الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الفلسطيني وانتخابات مجالس الطلبة بجامعات الضفة الغربية

حاتم أحمد الخطيب

2013 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


دوماً تبقي الحقيقة ساطعة كشمس تموز ...ويثبت يوماً بعد يوم الشعب الفلسطيني بأنه متقدم ورائد في مجالات عدة غير الصمود الاسطوري والمقاومة الباسلة والتضحيات الجسام . فاللوحة الرائعة والصورة الجميلة التي جسدتها عملية انتخابات مجالس الطلبة في جامعات الضفة الغربية من حيث الديمقراطية والحرية والوعي واحترام الرأي والرأي الأخر والتنافس الشريف بين الكتل والقوائم لخدمة جموع الطلاب رغماً عن ظروف وحالة الانقسام السياسي المقيت والسيء السمعة والصيت وما يمثله من خطر حقيقي علي المشروع الوطني الفلسطيني وما يتركه من أجواء مشحونة ومتوترة بين الجماهير . إلا إن منارات العلم الجامعات الفلسطينية تلك الصروح الوطنية الاكاديمية العلمية والتعليمية الشامخة بكل مكوناتها وعناصرها وشرئحها أعطت درساً ونموذجاً يحتذي به من حيث الوحدة الوطنية والديمقراطية وتجاوز عقبات الاحتلال والانقسام والمضي قدماً نحو أفاق المستقبل بأجيال قادرة علي تحقيق الحرية والاستقلال
وانتخابات مجالس طلبة الجامعات في الضفة الغربية تحظي باهتمام بالغ من كل الشعب الفلسطيني وبخاصة من الفصائل الفلسطينية لما تمثله نتائج هذه الانتخابات من مؤشرات ومقاييس تقريبية لحجم الشعبية والجماهيرية التي يتمتع بها كل فصيل وبخاصة جامعة بير زيت التي يتفق معظم المراقبين السياسيين بأن نتائج انتخابات مجلس الطلبة فيها يعتبر مقياس تقريبي لنسبة الحجم والتمثيل وعند تحليل نتائج انتخابات جامعة بير زيت تظهر حقيقة إن فتح وحماس لم يستطع اي منهما الحسم أو إمكانية الاستفراد بتشكيل المجلس لوحده ( النصف +1 ) فمن مجموع (51 مقعد ) حصلت فتح علي (23) وحماس (20) وجاءت الجبهة الشعبية (7) وكل القوي اليسارية الاخري والمبادرة (1) وهذا يعني حاجتهما للتحالف مع الجبهة الشعبية لتشكيل المجلس وهذا الوضع هو ما يطمح إليه أغلبية أبناء الشعب الفلسطيني لما عانه من حالة الاستفراد لفصيل وما تركه ذلك من أوضاع مزرية وخطيرة علي الكل الفلسطيني وفي كافة المجالات . وللأسف الشديد لم يتكرر هذا المشهد في الجامعات الأخري حيث فازت وحسمت حركة فتح إشكالية تشكيل المجالس الطلابية لوحدها في جامعة الخليل والنجاح وبيت لحم الذي انسحبت حماس من المشاركة وفوتت فرصة تكرار نموذج جامعة بيرزيت والذي كان مضموناً تكراره وتركت اليسار وحده ينافس فتح التي حصلت علي (18) واليسار المشكل من الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب علي (13) وهذه النسبة المقبولة لليسار إذا علمنا إن نسبة مشاركة الطلاب في هذه الجامعة بلغت 65% .
وبعد هذه القراءة العاجلة لانتخابات مجالس الطلبة بجامعات الضفة الغربية تقفز الأسئلة التقليدية وبثوب جديد هذه المرة لضرورة طرحها والاجابة عنها بكل موضوعية ومصداقية وبشكل نقدي بناء ... إلي أين يتجه اليسار الفلسطيني ؟ وما معيقات وحدة اليسار ؟ وهل نتائج جامعة بيرزيت تدلنا علي شكل وكيفية وحدة اليسار ؟ وهل نتائج جامعة بيت لحم تعطينا المؤشر لأهمية وفائدة الوحدة ؟
من منطلق المسؤولية التاريخية لليسار الفلسطيني في مرحلة التحرر الوطني والدور الطليعي المفترض القيام به في ظل هيمنة اليمين الفلسطيني بفرعيه العلماني والديني علي القرار والساحة الفلسطيني الذان أوصلا ووضعا المشروع الوطني الفلسطيني علي المحك ولدرجة الخطر الشديد تحت حراب العولمة والرأسمالية المتوحشة والصهيونية والرجعية العربية .
إن اليسار الفلسطيني لا طريق أمامه سوي وحدته لمواجهة احتمالات اندثاره وتشتته وإضعافه لدرجة إنطفأ شعلته ودوره الوطني وهذه الوحدة يجب أن تكون علي أسس تنظيمية وفكرية واضحة ومحددة تنطلق من الواقع الجلي بأن الجبهة الشعبية تمثل القوة الأكبر والأقدر علي القيادة وتحمل المسئولية في تجسيد وحدة اليسار بالعمل الجاد وتذليل كل العقبات والصعوبات التي قد تواجه هذا المشروع عبر احتضان الجميع بمرونة عالية وصلابة متقدمة لمواجهة طفولية البعض والتخلص من تجارب الماضي في هذا الجانب وهذا يتطلب ايضاً توفر الارادة عند كل قوي اليسارعلي قاعدة الحجم والكم الحقيقي انطلاقاً من نتائج انتخابات جامعة بيرزيت والتسليم بهذه الحقيقة علي قاعدة الشراكة والوحدة وليس الهيمنة والاستحواذ . وهذا يتطلب من قوي اليسار الايمان بالوحدة وأهدافها وأهميتها من الجانب الوطني والتنظيمي الذاتي ونبذ آفات الذاتية الشخصية والانتهازية والمغالة في تقدير الأحجام والمطالب . وتجربة وحدة اليسار في جامعة بيت لحم أعطت النموذج والمثال الحي علي القوة الكامنة والطاقات الهائلة النتاج الطبيعي لوحدة اليسار .
المسئولية الوطنية تتطلب من كل قوي اليسار الفلسطيني إعادة النظر والعمل بخطوات منظمة ومتسارعة نحو بناء وتجسيد الوحدة اليسارية في بناء تنظيمي أو جبهة عريضة علي أساس إفرازات الواقع وليس الأوهام والأحلام التي لا تصنع إلا مزيداً من التراجع وخيبات الأمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم