الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بعض الحلول
ساطع راجي
2013 / 5 / 5مواضيع وابحاث سياسية
الشعب البائس هو الذي يضع وجوده ومستقبله ووطنه في كفة ومهنة وكراسي بضعة "زعماء" في كفة أخرى، والاكثر بؤسا هو ذلك الذي يصر على إختيار الكفة الثانية، ونحن في العراق نكاد نقترب من هذه الحالة، صحيح إن جزءا من خلافاتنا ومشاكلنا تعود الى صعوبة التركيبة السكانية والى تعقد وتضارب التوجهات العامة والى تراكم تاريخي لكن كل ذلك قابل للتسوية والعراق ليس فريدا في ذلك بين المجتمعات والدول الاخرى، لكن تأليه الزعامات هو الذي يعقد الأمر، فأول شيء تقوم به الزعامات هو تقويض الدولة ومؤسساتها وتصعيد الشخوص وتعزيز حاكميتهم على البلاد.
الأزمة في العراق خطيرة، وقد لاحظنا ان كل الاطراف تطرح مبادرات، لكنها مبادرات غير متكاملة ولا عملية، لأنها لا تحتوي على تنازلات حقيقية بل تبدو أحيانا تخريبية، فالمعتصمون وقبلهم رئيس الوزراء مثلا طرحوا "الاحتراب الاهلي" وتقسيم البلاد باعتبار انها مخارج من الأزمة بينما هي عملية قتل بشعة ومؤلمة للمريض لأن الطبيب يفشل في علاجه ومع ذلك يريد هذا الطبيب فعل شيء ما ولو تقطيع أوصال المريض حيا ليقول إنه قام بعمل ويستحق عليه أجرا.
الأزمة في العراق صعبة، لكنها ليست مستحيلة الحل، وهذا الحل يوجد جزء كبير منه بيد الجماهير والقوى المستقلة المؤمنة بالعمل السلمي الديمقراطي، فقد أخذت الازمة بعدا شخصيا كبيرا، وحان الوقت لتنظيف الطاولة من وجوه الأزمة من مختلف الاطراف، فاجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة يكاد أن يكون مستحيلا فالنواب لن يحلوا برلمانهم، والمفوضية غير مستعدة، وأجواء الاحتقان والعنف ستؤدي الى صعود المتشددين من الطرفين لأنهم سيذهبون الى غزوة طائفية لا الى انتخابات.
الحل أو الحلول يمكن أن تسير في إتجاهين متزامنين، الاول الضغط الشعبي السلمي لكل العراقيين بإتجاه استكمال مؤسسات الدولة التي تم اهمالها والتي يمكن أن تكون مؤسسات لانتاج الحلول والتسويات وفي مقدمتها مجلس الاتحاد الذي نص عليه الدستور وأهمله زعماء الصفقات لأنهم يرفضون كل ماهو مؤسسي ينضج التسويات دون تحقيق مصالحهم.
المسار الثاني للحل يتلخص في الضغط لإقالة رئيسي الوزراء والبرلمان ومعهم بعض القادة الآخرين المتطرفين الذين ينتجون الازمات منذ سنوات ويصبون الزيت على النار ويفشلون في تحقيق الأمن والبناء كما يفشلون في مكافحة الفساد الذي يبتلعنا، وأن يمتد الحل الى الحصول على دعم المرجعيات الدينية المختلفة لمنع هؤلاء من خوض الانتخابات القادمة وتسلم المناصب السيادية والمهمة، حان وقت تغيير الوجوه وهو ما يمثل جوهر الديمقراطية ولو كان في النفوس بعض الكرم لتقدم هؤلاء باستقالاتهم وانسحبوا بفشلهم وفسادهم من المسرح قبل أن يغرق بالدماء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إخراج -ثعبان بحر-حي بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي .. كيف د
.. ثالوث نووي مرتقب يزعج روسيا والصين.. معلومات عن اتفاقية -أوك
.. فلسطينيون وسط قطاع غزة يركضون للاحتماء من غارة إسرائيلية قري
.. بوليتيكو: وزارة الدفاع الأميركية في محادثات مبكرة لتمويل مهم
.. مشاهد لسقوط طائرة عسكرية روسية مشتعلة قبالة سواحل سيفاستوبول