الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف والمسارات الأخرى

ساطع راجي

2013 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت الاتحاد مقالا مترجما يوم الاحد عن استخدام الخوف في الحملات السياسية، وتأثير الخوف على موقف الانسان، المقال يشير الى دراسة علمية عن انتقال الخوف وراثيا، المهم ان النتيجة تقول "الخائفون يميلون الى رفض الآخر" ويفضلون الانفصال، هنا تبدأ علاقتنا في العراق مع الدراسة، ماذا لو إن خوف المواطنين من بعضهم البعض "تحت تصنيف المكونات" تحول الى وراثة، بمعنى ان هناك جينات "للخوف" تحتاج الى ظروف مناسبة لتكون فعالة، وهذه الظروف هي مزيج من تحريض وتحريض مضاد وحملات إعلامية واضطراب أمني ومشاكل عامة، لن نذهب بعيدا الى الجوانب العلمية البايولوجية، سنبقى في مدار التربية، ماذا عن المخاوف من الآخر التي تنقل في عملية التنشئة دون دراية أو قصد أحيانا؟.
في سعيها للصلابة النظرية والموثوقية العالية تبدو العلوم الطبيعية والانسانية على السواء وكأنها تريد انتاج قدرية عبر فكرة القوانين، قدرية لا فرار منها، لكن الانسان المحب للحياة ينتج العكس أيضا من نفس القوانين، لايحاول مقاومتها بل يحاول تكييف حياته مع شروطها وفهم امكانية تطويع البيئة، التربية يمكن دراستها وتنقيتها من جينات الخوف الثقافية من الآخر، أو حتى تغيير مشاغل الانسان وابتكار أنماط حياة بديلة لاتجعل من نقاط الخلاف مراكز للحياة اليومية، والطبيعة يمكن التعامل معها علاجيا او تربويا، والمهم ان نحدد مصالحنا، الساسة في بلادنا مثلا يعرفون مصالحهم، ولذلك سرعان ما يتغلبون على كل جيناتهم ومشاعرهم وانتماءاتهم وقوالبهم ويفتتحون مسارات أخرى لتحقيق مصالحهم، الذين يكرهون أمريكا والغرب (الكافر) عموما سارعوا للتعامل معه كما هو حال الاحزاب الشيعية مثلا، الخصوم الذين نتخيل ان كلا منهم يريد حرق الآخر، سرعان ما يلتقون عندما تحين لحظة المنفعة المشتركة، مثلا رئيس برلماننا اسامة النجيفي الذي تحمل قواعده الشعبية مسؤولية كل مشاكل العراق على العاتق الايراني يلتقي في برلمانه مع السفير الايراني حسن دنائي فر، ومن الواضح ان اجتماع الرجلين كان مهما جدا، بالمثل أيضا لم ينتقد رئيس وزرائنا نوري المالكي الاتفاق بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني الذي يدفع بعناصر الحزب الى الاراضي العراقية، رغم العلاقة المتأزمة بين المالكي وأردوغان.
الخلاصة، إن السياسة ليست فيها أقدار، ولكن فيها مصالح تسمح بتجاوز جميع المخاوف حتى الاصيلة جينيا والمؤصلة إجتماعيا، المهم أن لا تثق الجماهير كثيرا بحملات التخويف التي يقودها الساسة لاخضاع المواطنين ودفعهم الى التعصب والتطرف لتحويل الجثث فيما بعد الى طاولة مفاوضات يتناول عليها زعماء الطوائف مآدبهم العامرة، ستكون رحلة طويلة لاضعاف جينات الخوف وفتح مسارات أخرى للحياة في بيئة محرضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية