الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفقة التركية واللهاث المتأخر

ساطع راجي

2013 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


النواب الملتصقون أبدا بالحكومة يعيشون روح الغزوات، هم إما يهاجمون من أجلها أو يدافعون عنها بـ(هوسات) كلامية تتجاوز الحقائق وتتنكر لمصالح البلاد، فهم يريدون حماية الحكومة وقائدها لا أكثر، ويتورط معهم أو يسقط في غوايتهم كتبة بلا أدلة ولا أرشيف، كما حصل في صفقة التسوية التركية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني التي تلخصت حتى الآن بإنسحاب مقاتلي الحزب الى الاراضي العراقية.
نواب الحكومة ومعهم كتبتها المستعجلون انتقدوا ما إعتبروه انتهاكا تركيا لأراضي وسيادة الدولة العراقية، لكن هؤلاء (النواب والكتبة) لم ينتبهوا لسيل التقارير والمعلومات اليومية التفصيلية ومنذ أشهر لخطوات التسوية في تركيا والتي كانت تؤكد فقرة الانسحاب الى الاراضي العراقية ولا يشير النواب والكتبة الى إن الحكومة العراقية بمفاصلها المختلفة إلتزمت الصمت طوال فترة عقد الصفقة التي كانت معلنة بوضوح استثنائي، بل ان القائد العام للقوات المسلحة ورئيس السلطة التنفيذية في العراق قام بأكثر من صولة سياسية وعسكرية في الداخل واشترك في سجال مع رئيس الوزراء التركي، وتبادل الرجلان التصريحات الساخنة في إمور شتى لكنهما لم يتناولا قضية مسلحي حزب العمال، النواب والكتبة لايسجلون هذه المعلومة، كما لايسجلون استمرار قائدنا العام في الإلتزام بالصمت ومعه كل عساكره وضباطه الى ان دخل مسلحو حزب العمال الى الاراضي العراقية ليباشروا التهديد باللجوء الى مجلس الامن ليكون لهاث حكومتنا متأخرا.
النواب والكتبة اللاهثون وراء فشل الحكومة يعيشون بروح الغزوة الاعلامية لذلك يقررون مهاجمة تركيا وينسون إن دخول مسلحين أجانب الى دولة ما ينسف سيادة الدولة وبالتالي يمحو أي معنى لوجود قيادتها، إلا إذا كانت هذه القيادة تعرف بالتسوية مسبقا وهي راضية عنها وهو الارجح في موقف العراق من التسوية بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، فالعراق وتركيا وامريكا أعضاء في لجنة واحدة تتعامل منذ سنوات مع قضية حزب العمال الكردستاني وتنسق المواقف بين الاطراف الاربعة، كما إن العراق وتركيا تربطهما منذ التسعينيات اتفاقية تسمح للجيش التركي بالتوغل في الاراضي العراقية لمسافة معينة وهو اقرار بوجود قواعد لحزب العمال الكردستاني في العراق وكل ما يحدث اليوم هو عودة الحزب الى قواعده، والحكومة العراقية لم تتخذ أي خطوة باتجاه الغاء الاتفاقية.
على النواب أن لايحاولوا خداع المواطنين بالبكاء على السيادة بل عليهم مواجهة المسؤول الصامت ومطالبته بتفسير قبل تحشيد العواطف واثارة الاحتقانات وتحويل المشكلة الى عداء داخلي مع اطراف عراقية بذريعة قربهم من تركيا، وعلى الكتبة التروي قبل الانسياق وراء شعارات نواب لايعرفون شيئا أو يدعون عدم المعرفة وكلا الامرين سواء، فالنتيجة سيل من المناورات البائسة التي تشغل مساحات الاعلام لا أكثر بلهاث متأخر يحاول التستر على الفشل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي