ هيئة المحلّفين البريطانيين تسارع بتوجيه تهمة التزوير والإحتيال لهذا المجرم المدعو ماكورميك وتمهّد لمحاكمته وسجنه , في حين أنّ هذه القضية رغم ما أثارته من إحتجاجات وإتهامات لم ينبرِ لها أيُّ مسؤول عراقي أو جهة مختصة بغية ملاحقة المسؤولين عنها ومحاكمتهم للثأر من دماء اللآلاف من العراقيين الذين راحوا ضحية هذه الأجهزة المزيّفة , فالجميع يلوذ بالصمت بينما الإنفجارات لم تلذْ بالصمت وإنّما تتراقص أشباحها على جثامين العراقيين وفي شوارعهم وأسواقهم ومدارسهم وبيوتهم وفي كل مكان تطاله طالما أنّ بعض أجهزة ( كشف )المتفجّرات عندنا هي لكشف كرات الغولف ,هذه الكرات التي ليست لها شعبية في الوسط العراقي مثلما هي عليه ( شعبيةُ ) صناعةِ المتفجرات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست