الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة من الماضي

سميرة الوردي

2013 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


صورة أثارت كوامن الجروح وأنزفتها من جديد ، رغم أنها لم تلتئم أبدا ، وكأن الزمن لم ينقض ، ولم يستطع محوها ، لحظة تفحمت فيها قلوبنا من هول أحزاننا ، ولم تعد لحالها .
أهذا حال كل الأمم والشعوب أم هي حال امتنا التي ابتليت بأناس لايقدرون قيمة الحياة وبطغاة أقسى منهم وأعتى .
ما إن رأيت تلك الصورة على (الفيسبوك) حتى استحالت سعادتي المفترضة الى جبال من الهموم لم تستطع ازالتها أقوى المهدئات ، لحظة غير منسية في ذاكرتي جسدتها لقطة كاميرا توقف عندها الزمن على تلك اللحظة ، لتحيلني الى كومة هشيم ِألمٍ روحيّ ، يضاف الى ألم الجسد العليل والغربة الطويلة الأمد .
ما الذي فعله - سعد - كي يُهشم جسده ويُقبر في ربيع عمره ، لم يكن سياسياً ولا طامعاً بمال أوجاه أحد .كان شاباً عادياً جداً يدرس ويسمع الموسيقى ويأملُ بعملٍ يتسلمه لقاء تعلمه وتخرجه . ومالذي فعلناه جميعنا كي نُحارب ونُنَغص وتستحيل أيامنا سوداً حالكات ، أكان حبنا للعلم والأدب سببا لأذانا !!! .
سنوات عجاف مرت ملأت قلوبنا وأرواحنا دما ودموعا ، ولكننا لم نتخيل يوما أن شوارعنا ستفيض بدماء أكبادنا وستمتليء مدننا بالمفخخات والمتفجرات ، كانَ قتلتنا هم ممن تحرضهم السلطة الغاشمة وليس مرتزقة وشراذم طامعة بالمال المدنس بالدماء.
ربيع عربي
من سماه ربيعا عربيا ؟؟؟!!! ،
وهو ربيع مليء بالدم والدموع وبإرتكاب ابشع الجرائم في أوطاننا ، أي ربيع يحطم ما بناه الأنسان منذ آلاف السنين ليحيله في لحظة جنونه الدموي الى خرائب يباب ينعق فيه البوم وتنتشي فيه الغربان .
من أطلق الغول من قمقه !!! ؟؟؟
بكل ماهو مقدس في الحياة إنها لعبة قذرة يديرها أصحاب المال الحرام وتحرق بها شعوبنا الجائعة المتعطشة للعلم والحرية والعدالة
إنها أيام واشهر وسنين عجاف تُستغل فيها العقول الجاحدة الطامعة غير الأبية ومعدومة الوطنية تستبيح دماء الجميع دون رادع من ضمير أو شرف أو دين ، لا من أجل شيء سوى حفنة دولارات لا تسمن ولا تنفع .
لو أن ما صرف من أموال على ذبح الناس يُصرف على التنمية والإعمار لأزدهرت أوطاننا .
من سيُرجع لحياتنا هدوءها واستقرارها وقد تحكم بمصائرنا شذاذ الأفاق والطامعين والقتلة والسارقين والفاسدين
من سيبني مدرسة و مستشفى ويُعمر طرقا ويُنشئ سداً ، ونحن بعد عشر سنوات تتجاذبنا شتى الأهواء والتيارات وكأننا أمام بحر هائج من التجاذبات السياسية التي لن ولم تنعكس على بناء الوطن فحسب ، بل تخترم أعمار الناس .
هُم في السُلطة وبيدهم الحل والربط ولكنهم يتآمرون على بعضهم ويجسدون تآمرهم بقتل الناس الأبرياء .
أي دينٍ سيبقى ، أي حياةٍ سنرى ، ونحن نرى ذبح الوطن من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب .
أما آن الأوان لحب الوطن وللعقل والحكمة التي يقودها قانون وقضاء نزيهين ، أن يسودا على لغة الذبح والوعيد .
صورة من الماضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا