الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حينما يكذب طارق عزيز !!
عبد الرزاق السويراوي
2013 / 4 / 26مواضيع وابحاث سياسية
الحوار الذي أجراه علي الدباغ مع طارق عزيز على القناة العربية والذي لاقى إستهجانا وإنتقادات لاذعة , ذكّرني بمؤتمر صحفي كان قد عقده طارق عزيز ولا يحضرني تاريخ إنعقاده .. ولكني أتذكّرُ أنّ في تلك الأيّام , كانتْ الحكومة قد قامت بحملة كبيرة في ما يُعرفُ بتنظيف السجون , حيث أعدمتْ الكثير من المعتقلين ودون محاكمة عادلة بل وحتى غير عادلة , إحدى الصحفيات الإمريكيات كانت على علم بهذه الحملة لتصفية المعتقلين فوجّهتْ سؤالاً محدّداً لطارق عزيز : هل قامت حكومتكم في الأيّام الأخيرة بتنفيذ حملة إعدامات ؟؟ كان جوابه أنْ عرّجَ على كراهية أمريكا للعراق وكيف تعمل الإدارة الأمريكية على إيذاء وتدمير الشعب العراقي , وأسْتطرد طويلا في الحديث دون أنْ يجيب عن السؤال رغم وضوحه وحين سكتَ كرّرتْ الصحفيةُ الأمريكية نفس السؤال على طارق عزيز وأيضاً ذهب في الإجابة يميناً وشمالاً دون أنْ يمسّ السؤال بإجابة شافية . بدا الضجر واضحاً على الصحفية ثم وبمهنيةِ الصحفيّ الخبير أعادتْ عليه السؤال مرّة ثالثة ولكنها إشْترطت بصيغة رجاء أنْ تكون الإجابة هذه المرّة أمّا بنعم ,أوْ, لا : سيادة النائب هل قامتْ حكومتكم في الأيّام الأخيرة بحملة إعدامات ؟ الرجاء الإجابة إمّا بنعم أوْ لا ؟؟ فحصرتْ ( السيد النائب ) في الزاوية الحرجة , فسارع بالإجابة : كلاّ قطعاً .!!حقيقة حينما سمعْتُ إجابَتَه بالنفي , زادني مقتاً على مقتي له .. فهذا الرجل كاذب من طراز خاص كشأن أصحابه الذين يتعلّمُ الكذبُ بعضاً من إتقانهم لهذا الفن .. وقتها , كانت المنطقة التي أسكنها , وفي قطّاع واحد منها , حيث أسْكنُ , تمّ تنفيذ الإعدام بثلاثة من الشباب الذي لم يتجاوزا الخامسة والعشرين وعلى التهمة ليس أكثر,, وكان أحد الشبّان الثلاثة قد حضرْتُ في مجلس العزاء الذي أُقيم له ,والذي أشترطتْ الحكومة على أهله أنْ يتمّ خفية ودون مراسيم عزاء واضحة وعلنية .. كان ذلك في ذات الإسبوع الذي عقد طارق عزيز مؤتمره المذكور .. ما آلمني , وقتها ,أنّ أهل أقاربي المعدوم , حينما ذهبوا به للمغتسل وجدوا في معصمه ( كانونة ) ما زالتْ معلّقة ,بعضهم خمّن بأنها من المحتمل وُضِعَتْ لكي يُسحبَ دمُهُ قبل تنفيذ الإعدام به .. فالى الذين يسعون , هذه الأيام , لتبييض الأيادي السوداء والوجوه الكالحة لطارق وزمرته وربما يراودهم الحنين لعودة البعث من لال النقشبندية وغيرها من المسمّيات , أقول , ما عادتْ تنطلي أكاذيبكم على أحد وتلك مرحلة دخلت التاريخ من بابه الأسود.. وأقول أيضاً لعلي الدباغ : كنت فاشلاً في مجمل ما طرحته من تساؤلات ساذجة وسطحية في حوارك مع طارق عزيز وإذا كان من ضرورة لإجراء مثل هذا الحوارمع طارق عزيز , كان الأولى بك أنْ تسأله عن قضايا مهمة وعديدة , كدورِهِ القذر, مثلاً , في تدمير الشعب العراقي وغيره من الأسئلة المهمة بدلاً من هذه السطحية المفرطة والساذجة ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تمييز وعنصرية...هل تتحول ألمانيا لبلد طارد للكفاءات الأجنبية
.. غزة - مصر: ما تداعيات -استبدال- معبر رفح على النفوذ المصري؟
.. الرئيس الأوكراني يطالب حلفاءه بتسريع تسليم بلاده مقاتلات إف-
.. انتخابات بلدية في تركيا.. لماذا قد يغير الناخب خياراته؟
.. النيجر تؤكد أن الولايات المتحدة ستقدم -مشروعا- بشأن -ترتيب ا