الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة بعنوان ( دخان سيجارة كائن غريب )

ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب وصحفي مستقل

(Evan Ali Othman)

2013 / 4 / 30
الادب والفن


( المشهد الأول )

كان يعتقد بأن دخان سجائره والعزف على وتر الضباب المحيط بتلك الهالة التي تتشكل على مسامات جلد شفتيه ستلد نوافذ يستطيع من خلالها الهرب الى ارض الخلاص من الالام الحب فكان يسقط وتتناثر بقايا حروفه وكلماته في غبار سجائره المتعفنة فيعود زاحفا بلا اجنحة الى النوافذ التي صنعها فيمد جسرا من الدخان نحو حافة احدها ويصدر ضجة في زواياها لعل حبيبته تسمع صهيل جواده المتسخ برماد سجائره فيسكن الصمت ويسقط .....

(المشهد الثاني )
كان يحب الترحال من احضان حبيبته ليبحث عن ارض الخلاص فكان يختفي اثار تلك الاضواء التي تناديه في احلامه فيسلك كل الطرق ولا يكترث بصراخ حبيبته ولا ضوضاء دخان سجائره .....
فلقد جن جنونه وتحول من عاشق يسكن شرايين القصيدة الى مستئذب يفترس كل ما يصادفه عبر اروقة تلك الاودية والسهول التي يسلكها ولكنه يسقط ويتصبب عرقا وتختفي ملامح طفولته .

( المشهد الثالث )
كان كائنا غريبا يعيش في فضاء عالم انقرضت فيه معاني الوفاء والمحبة فلقد كانت امنيته الوصول الى مشارف ارض الخلاص فشطب من دفترقصائده هزائمه في معارك العشق لكي يستطيع ان يختزل لحظة صفاء في قلب حبيبته عندما يعود من رحلته ولكنه كان يسقط عند زوايا النافذة التي تعاني من مرارة رائحة دخان سجائره .

(المشهد الرابع )
كان يتألم عند العودة فكانت الجروح تغطي كل بوصة من جسده والدماء تسيل من شفتيه فدخان سجائره قد مزق احشاء رئتيه ولعاب فمه يلتئم عند كل صرخة تخرج من اعماق روحه فلقد اصابته لعنة العشق فلم يكن يستطيع الفرار والهرب من القدر ولم يكن بأستطاعته ان ينادي حبيبته فأشعل سيجارة تلو الاخرى وظلت الدماء تحيط بجسده والجروح تحرق مسامات جلده فسقط من جديد .

( المشهد الخامس )
في نهاية رحلته عرف ان بحثه عن ارض الخلاص ستوصله الى قاع الانتحار فلقد تعلم الكثير من ملاحم هزائمه مع الحب والعشق والغرام وقرر ان يعود ويطفىء سيجارته ويغلق النوافذ ويلتهم الدخان الملتصق بجدران قصائده ويعلن الحرب من جديد على حبيبته فحلق ذقنه ونظف الغبار المتراكم على ملابسه ورمى علبة سجائره في سلة المهملات وامطر عنقه وباطن كفيه بعطر برتقالي ووقف امام المرآة وتجاهل بريق الاضواء القادمة من فتحات النوافذ وتقدم نحو حبيبته كالمهند المصقول بحروف وكلمات الشعر ولكن حبيبته اختفت مثل دخان سجائره فألتفت يمينا ويسارا وركض عند احدى النوافذ ولكنه تراجع فظل واقفا حائرا صامتا لانه انهزم مجددا فحبيبته قد رحلت وتركته وحيدا لانها ايقنت ان حبيبها لن يعود وسيسقط ..... فسقط

( المشهد السادس )
نهض من جديد وأشعل سيجارة وفتح النوافذ وسافر ليبحث عن حبيبة تاركا وراءه احلام ارض الخلاص .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في