الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام

ساطع راجي

2013 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


في العراق يمكن أن تبدأ الازمات بأي لحظة، ويمكن أن تنتهي بأي لحظة أيضا، لأننا محكومون بمنطق المصالح الشخصية والعلاقات السرية ومنهج الصفقة، ولذلك من الصعب توقع مسار العلاقات بين القوى السياسية، لكن يبقى إن هناك نتائج ثابتة تتراكم في المجتمع، ومن ذلك ان الاتفاق بين فصيلين او طرفين سياسيين لايلغي نتائج التحريض والتحشيد في نفوس جمهورهما، ومع كل أزمة تزداد الجدران علوا بين مكونات المجتمع.
سيقول العاطفيون، ان الشعب موحد، لكن ذلك لايصمد امام احصائيات العنف المتصاعد، صحيح ان عدد المتورطين بالمواجهة الطائفية والعرقية، لا يمثل اغلبية بين المواطنين، لكنه أيضا يمثل عددا كبيرا والمهم ان عناصره فعالة، فهي التي تقود الحشود وتنظمهم، الاخرون المعتدلون، لايكادون يتركون أثرا الا في مناسبات عابرة، ولذلك هم بلا وجود سياسي حقيقي وتخلو منهم مراكز القرار.
السياسي يريد خداع المواطنين عندما يقول بأن كل شيء على ما يرام، وان صفقة سيعقدها مع خصمه ستؤدي الى اندمال كل الجراح، وان ما مارسه من تحريض وما اطلقه من دعوات متطرفة لن يبقى له أثر في نفوس الناس، بمجرد جلوس الخصمين حول طاولة التفاوض لانجاز صفقة ترضيهما، صفقة لاتعني الناس في شيء، لا تتعلق بمطالبهم التي استغلها السياسي لصالحه الشخصي.
السياسي منشغل بتدبير مناوراته والتهيئة للصفقة/الحلم، لكن المجتمع يجمع اشلاء الضحايا ويقيم مجالس العزاء وينقل انقاض البيوت المهدمة ويستمع الى خطابات تحريضية طويلة، والعالم من حولنا يراقب محذرا من الكارثة لأن مؤشرات الانقسام المجتمعي تتزايد، انقسام عماده الاول زعماء جشعون، وأداته أقلية متطرفة منظمة متواجدة بين صفوف جميع المكونات.
عبارات مجاملة النفس عن الوحدة والمجتمع الموحد والعشائر المختلطة والزيجات بين الطوائف لن تردع زعماء التطرف ولن تدفعهم لايقاف خطاباتهم العدائية، ونحن أحوج ما نكون اليوم الى مبادرة مؤسسية ملزمة لايقاف هذا التدهور، مبادرة حازمة لاتترك بأيدي عشاق الخطابات المشوهة والسخيفة الذين يحولون كل لقاء الى مهرجان خطابي يستعرضون ما يظنونه بلاغة وفصاحة تاريخيتين، مبادرة تنتهي بقرارات واضحة لاعلاقة لها بمناورات المصالحة المتواصلة فسادا وتهريجا منذ سنوات وبلا أثر.
واهم ويخدع نفسه ومواطنيه من يظن إن صناع الأزمة ومروجو التطرف وداعميه، هم أنفسهم من سيقود البلاد الى الاستقرار وتجاوز الانقسامات، هناك وجوه كثيرة يجب أن تغادر المسرح المحتشد بزعماء الكراهية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية