الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مسيرنا ونحن نحتشم من أسقامنا

نصيف الناصري

2013 / 5 / 14
الادب والفن






التحطيب بأرض العدو ...






حيّيناهم في ابحارهم لمصالحة عدّوهم الذي يتغاضى عن خرقهم للعهود .
مُناخ حزين صعدوا فيه وهم لا يملكون اسطرلاب النوتي المتأخر في
حلمه . رحلتهم المحمومة من أجل خديعة أخرى ، تغتابهم فيها طيور
القطرس وهي تتزوّج فوق جزر مراكبهم . أشياء وفيرة يحدسها المرء في
الابحار ، ويتخلَّى في تسخيره لأمله عن مصباحه الذي تتسرَّب منه أيّامه .
فصل الجفاف الذي تفخَّم فيه الأرض نفسها ، فرصة لأحياء الموتى وإعادتهم
الى أهلهم الذين أضناهم غزلهم للبكاء في انصاتهم المستمر الى أصداء
الأحجية الجنائزية . تُغطَّي الشجرة أثدائها عند مرور الموكب الطويل
للصيّادين ، ويخلع الغيم ثيابه بحشمة ويرغمها على الاستحمام معه . وسيلة
شائعة منذ عهد آدم ، تتقي فيها الأشياء المتعفَّفة نفسها في مخاوفها من
الجلاّدين . سعادة التحطيب بأرض العدو وسلبه أمانه ، ندوب جرحى لا
امكانية في شفائهم من معجزة تأخرّهم عن موتهم ، وحيلة عضال باعتراف
الأسياد الحمقى للمعتدين . رحلة حامية تتجمَّع فيها الأحلام المترنَّحة للغرقى
في دنوهم من مراصد عدّوهم ، وشرارة الثارات تحرّك مقبضها صوب ما
فعلوه في الماضي .






في مسيرنا ونحن نحتشم من أسقامنا ...





مسيرة مهلكة عبرنا فيها أرض الآباء العطشانة ، نفلّ مرايا الماضي عن
فزعنا من حاضرنا . ملائكة صغيرة تتقدَّمنا وبالكاد تخرق ثقل ما نعانيه .
خصومنا يفرطون بمطالبهم التي تنْخل ما ندخره لتشييع ودفن الموتى ، وفي
إمالتنا للسنبلة التي تنحني على نفسها ، نقضي على الرفرفة الأخيرة لمناجل
الحصاد . أفواج كثيرة تعارض زواجنا لأشجارنا من الأمطار الشابَّة للشعوب
الأخرى ، لكن الحادثة الأعظم في مسيرنا ونحن نحتشم من أسقامنا المحظوظة
في الماضي ، تصدّع محبتنا في المنفى لأرض الوطن وآلهته التي نرتاب من
ضعتها وتجحفل أتباعها في إعلاء الداهية المتعفَّنة للطائفية .







وجه المحبوب ...







نُصغي اليهم في إصابتهم ببرق العشق ، في بريق السهم الذي تطلقه النحلة ،
ونخفّف عنهم رهابهم مما يضمره لهم الوشاة المتزمّتون عند القبائل
المريعة ، وفي إنشادهم المخزي للعاشق المتوفى ، ينسون شُعيرة عظيمة في
صلاتهم على قبره المعلَّق في غناء الأمم العاشقة ، ولا يدفنون معه وثيقة
اصطياده لحتفه بين طروادة الزمان . هيلين . ليلى . أمل . آنّا . قرابين للحبّ
ويرعين النجوم في الشواطىء المرمّدة للثمرة المحرَّمة . بحيرات كثيرة أُهيل
عليها الغرقى العشّاق ، واتحدوا بمصيرهم الفاني في فردوس الجمال الذي تُلمَّح
له القرون . الصفّ الجميل والمنتظم لجروحهم المعظَّمة والأكثر انضباطاً من
انقلاب اللحظة ، تضرَّع طويل الى الشفاء من الميتة المُنهكة والمحجوبة لوجه
المحبوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با