الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا كثر الباطل ...

عبد الرزاق السويراوي

2013 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في خبر يقول أن الحكومة تتجه الى شراء أجهزة حديثة ومتطورة لكشف المتفجرات ، يأتي ذلك , ضمن سعي الحكومة لتوفير الأمن للمواطنين. طبعاً , الخبر يأتي على خلفية الصفقة الفاشلة لاجهزة الكشف عن المتفجرات المعمول بها حاليا وما أثارته من ضجة . ومن المعلوم , أنّ ما من عراقي إلاّ وسمع عن فشل أداء هذه الأجهزة منذ جيءَ بها ودخلت الخدمة وعن الصفقات المشبوهة التي جرت من وراء الكواليس لتمريرها فضلا عمّا سلّطهُ الإعلام عن فشل هذه الأجهزة ومع ذلك , لم يُتخذ لا في وقتها , ولا الآن ,أيّ إجراء يقتص من المسؤولين عن هذه الجريمة المزدوجة والتي راح ضحيتها الآلاف من العراقيين . والان وبعد كل هذه الخسائر في الاموال والارواح والممتلكات فضلا عن الإنكسار النفسي الذي سببته لمجمل نفوس العراقيين بحيث فقدوا الثقة بها , تتوجه الحكومة لشراء أجهزة جديدة و( متطورة ) للكشف عن المتفجرات . السؤال : أَوَ ليس الحكومة هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن هذا التقصير المتعمد ؟ والناس , الناس الأبرياء الذين راحوا ضحية لهذه الصفقات المشبوهة هل تعيد لهم ,الأجهزة ( المتطورة ) المزمع شراءها , حياتَهم , في وقت أنّ المسؤولين عن شراء هذه الأجهزة الفاشلة , يتنعمون بالمبالغ الطائلة التي جنوها من هذه الصفقة ويسكنون في اكبر القصور ويركبون أفخم السيارات الفارهة وربما حتى المصفّحة . وهل أنّ المسؤولين الحكوميين , أنّبهم ضميرهم الان , ليستبدلوا الاجهزة الحالية الفاشلة بأخرى متطورة ؟ أمْ أنّ الأمر لا يعدو عن كونه إمتصاص لنقمة شعبية وأيضاً ربما تخطيط جديد لصفقة إخرى من إجهزة فاشلة أيضا, إذْ أنّ بعض الأجهزة المتوفرة حاليا ,وبحسب المحاكم البريطانية التي حاكمت المسؤول عن تصدير هذه الأجهزة , كانت متخصصة للكشف عن كرات الغولف الضائعة , فمنْ يضمن لنا أنّ الأجهزة الجديدة سيكون عملها أكثر من سابقتها المختصة بالبحث عن كرات الغولف بحيث تختص الأجهزة الجديدة بالكشف عن كرات القدم الضائعة من هجمات اللاعبين في مباراة كرة القدم ؟ !!!! رُبَّ قائل يذهب الى ضرورة أنْ نحسن الظن بنوايا المسؤولين وقيامهم بجلب اجهزة ( متطورة ) للكشف عن المتفجرات , أقول نعم ذلك ممكن , في حال ,على الأقل , قامت الجهات المختصة بتقديم المسؤولين عن شراء الاجهزة السابقة كعربون لحسن النية , حينها نقول أنّ النوايا الحسنة باتتْ متوفرة , ولكن هناك قول مأثور مفاده : إذا كثر الباطل إرتفع حسنُ الظن . وما أكثر الباطل في أيامنا الراهنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح