الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منتشرون كالبعرور

فالح المشهداني

2013 / 4 / 30
كتابات ساخرة



صباح الخير ان كان صباحا ومساء الخير ان كان مساءً ، ساعات نشتاق للغة الرسائل الغرامية القديمة او اعادة كتابتها بشكل بريء ، كان لي صديقاً يعتقد بإنّه يكتب شعراً سيغيّر ملامح الشعر في كلّ العالم، يعتقد أن القصائد التي كتبها ستجعل منه رامبو او المتنبيّ الجديد للعصر الحديث ،
وكنت في بداية كتاباتي ابحث عن عوالم الشعر البريئة منبهراً بتجارب شعراء العالم من الوجودية إلى السريالية والى الشعراء المتمردين من حسين مردان لرامبو لجان دمّو وكلّ إنسان بسيط يكتب لغة شعرية او لغة قصصية، كنت دائما ابحث عن الجديد
صديقي اللذي يعتقد إنه سيُفجّر براكين الشعر كان يثق بيّ كثيرا ويقول لي إنّهُ يخاف سرقة الآخرين لكلمات اشعاره او افكاره كما هو عادة الشعراء العراقيين في المنفى ؟ صرت فضولياً جداً لسماع قصائد صاحبي العبقري
وهو يومياً يأتي لزيارتي ويعيد علىّ نفس القّوانة القديمة حتى مللت من تكرار نفس الكليشة ، واستحي أن اصارحه بأن مواضيعه صارت مثل حروب و مواضيع صدام حسين مملة وجايفة
ذات يوم جاء صديقي متحفزا لقراءة قصائده وقال لي إنّه يثق بي وكرر كلمة ثقة ثقة عشرين مرّة
قرأ كلمات اشعاره – الناس منتشرون كالبعرور – عندما سمعت كلمات شعره اصابتني نوبة تقلّص حاد جداً وحزنت على مشاعر صديقي العبقري الذي كان يعاني من زحمة البشر في باكستان حيث كنا محاصرين داخل علب فلفل عقائدي فاشل ونعاني من حصار جنسي ونفسي واقتصادي في مجتمع مثل باكستان كان نكاح الرجل للرجل طقوس مقدسة ضمن الشريعة الإسلامية اما التقرب من المرأة فهو كفرا
التمرد على تقاليد الدين الفاشل والقبيلة الفاشلة والتمرد على لغة الجسد الفاشلة تحتاج لفرد شجاع وعاقل وهنا ستنتصر الغريزة المتحررة من قيودها وتنطلق في مملكتها العادلة، كنت عندما ارى اصدقائي الملتزمين بتقاليد صارمة اجدهم يتعذبون ويعانون من عقد نفسية كئيبة لا يستطيع التخلص منها وفي المقابل اجد الانسان العفويّ اللذي يعيش بلا قيود من القبيلة والدين يشعر بسعادة كبيرة ودائما متفائل وقلبه طيب جداً ، الفطرة الطبيعية للتكوين تجعله يسير بهدوء وأطمئنان بعيدا عن لغة المراقبة والعقاب من جلاّد يراقب غرائز جسدك المعذب ؟
أنا كنت املك هذه العفوية والفطرة البسيطة التي تقودني للتمرد على لغة الدين والقبيلة الغير منطقية ، ودائما اتعلم من تجارب بسيطة جداً ، كنت ارى ان الإنسان البسيط عندما يمرّ بفترة قاسية يتعامل معها ببسلاسة ويتجاوزها وينجح بعبور ايّ مطبات خلال رحلة الحياة ودائما اراه سعيدا ومتعاون وواضح وغير ملّون بتلاوين قلق الفردوس وعقاب السماء
ووجدت اتفّه التافهين والفاشلين بالتعامل مع معطيات الحياة هو الإنسان
المُلتزم بتعاليم الشريعة السماوية او اللذي يؤمن بلغة الجامعات ولغة توزيع طقوس الشهادة والصفوف وتقسيم البشر حسب التحصيل ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال


.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة




.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة