الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقلاب المعادلة السورية

علي الخياط

2013 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تتغير ظروف الحرب العالمية التي يشنها الغرب وأقزامه في المنطقة وتحديدا تركيا وقطر والسعودية التي تبدو بمظهر الراكع عند الجزمة الإسرائيلية التي توجه بوصلة الاحداث بأكثر من إتجاه يلائم طموحاتها وخططها التوسعية في المنطقة العربية وعموم الشرق الاوسط خاصة بعد التهليل الذي خرج به بعض العرب بإعلامهم وصحفهم مباركين الضربات الصهيونية على اهداف في سوريا عادين إياها تحولا في الحرب لصالح جبهة النصرة الإرهابية والجيش الحر الارهابي لكن خاب فألهم ولم يفلحوا في مواجهة صمود القوات الحكومية الشجاعة التي قدمت التضحيات الجسيمة خلال سنتين من المعارك مع الارهابيين وعملاء المخابرات التركية والمال القطري والحصار الغربي الأمريكي المتواصل وأستطاعت أن تدحر المجاميع الإرهابية واحدة بعد الاخرى برغم القتل والترهيب الذي مارسته ضد الأمنين ودوائر الدولة الخدمية ومصالح العامة من الفقراء دون وازع من ضمير.
كان واضحا التغير في الموقف الامريكي تجاه الملف السوري من خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الامريكي الى موسكو والزيارة التي أعقبتها لديفد كاميرون الوزير الأول في بريطانيا الى العاصمة الروسية ولقائهما بلافروف وبوتين والتصريحات التي صبت في مصلحة التغيير في المواقف والإستجداء من روسيا لتوافق على عقد مؤتمر دولي يجمع المعارضة بالحكومة في بلد ما من بلدان العالم حيث وافق الروس لكنهم الآن يقولون إن التريث في الأمر أفضل وربما كان ذلك لحسابات على الأرض تتعلق بتراجع الارهابيين وصعود نجم التطرف الذي أحرج الغرب كثيرا وهو ماأشره طلب فرنسا إدراج جبهة النصرة على قائمة المجموعات الارهابية التي تهدد السلم في العالم اجمع ومصالح الغرب في الشرق الأوسط.
التحول الذي حصل خلال الفترة الماضية بتحقيق انتصارات مهمة للجيش العربي السوري على الارهابيين أفرز نتيجة إيجابية تمثلت بفهم العالم لحقيقة الاوضاع في هذا البلد وان النظام الحاكم ليس مفروضا على الشعب بل ان اغلب القطاعات تدعمه والدليل صموده في مواجهة قوى الارهاب والطرف والحصار الغربي والشرقي وتوافق بعض دول الخليج وتركيا على الاضرار بوحدة النسيج الاجتماعي لسوريا وشعبها بمكوناته الطائفية والعرقية،هذا الامر دفع بالولايات المتحدة والغرب لاعادة تقييم المواقف والاحداث والتفكير بروية قبل التسرع في اتخاذ اي قرار قد ينقلب الى كارثة خاصة وان القوى العظمى الرئيسية ليست متوافقة على عداء دمشق بينما تساندها اكبر قوة بشرية واقتصادية وهي الصين ومعها روسيا اللتين تمتلكان حق النقض في مجلس الامن واستطاعا تقويض الجهود الغربية لاصدار قرارات كان من شانها لو صدرت لن تغير الكثير من الوقائع على الارض.
المعركة في سوريا مستمرة والضحايا يسقطون بينما التكفيريون والوهابيون المدعومون من قطر وتركيا والسعودية يبتهجون بمقتل كل بريء ويضحكون على ذقون السذج ليوهموهم انهم منتصرون في معركة خاسرة منذ البداية لانها حولت سوريا الى محرقة تشتعل باجساد الابرياء ويدفع ثمنها شعب حضاري عريق من اجل راحة بعض الشركات النفطية والدول الموبؤة كتركيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار