الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شريعة ٱلمسلمين ليست ممَّا شرعه ٱللَّه للمؤمنين

سمير إبراهيم خليل حسن

2013 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ٱللَّـه هو ٱلحقُّ. وهو ٱلخالق وٱلقادر وٱلمسوِّى وٱلفاطر لكلِّ شىء. وهو ٱلواجد للأشيآء ومالكها وٱلمؤمن ٱلذى لا يخاف على ملكه. وكلّ شىء مسلم يسجد له (يطيعه ولا يفسق عليه) بما عنده من شرع ٱلدِّين ٱلمسنون ولا يستكبر.
وهو ٱلذى نفخ من روحه فى واحد من ٱلأشيآء. فجعله ءادما يأنس وينظر ويعلم كيف خلقه وقدّره وسوَّىٰه وفطره ونفخ فيه من روحه. ويعلم بٱلشرع ٱلمسنون وأنّه شىء مسلم يسجد للَّـه وليس له أن يفسق عليه. فيختار لنفسه حال ٱلطَّوعِ لإسلامه:
"أَفَغَيرَ دِينِ ٱللّـه يَبغونَ وَلَهُ أَسلَمَ مَن فِى ٱلسَّمٰوٰتِ وٱلأَرضِ طَوعًا وكَرهًا وإِليهِ يُرجَعُونَ" 83 ءال عمرٰن.
وبما يعلم يضع شرعًا من ٱلدِّين لحكمه. مهتديًا بما رضىَ ٱللَّـه له دينًا. يؤمن به نفسه ونفس غيره من خوف ولا يُكره فيه أحدًا منهم:
"ٱليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِى وَرَضَيتُ لَكُمُ ٱلإِسلَـٰـمَ دِينًا" 3 ٱلمآئدة.
ويعلم أنّ لِما ينظر فيه ويعلمه شأن كلَّ يوم. فيسلم لفاطره طَوعًا بما علم. ويحنف ولا يوثن على علم هلك.
هذا ٱلحقّ ٱلشيئىّ ٱلمفطور وٱلمسلم ٱلسّاجد للَّـه بشرع ٱلدِّين ٱلمسنون. علم به ٱلناظر فى ٱلنجوم "إبراهيم" (عالم فلك) وعلم بما له من شأن كلّ يوم. فحنف ولم يوثن على علم هلك. وبعلمه أسلم للذى فطر ٱلأشيآء طَوعًا. فٱتخذه ٱللَّـه خليلا (مثلا أعلى) على ٱلمسلم له طَوعًا. وبما علم "إبراهيم" من شرع ٱلدِّين ٱلمسنون. كتب شرعًا معروفا من ٱلدِّين فى صحفه. وأقام بيتًا للنُّور (للَّـه) فى وادٍ غير ذى زرع. يسكنه ربّ ناظر عليم يحكم بما شرع ويقيم ٱلدِّين. وفى صحفه أَذَّن فى ٱلناس بٱلحجِّ يؤمنهم علىۤ أنفسهم وملكهم وعملهم من خوف. وبمآ أَذَّن فى صحفه أتوۤا إليه من جميع شُعَبِ ٱلأرض. وزرعوا فيه ورُزقوا من ٱلثمرات.
أما ٱلمسلمون كَرهًا. فلم ينظروا ولم يعلموا. ووثنوا على ما خرّصوا من قول فى ٱلدِّين وظنُّوا من علم. وأقاموا سلطة طغوى أعراب كافرين منافقين. ووضعوا لسلطتهم ٱلكافرة شريعة تُكره عابديها على ٱلإسلام لظنونهم. وكفروا عليهم سبيل ٱلعلم بٱلزرع وٱلطعام فجاعوا. وهددوا مَن يخرج عن شرعهم بٱلقتل فخافوا وعاشوا فى ذلٍّ وهُون.
لم ولن يعلم ٱلمسلمون كَرها. أنّ ٱلمؤمن شخص مسئول عما يختاره من سبيل. فله أن يعبد ٱللّه ويخلص فى عبادته له أو يفسق عليه:
"كلُّ نفسٍ بِما كَسَبَت رهينة" 38 ٱلمدَّثر.
"وٱتَّقوا يومًا لا تَجزِى نفس عَن نفسٍ شيئًا" 48 ٱلبقرة.
"كلُّ امرئٍ بما كَسَبَ رهين" 21 ٱلطور.
"ولا تَكسَبُ كُلُّ نفسٍ إلا عَلَيها ولا تَزِرُ وازرة وِزرَ أخرىٰ" 164 ٱلأنعام.
"وٱتَّقواْ يومًا تُرجَعونَ فيه إلى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كلُّ نفسٍ مَّا كَسَبَت وهُم لا يُظلمونَ" 281 ٱلبقرة.
ولم ولن يعلموۤا. أنّ ٱلمؤمن شخص مسئول عمَّا يعلمه ويتبعه من سبيل:
"ولا تقفُ ما ليس لك به علم إِنَّ ٱلسَّمع وٱلبصر وٱلفُؤَاد كلُّ أُوْلـٰۤئك كان عنه مسئولًا" 36 ٱلإسرآء.
وأنّه لا يطيع شريعة أكثرية كشريعة ٱلمسلمين:
"وإن تطع أكثر من فى ٱلأرض يضلُّوك عن سبيل ٱللَّه إن يتبعون إِلَّا ٱلظَّنَّ وإن هم إلَّا يخرصون" 116 ٱلأنعام.
فأكثر مَن فى ٱلأرض مسلمون كَرهًا. وهم ضآلُّون بسبب ما يتبعون من ظنٍّ وتخريص جاهلين. ومنهم ٱلذين يتبعون شريعة ٱلمسلمين ويظنُّون أنّهم مؤمنون.
ولم ولن يعلموۤا. أنّ حقَّ ٱلنَّفس بٱلحيوٰة هو مسئولية ٱلناس جميعا:
"مَن قَتَلَ نفسًا بِغَيرِ نَفسٍ أو فسادٍ فى ٱلأرضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ ٱلنّاسَ جَميعًا ومَن أَحياها فَكَأَنَّمآ أحيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًا" 32 ٱلمآئدة.
ٱلناس ٱسم لأفراد كلّ منهم مسئول. ودليل هذا ٱلاسم من دليل ومفهوم ٱلفعل "ناس ينوس". وهم من ٱلذين لا يشركون فيما يألفه قومهم أو طآئفتهم من دين وشرع. ويتبرّأون منهم وممَّا يعبدون. وينوسون عنهم يهاجرون فى ٱلأرض.
وٱلمسلمون لا يدرون مَن هم ٱلنّاس. ولا يقبلون مسئولية ٱلنّفس. ويقتلونها بسبب ٱرتدادها عن دينهم وشريعتهم. وبسبب ٱتباعها لشرع غير شريعتهم.
ولم ولن يعلموۤا. بما فى بيان ٱللَّـه ٱلقرءان. أنّ قتل نفس من دون نفس. سوآء ءكان ٱلقتل موتا لهآ أم كان قتلا لإرادتها. هو حقّ للناس جميعا ومسئولية عليهم. لا يتوقف عند حدود ديار. لا بزعم وطنية. ولا بزعم قوميّة. ولا بزعم سياسة ولا دين.
ومنذ ٱنقلابهم على ٱلمؤمنين فى سنة 632 ميلادية. وأحزابهم تقتل أبنآء "إبراهيم" ويهجّرونهم من ديارهم. ويطغى ٱليوم كفر ونفاق تلك ٱلأحزاب. على ٱلحدث ٱلثورىّ فى كلٍّ من تونس وليبيا ومصر وسوريا. وقد طغوا على ٱلحدث بتخريصهم فى ٱلدِّين. وحرفوه عمَّا يريده ٱلناس من قيام للدِّين (سيادة ٱلقانون). بحكم يقوم بشرع معروف من ٱلدِّين فى صحف (دستور) كصحف "إبراهيم" و"موسى" وصحيفة "محمّد". يؤذَّن به فى ٱلنّاس ليأمنوۤا أنفسهم وأموالهم وملكهم وعملهم من خوف.
وبكفرهم ونفاقهم وتخريصهم فى ٱلدِّين. فرّقوا شعوب تلك ٱلبلاد إلى طوآئف تكره بعضها. وفتنوا بينهم ودفعوهم إلى ٱلبغضآء وٱلقتل لبعضهم كما يحدث فى سوريا. ويعملون على مثله فى ٱلبلاد ٱلأخرى.
وحتّى تخلص شعوب تلك ٱلبلاد من كفر ونفاق أحزاب ٱلمسلمين. على ٱلمؤمنين وٱلمؤمنات من جميع طوآئف شعوب تلك ٱلبلاد. وهم ٱلمالكون للملك وٱلعمل من دون غيرهم. أن يعملوا على شرع معروف لا منكر فيه لقيام ٱلدِّين. فلا يكون فيه سبيل للمسلمين إلى موقع من مواقع ٱلحكم وٱلأمر كما يبيّن لهم ٱللَّـه فى كتابه:
"وَٱلمُؤمِنُونَ وَٱلمُؤمِنَـٰـتُ بَعضُهُم أَولِيَآءُ بَعضٍ يَأمُرُونَ بِٱلمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ ٱلمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰۤــئِكَ سَيَرحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيز† حَكِيمþ" 71 ٱلتوبة.
فٱلولىّ منهم ويختاره ٱلمؤمنون من مجلسهم من دون ٱلمسلمين وٱليهود.
وبقيام حكم مالكين ومالكات عالمين وعالمات صالحين وصالحات طيِّبين وطيِّبات. يأمن ٱلبلد ولا يُوثن أهلُه على شرعهم. بل يُحسنُون فيه (يجددون ويطورون) بما نُزِّلَ إليهم من ربِّهم (ٱكتسبوه بنظرهم من علم فى ٱلحقِّ ٱلمربوب أشيآء من مقدار).
فيخلوا ٱلبلد من أحزاب ٱلسياسة طآئفيّة وطبقية وقومية. ولا يلتفت أهلُه إلى خلف.
ولا يُكره أبنآء ٱلبلد على ٱلتعبيد بتعليم محدّد.
ويكون للبلد جيش متطَوّع لا سخرة فيه (خدمة إلزامية) ومحدّد عدده فى شرعه ٱلمعروف.
وفى شرع ٱلبلد يؤذن فى ٱلناس بٱلحَجٍّ. يؤمنهم علىۤ أنفسهم وأموالهم من خوف فيجعل أفئدتهم تَهوى إليه. ويأتون إليه من كلِّ فجٍّ عميق.
وفى شرعه إذن بقبول أمير ووزير للبلد من ٱلعالمين ٱلصالحين ٱلطِّيبين ٱلمهاجرين إليه.
ويقيم حكمُهُ ٱلصالحُ ٱلصَّلوٰةَ (جميع وسآئل ٱلسّمع وٱلبصر وٱلرصد وٱلرقابة وٱلحساب وٱلإحصآء وٱلإحاطة) على كلِّ شىء فى ٱلأرض وفى ٱلسَّمآء. ويقوم إليها (يداوم عليها). ويُحسن (يجدد ويطور) فى بنآئها ولا يسهوا عنها.
ويعدّ ٱلقوّة ٱلتى تُرهب ٱلعدوّ وتمنعه من ٱلتفكير بٱلعدوان.
ويقيم حكمُهُ ٱلصالحُ مواثيق سلم وحُسن جوار مع جميع جيرانه وجيران جيرانه. وٱلصاحب وٱلصاحب بٱلجنب. ويجنح للسِّلم مع جميع حكومات ٱلمؤمنين فى ٱلأرض:
"يٰۤأيُّها ٱلَّذين ءَامَنُواْ ٱدخُلُواْ فِى ٱلسِّلمِـ كآفَّةً ولا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيطَـٰـنِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوّ مُّبِين" 208 ٱلبقرة.
فإن علمَ ٱلمؤمنون أنَّ منهم ٱلمسلمون طَوعًا. عملوا بما شرعه ٱللَّـه:
"شَرَعَ لكم مِّن ٱلدِّين ما وصَّىٰ بهِ نوحًا وٱلَّذىۤ أوحينآ إليكَ ومآ وصَّينا بهِ إبرٰهيمَ وموُسَىٰ وعيسىٰۤ أن أقيمواْ ٱلدِّين ولا تَتَفرَّقواْ فيهِ كَبُرَ على ٱلمُشركينَ ما تدعوهم إليهِ ٱللّـه يجتبىۤ إليه مَن يشآءُ ويهدىۤ إليه مَن يُنيبُ" 13 ٱلشُّورىٰ.
ونبذوا شريعة ٱلمسلمين كَرهًا. وأنقذوا شعوب بلادهم من فتنة ٱلمشركين من أحزاب ٱلمسلمين كَرهًا. ولهم فى كتابى "دينُ ٱلحكومة". وفيما نشرته مقالا على ٱلنت "دينُ ٱلبلد ٱلأمين". ما فهمت من كتاب ٱللَّـه ٱلقرءان عن صحف "إبراهيم وموسى" وصحيفة "محمّد".
فيآ أيُّها ٱلمؤمنون من أىِّ فئة وطآئفة. كونوا من ٱلمسلمين للَّـه طَوعًا وأبنآء للأب "إبراهيم". وٱعبدوا ربَّكم ولا تعبدون ما شرعه مسلمون أعراب هم ٱلأشدّ كفرا ونفاقا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س