الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رثاء ... بائعات القيمر الجميلات ... في انفجار العمارة الاخير ...

امنة محمد باقر

2013 / 5 / 4
الادب والفن


رثاء.... بائعات القيمر الجميلات في العمارة ... في حادث انفجار العمارة . ... الاخير

سيدة ..

لم ترتدي ... اخر صرعات الموضة ... وهي تذهب بنشاط كل صباح الى عمل ... تحترق فيه كشمعة .... لتوفر ... لها ولاخوتها ولاهلها ... قوتاً كفله رب العباد ... وسرقه الاوغاد!

لم ترتدي القميص الابيض ، وسترة كالفن كلين ... وتنورة قصيرة ، او طويلة ... او بنطلون يكمل البدلة الرسمية ...

لأنها هي ..وكل زميلاتها الجميلات ... ممن اعتدن بيع القيمر ... لا يلتزمن بزي رسمي!

الشيلة ، والعيون الواسعة ، والملابس المحتشمة .... كان هذا هو الزي كود ... طوال قرون ...

لم تستطع ان تجني من عملها هذا رأس مال ولا ارباح ...

وكم تسمر الرجال امام وجهها ... ينظرون في هذه اللوحة الزيتية الصباحية .... بحجة شراء طبق القيمر!

عمل فيه من التحديات ما يسبب انهيارا عصبيا لكل امرأة ... لكنها سيدة ... لا يرهقها العمل ولا تمل من ان تضئ كالشمعة ...

هل مر على بالها ؟ الشعور بالملل؟ هل قالت عملي ممل؟ واريد ان اغير عملي... مللته؟

هل فكرت في تعليم .. في مساواة ... في حقوق تأخذها من بيئة غير منصفة ...

لقد درجت على هذا منذ قرون ... جداتها ...

لا تملك الفرار ... وعلى مر تفر ..... وكل رجال الحي ... ينهضون صباحا .... للوقوف امام باب بيتها يشترون القيمر .... بدينارين .... وينظرون عينا .... لا تشتريها كل الدنانير التي في جيوبهم .... حتى هذه المرأة ... التي لم تعمل ... في شركة اجنبية كي يتهموها بأنها يهودية ! او جاسوسة او عميلة .... ولم تعمل في دائرة كي يقولوا.... اوه لا تعرفون .... عن مغامراتها ...

حتى هذه المرأة القانعة برزقها .... والتي لم تتذمر يوما من مهنتها ... ومن قدرها ...

حتى هذه المرأة .... شملها الانفجار ...

وماتت سيدة ...

سلام عليها يوم ولدت .... ويوم تموت ... ويوم تبعث ... لتشهد على هؤلاء الاوغاد ... كيف سرقوا حياتها ... التي ترفضها الكثيرات ...

وقبلت بها صابرة ...

افيكون هذا جزاء الصابرين ؟ ان منطق حسن العدل ... وقبح الظلم يقتضي ... ان تحق فينا عدالتك ... يارب !

لأن اي امرأة اخرى ...واي كائن اخر خلقته يا رب ... لن يعيش قانعا .... ببيع القيمر .... والقتل على يد الارهاب!

ام انها لعنة المجئ الى بلد .... نموت فيه مرتين؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما