الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القفز من السفينة

ساطع راجي

2013 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


العراقيون، مواطنون ومسؤولون، أول من أيقن إن أجهزة كشف المتفجرات المستخدمة في شوارع البلاد ومؤسساتها لاتعمل، ومن يستخدمها يعرف انه يعبث ويقتل الوقت ويسقط فرضا غير مفهوم، حتى جاء حكم القضاء البريطاني على صانع الاجهزة فنهضت المؤسسات العراقية من رقدتها وتداعت اللجان والشخصيات للقيام بفاصلها الاعلاني، وهو فاصل يركز من جهة على استغلال الموضوع للقيام بحملة ترويج وتسقيط، ومن جهة أخرى يسعى كل طرف في هذا الفاصل العابر لتبرئة نفسه أولا والتأكيد إنه كان العبقري الشريف النزيه الذي رفض صفقات شراء الاجهزة المزيفة وانه كان ذكيا لدرجة اكتشاف عدم جدوى هذه الاجهزة.
تصريحات المسؤولين ومؤتمراتهم الصحفية تجعلهم يشبهون فئرانا تهرب من سفينة على وشك الغرق، وهو وضع شاهدناه أكثر من مرة وأبرز الحالات كانت الصفقة الروسية، بعض المسؤولين الكبار المباشرين لايهتمون لهذه التفاصيل، أولا لأن هناك من يتبرع مجانا لتبرئة ساحتهم والدفاع عنهم من جيوش المنتفعين والوصوليين ومنتظري الهبات والنعم، وثانيا لأن هؤلاء المسؤولين الكبار يمسكون بكل مفاتيح اللعبة ويستطيعون التحكم بمسارها ولا نستبعد اليوم الذي يعلنون فيه ان اجهزة الكشف عن المتفجرات المستخدمة في العراق هي أفضل ما إخترعته البشرية وهي الاكثر فعالية على سطح الارض، كما فعلوا في الكثير من ملفات الفساد والارهاب.
لقد يئسنا من الوصول الى الحقيقة في أية قضية، لكن في ملف أجهزة كشف المتفجرات تدار الامور وكأن دولتنا مختلة عقليا، فما معنى القول والتأكيد رسميا بأن أجهزة كشف المتفجرات لا تعمل ومع ذلك يستمر استخدامها في نقاط التفتيش، ويخضع المواطن ورجل الامن للجهاز وكأنهم يؤدون فرضا روحيا لا نقاش فيه ولا اعتراض عليه، رغم الفئران الكبيرة التي تقفز من سفينة هذا الجهاز الاكذوبة، الجهاز فضيحة ليس لأنه لا يعمل بل لأن الحكومة رفضت تصديق الملايين من أبناء شعبها الذين يقولون "الجهاز لايعمل" كما رفضت الحكومة تصديق مئات الانفجارات التي ازهقت الاف الارواح وهي جميعها تقول "الجهاز لا يعمل" ثم تبين إن الحكومة لم تصدق نفسها ولا خبراءها ولا دوائرها الامنية التي تقول جميعا "الجهاز لايعمل" كل ذلك لأن استمرار استخدام الجهاز يغطي على استيلاء بضعة أشخاص على أموال طائلة في صفقات الشراء، هذا هو الجشع الذي يظهر مسؤولين كبار ومناضلين قدامى في صورة "فئران مجنونة" لا تمل من التهام المال الحرام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا