الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الأجل الذي يتوفَّاهم
نصيف الناصري
2013 / 5 / 12الادب والفن
النوم من دون انفجارات ...
شعب غريب يحرّم على نفسه العيش في البرق ، ويتجمّهر تحت الأطلال
المُطلسمة للموتى . أسياده الثملون في قبضهم للأعطيات التي يقدمها العامة
والمثقفون ، في اجتيازهم للمخاطر من أجل الشفاعة المرجوّة ، يملؤون
بطونهم وعمائمهم الفظيعة بكلّ ما لا ترضى عنه الآلهة . المرتجى بعيد وفي
انتظارنا له ، نتعثَّر بالسهام والفراغ الذي يزمّجر في أيّامنا التي تفلحها نوائب
من نرجو منهم إعانتنا على النوم من دون انفجارات . متاهة عتيقة نضيّع فيها
العمر ولا يتجلَّى لنا أيّ شيء ممن ننتظر غفرانهم واحسانهم الينا ، وفي جلدنا
الرائع لأنفسنا وتعطيلنا لتجارتنا في كلّ موسم ، نسوّغ لأفاعي الله غرس حمقها
وجشعها في شعائرنا التي تتغطَّى بالرماد .
الأجل الذي يتوفّاهم ...
ضائقة مفجعة تُطبق علينا في حلجنا لقطننا في الظهيرة التي تنقصها حيازتها
للنسيم ، وجيراننا أكثر عرضة لحملات الزنادقة المأجورين الذين يسرقون ما
يوصى به الميت . احتفاظنا باسلحة من كفّوا عن سلب واضطهاد الأقلية التي
تعيش بيننا ، لا يلزمنا باعادتها اليهم . التناحر والحيازة والنفوذ ، تؤلب السفِلة
على عذوبة السهر في الأجل الذي يتوفّاهم وهم يفرطون في الحنوّ على ميراث
الاهانة . حشود ضخمة تتقدَّم في الجفاف وأسلحتها النفّعيّة ، تصلصل في نجودنا
المتيبّسة ، تزدري كلّ الاكراهات التي تقف في طرقها ، وتسخر منّا في طلب
العون من آلهتنا التي نرغمها على التحوّل للسكن في الزرائب . زيادة في الكارثة ،
يزعم الأعداء انّنا نخون الآلهة في حصادنا ونشجّع الطيورعلى الزواج الجماعي
في الأشجار الأمومية للكمثرى . أعذار إنجابية لا يتقبّلها كهنتنا في فزعهم من
أفعال الفاسقين ، ويطلبون منّا الثبات وإدامة الأنوال التي ننسج فيها موتنا .
إتمام الرحلة ...
تحفَّظات متبدّلة نبديها في الداهية التي تُصيب قطعان ماشيتهم ، وما يُعْزى لنا في
إثمارنا للأسقام بنبات الكتّان الذي ينسجون منه ثياب كهنتهم وزعماء قبائلهم ، لغو
باطل وتعوزه الأدلة ، لكنّنا نحرّض فتياتهم الشابات في حرثهن لزعرور الحبّ بين
أثدائهن ، على الزواج بعيداً عن الجماعة . في مناقع الرز حظوظ دائمة لا متساوية
تُلازم الأدلاء وهم يُبوّقون للرحَّالة بين الشقوق المجهولة للنجوم ، وما يلزم الغريب
في خطفه لمرآة حظَّه ، إتمامه لشهادة موته قبل نفخه الأيّام الخفيضة لرحلته .
حديقة عدن ...
انتطموا معنا بين صفّ طويل للأشجار في الهاجرة . إمتعاضنا منهم في دفن
وفياتهم بالتبن ، يغيضهم ويصحبهم الى الليل ، لكنّهم يكتمون ما يتألمون منه ،
وفي حسدهم لنعمتنا التي تغدقها علينا آلهتنا المعظَّمة ، يعوّضون نقصهم لنضارة
وجوههم التي لفحتها مصائبهم ، باجهاض أشجارنا الحبلى بالدراهم والثياب
والعافية . أنشطتهم في يومهم الذي يخلو من الروائح والطعوم ، صلاة معبأة
بالشكوى من اقتلاعهم عن أرضهم التي تُغنَّي فيها اليراعات ، وكلّ ما يعطيه
لهم كهنتنا من محاصيل الصيف ، لا يكفيهم ويتقدّمون بمطالب أخرى ،
وإعطاؤها لهم يزيد في كراهيتهم لنا . مضاعفتنا للأشياء التي ننذرها الى الآلهة
في أعقاب كل ولادة ، تخفّض الجزية عنّا في دخولنا حديقة عدن .
12 / 5 / 2011
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/
.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي
.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و
.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من
.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا