الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات الريحانية التركية والوضع السوري

المرصد العربي للتطرف والإرهاب

2013 / 5 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


سبق وأكدنا أن أغلب حوادث الإرهاب التي تجتاح بلادنا العربية إنما تندرج ضمن مشروع متكامل له مخططون وممولون ومنفذون، وله أيضاً مناهضون ومقاومون، في مواجهة تشبه إلى حد كبير الصراع الأزلي بين الخير والشر ..

هذه المواجهة اتخذت أشكالاً عديدة خلال العقود الأخيرة، واعترتها ((أحداث مفصلية)) أسهمت في تناوب الإمساك بزمام المبادرة دون أن يتمكن طرف من تحقيق نصر نهائي على الطرف الآخر ... ومن الواضح أن هذه المواجهة آخذة بالسعي نحو الذروة من خلال صراع معلن ومفتوح سارعت فيه أنصار قطب الشر إلى التموضع حوله بشكل جلي واضح، فيما الكثير من أنصار قطب الخير مازلوا مترددون من اتخاذ موضع ثابت لهم رغم اتضاح المشهد وتلاشي ماكان يثير التردد .. ونخص بالذكر المثقفين وأصحاب القلم ..!!

نستفيد من المقدمة أعلاه للحديث عن تفجيرات الريحانية التي حدثت في تركيا مؤخراً والتي يُراد لها أن تشكل ((حدثاً مفصلياً)) يُسهم في إعادة الإمساك بزمام المبادرة، بعد إفلاتها من أيدي قوى الشر إثر الإتفاق الروسي - الأمريكي الأخير، الذي يشكل المنطلق والحجر الأساس لحل الأزمة السورية سياسياً، وما يُشكّله هذا الحل فيما إذا رأى النور، من هزيمة لقوى الظلام ومشروع المد الوهابي الأخوانجي الإرهابي الخطير على منطقة الشرق الأوسط.

ففي جميع المقاييس حقق هذا الإتفاق نصراً كبيراً للشعوب العربية المناهضة لقوى الظلام، وقد استطاع جيش العرب، الجيش العربي السوري، إحراز هذا النصر السياسي تتويجاً لبسالته وتضحياته الكبرى في حربه ضد قوى الظلام.

وإذا تجاوزنا موضوع إدانة هذه التفجيرات المُدانة سلفاً، نستطيع القول أنها من أخطر التفجيرات الإرهابية التي تمت خلال العقد الأخير، ونستطيع وصفها بـ "فائقة الشر" كونها تهدف إلى نسف الإتفاق الروسي - الأمريكي وبالتالي استمرار إزهاق الأرواح وإرهاق الدماء في حروب مدمرة ربما تتجاوز الحدود الجغرافية لسوريا.

مما سبق يبدوا جلياً أن أكبر المتضررين من تفجيرات الريحانية هم الجيش العربي السوري والحكومة السورية، إضافة إلى ضحايا هذه التفجيرات، مما يجعل إتهام سوريا بها أمراً يثير السخرية وأيضاً الإمتعاض، لما ينطوي عليه هذا الإتهام من احتقار لعقول المتابعين، من العرب والأتراك على حد سواء.

بل إننا نرى أن أكبر المستفيدين من هذه التفجيرات هم أولئك الذين لايريدون حل الأزمة في سوريا ويُصرّون على تدميرها وتدمير جيشها العربي.

إنهم أولئك الذين يرسلون السلاح ويدفعون المال لشراء "المجاهدين" ويُجنّدونَ شيوخ الجهل والتطرف والإرهاب للإفتاء بالقتل ونشر ثقافة الصحراء، وتتضح الصورة أكبر هنا إذا أدركنا أنه لم يبقى إلا سوريا الصامدة قبل أن يتحول العالم العربي إلى مسلخ بشري كبير لا نسمع في أرجائه إلا أنين من يُجلدون في الشوارع، وصرخات من يُغتصبن في الطرقات، وصليل سيوف قاطعي الرؤوس والأيدي والأرجل، وفرض الحجاب والنقاب والصلاة القسرية على طريقة المتخلفين من أتباع الإرهابي محمد بن عبد الوهاب.

نختم هنا بتقديم تعازينا لأهالي ضحايا هذه التفجيرات راجين أن يُسهم هذا البيان في مساعدتهم على تحديد الجهة (أو الجهات) التي يتوجب عليهم طلب القصاص أو التعويض منها.

وأخيراً نحذر أهلنا في الوطن العربي من سوء فهم من يجري في سوريا، وندعوا جميع المهتمين بإنعاش الجثة الهامدة المسماة "نهضة عربية" إلى التموضع في المكان الصحيح من الصراع، قبل تتمكن قوى الظلام من نسف هذه النهضة، ومعها الأمة العربية، من الأساس.

المرصد العربي للتطرف والإرهاب
arabobservatory.com











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي