الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة تاريخية على عملية التربية في تاريخ كوردستان

محمد رشو

2013 / 5 / 13
التربية والتعليم والبحث العلمي


التربية ذات ارتباط وثيق بالتقدم الحضاري للمجتمعات فهي عنصر فاعل ومتفاعل مع درجة التقدم في هذه المجتمعات كما أنها تعكس مدى تطورها. وبما ان كوردستان بقيت ولتاريخ طويل ولاتزال مستعمرة من قبل قوى خارجية، بالتالي لم تتح الفرصة امام الشعب الكوردي لينال تطوره المستقل، فالمستعمر كان يوجه كافة أوجه الحياة بصفته القوة المهيمنة، حيث حاولت الانظمة الاستعمارية المختلفة دوما كسر ارادة الشعب الكوردي وفرض ارادة المستعمر المحتل.
بما ان الاستعمار على كوردستان طال لأمد بعيد فقد تراكمت السلبيات في جميع النواحي حتى اصبحت في النهاية كوردستان بلدا وشعبا منقطعين عن العالم، كسجن مفتوح، والقوى الاستعمارية لعبوا دور الحارس فقط.
الاستعمار بكل معانيه اصبح عائقا امام أي تطور سياسي، أو اجتماعي، أو ثقافي للشعب الكوردي. ولم يعد للتحولات العالمية الا تأثيرا ضئيلا على واقع الشعب الكوردي.
في مواجهة هذا الواقع الصعب قاوم الشعب الكوردي كلما سنحت له الفرصة، الا ان مقاومته هذه لم تستطيع ان تغير الواقع الاستعماري المفروض، وبقيت كوردستان شعبا ووطنا تحت رحمة المستعمرين لآلاف السنين. وعدى الاحتلال والاستعمار المفروضين، تعرض هذا الشعب لأخطر انواع التجزئة والتشتت. ففي واقع مأساوي كهذا لا يمكن البحث عن تطور طبيعي وسليم لشخصية الانسان الكوردي، بل حاول كل نظام استعماري استخدام شتى الوسائل اللاإنسانية لخلق نموذج الانسان الذي يتفق مع نظامه الاستعماري، وهذا ما ادى الى فقدان الانسان الكوردي لجزء من شخصيته القومية والاجتماعية المستقلة. فالنظام الاستعماري في كوردستان بكل مؤسساته بما فيها نظامه التربوي كان موجها بشكل مباشر من السلطات الاستعمارية لتشويه وهدم الشخصية الكوردية وإحلال شخصية القوميات الحاكمة محلها، وعلى وجه الخصوص لعبت الانظمة التربوية الاستعمارية دورا اساسيا في تشويه الشخصية الكوردية. باختصار نستطيع القول بان الشعب الكردي اصبح محروما من نظام تربوي مستقل عن الاستعمار ومتفق مع مصالحه القومية.
على الرغم من الحقيقة الانفة الذكر، الا ان الشعب الكردي لم يبقى امام السياسات الاستعمارية مكتوف الايدي، وحاول دوما التخلص من نير الاستعمار، وفي كل فرصة سنحت له اشعل نار المقاومة، وبقدر المستطاع دافع للحفاظ عن ثقافته وتراثه، وان لم يستطيع الشعب الكوردي ولأسباب عديدة ابداء مقاومة منظمة ومستمرة، فكانت المقاومة متقطعة عن بعضها البعض وظهرت مرات بقوة وخنقت في بحار الدماء مرات اخرى، الا انه وفي كل مرة رفعت وتيرة المقاومة بالمقابل ظهرت شخصيات كوردية طوروا الثقافة الكوردية، أي ان مدرسة المقاومة النضالية خلقت الأدب النضالي المقاوم ايضا. ولهذا الأدب النضالي تأثيرا واضح على تربية الانسان الكوردي، ونشأة الروح النضالية لديه ايضا. وعلى اساس تطور عملية التربية في كوردستان نستطيع ان نقسم تاريخ التربية في كوردستان الى ثلاث مراحل وهي:
1. مرحلة ما قبل ظهور الاسلام.
2. مرحلة حكم الاسلام حتى القرن التاسع عشر.
3. من القرن التاسع عشر حتى اليوم.
وسأتوقف على كل مرحلة باختصار لاحقاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة