الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الورم الجميل للحظة موتهم
نصيف الناصري
2013 / 5 / 1الادب والفن
ضوء حُباحِب ...
عوائق كثيرة نزيلها عن طرقهم ، ونصفّ الموتى الى جانب الآبار .
أشجارهم تنوء تحت ثقل أريجها العائم في النهار ، وفي نومهم تحت
الدموع الخاطئة للندامات ، لا يردّون علينا تحية القرين . العاشق لا
ينجو من غضب شفائه ، يؤذي خطيئته بلا خبرة ويتجنَّب النباهة .
طوابع كثيرة في نسيم الشوارع وما مِن غريب يردّها الى وظيفتها ،
وعمّال الالوهة الغرقى يسحلون مراكبهم ويبرأون الرياح مِن أذيتها
للنائمين في جمال الطوفان . في تقدّمنا بالسنّ نزداد تكاملاً ونتخلّى
عن تعبئتنا لترنيمتنا القديمة بالفزع ، نشدّد حراسة منحرفة حول من
يحتضر ، ونلوّح له بتعسَّر الولادة اذا عاد الى سقمه . قطن كثير نحلجه
تحسباً لطمث الأوراد في الظهيرة ، ونتصدَّى باسفاف للعلاجات الحانقة
على غوّاصة الشمس . إرجاع القنفذ الى عبّ العاشق ، ضوء حباحب
في غدير وجه المحبوب ، وخدمة ندى الرغبة ، تخضع له النفس بقوس
قزح طويل .
أولئك الذين نذيقهم العسل ...
وسامة الليل في أرضنا ارجوحة ينام فيها رماة السهام . موازنات كثيرة نمنعها
ثمرتها ونوصد الدروب على الأعداء ، ونومنا في المراكب التي تتعاقب فوقها
الفراشات ، لا يتهدّده أيّ تمرين للرمية المبتدئة . احكامنا للطوق على الرغبات
العاطفية للشرّ ، يتيح لنا أن نقوم بتمثيلات لأولئك الذين نذيقهم العسل في رفعنا
لقرابيننا الى مَن قتلناهم العام الماضي . التجاوب والاستعانة بالامومة المترنحة
لأصهارنا الموتى ، مهمة جليلة لمساعدتنا في ثني الأشجار عن الهجرة من هجير
أكواخنا ، ورقابة القيظ الذي لا يمكن شفاؤه . تعويذة وتفريج عن الكَرب الذي يلفّنا
ونحن نشحن الطبيعة بالفصام .
الورم الجميل للحظة موتهم ...
فاجأنا وميض مرايا في دفننا للميت الذي يُمَحِّص وصيته بين
اطراء العصافير لمرضه . أبواب معزولة في اللانهاية ينام عندها
الزمن ويدفىء قوس حياة الانسان ، ونحنُ في تلوّثنا بقروح
الغنيمة ، ننحتُ بأعلى بيوتنا المحاذية للهاوية ، خسارات تسبق
النسيم الى طاعة الفناء . البناءات التي نشيِّدها في بحثنا عن ضالّة
ما ، تقلب النجوم على سهرنا الذي نعتذر فيه الى الديمومة ، وما
يجرح أشرعتنا في فراغ أيّامنا ، يتركنا وحدنا في شيخوخة العالم
نُبرّد البذرة التي ترصّعها نوازعنا المضطرِمة . يأس مشبوب
نتباهى بالإحاطة به صخرة صخرة ، وحواجب موتنا تغمر في
ظلمتها الحارقة مراصدنا وآبارنا ونوافذ ساعاتنا التي تستأنف
سيرها بلا هوادة صوب الفجوة الخاملة للغروب . صيادو الحظ
في الممالح التي نزيح عنها ميراث البحر ، يحصون سنواتهم التي
تمتلىء ببريق العملات الموقّرَة ، ولا يشعرون بالورم الجميل
للحظة موتهم .
مرور الشهاب ...
نطلب الغفران مِن العشّاق الذين كمنا لهم ، اتقاء لشرّهم بين ربيع
فتياتنا اللاتي يعصرن ثيابهن عند الشواطىء ، وخوفنا من المتوّفين
يجعل الأشجار تمرض وتقذفنا بفؤوس نجوم . حاجاتنا الملحّة لدفع
الأذى عن وفرة محاصيلنا ، تلزمنا أن نفتقر الى الرحمة في إرواء
الميت أو منحه النومة المنجمية المدهونة . عوارض ضخمة نربّي
عندها الغيلان ، ولا ندجن السهام في لحظة مرور الشهاب . استئصال
السقم من المحراث الذي نصاهره وندفىء فيه أيّام قطافنا للثمار ، يعيننا
على التخلّص من المساجين وكبار السنّ الذين يدخرون ماضيهم ويرمون
فضلاتهم على الجثّث العارية لآمالنا . تربية الأولاد على صفع آبائهم
والتجديف ضد ما اعتقدوه ، سبيكة ذهبية نتبادلها مع الملاّحين الذين جابوا
العالم من أجل العثور على ما يعيننا للتخلّص من العبودية .
1 / 5 / 2013
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي
.. لما أم كلثوم من زمن الفن الجميل احنا نتصنف ايه؟! تصريحات م
.. الموسيقى التصويرية لتتر نهاية مسلسل #جودر بطولة النجم #ياسر_
.. علمونا يا أهل غزة... الشاعر التونسي -أنيس شوشان-